مامكغ تدعو إلى تخليص الثقافة من أغلال النخب
06-11-2013 11:32 AM
عمون -إبراهيم السواعير - قدّمت وزيرة الثقافة د.لانا مامكغ رؤيتها الثقافية مهتمّةً بمجتمع ينشأ أبناؤه على ثقافة تغرسها الأسرة وينمّيها الدرس ويرفدها الإعلام الحقيقي ويتم تداولها في الملاحق الثقافيّة التي (لا ينبغي أن تظلّ مقصورةً على النُّخب).
وقالت، في المحاضرة التي قدّمتها في نادي الفيحاء وأعلنت خلالها عن هيئة استشارية عليا تضمنت وزراء لدراسة مشاريع الوزارة، إنّها ظلّت مشغولةً بالبحث عن عنوان للثقافة، في ظلّ صورتها الذهنيّة الضبابية، مهتمّةً بالفنون وتفعيل عمادات شؤون الطلبة، و(الجامعات التي تتحول إلى مدارس كبيرة)، محذّرةً من الخطاب الثقافي الأحاديّ الجاذب في ظلّ بحث الطالب عن هويته التي قد يجدها في (العنف).
تحدثت مامكغ، في الحوار الذي أداره نائب رئيس النادي عبدالله كنعان، عن المؤسسة الإعلاميّة و(البرامج الطاردة)؛ إذ لم تنجح مؤسساتنا الإعلاميّة، وتحديداً التلفزيون، في تكريس البرنامج الثقافي المنشود، واستندت إلى خبرتها الإعلامية في قراءتها متلازمة (التعبير والإعلام الإلكتروني)، مناقشةً معنى الرسالة الجادّة، ونفور العامّة من خطاب الخاصّة الثقافي.
فرّقت الوزيرة بين (الأكاديمي) و(المثقف) بالخطاب، معربةً عن أسفها للأكاديمي الذي لا يكون له خطابه الثقافي، ولهذا الفهم الذي يرى الثقافة شعراً وموسيقى فقط، معرّفةً بالوزارة راعية الإبداع، لتضرب أمثلةً من زياراتها الميدانيّة الأخيرة في المحافظات.
وناقشت في السياق أهميّة الانفتاح على وزارتي التربية والتعليم والأوقاف وسواهما من الوزارات ذات الصلة، باحثةً عن المنتج الإبداعي، معربةً عن أسفها لأن تتحول الثقافة إلى (مهنة) على يد من لا علاقة له بها، مؤكّدةً قناعة الوزارة بالمشروع قبل المضيّ فيه. ودللت بروائيين وشعراء عرب لعبت الدراما والأغنية دورها في تسويق منتجهم الإبداعي، من أمثال حنا مينا، وأسامة أنور عكاشة، ونجيب محفوظ، والشاعر نزار.
دعت مامكغ إلى توسيع النقد الثقافي شديد التخصص على كلّ الشرائح بتبسيطه، وانتقلت إلى اشتباك الوزير بحقول وزارته، (وقد كان يمكنه ألا يفعل شيئاً غير تسليم الدروع وافتتاح الأمسيات). وقالت إنّ هيئةً استشاريّةً عليا شكّلتها الوزارة ضمّت وزراء لقراءة جملة المشاريع محلّ النظر.
أعرب الكاتب الإعلامي عضو رابطة الكتاب الأردنيين تيسير نظمي عن صدمته بالثقافات الوطنية التي هي آخر الثقافات في الدفاع عن الأوطان، كما أعرب الإعلامي المغترب د.سليمان النمر عن أسفه تجاه مبدعين أردنيين لا يكونون نجوماً أو يلمعون إلا في غير بلدهم؛ ممثلاً بسامي حداد وحسن معوّض، وآخرين.
حثّ الكاتب قيس ظبيان على إعادة طباعة (الملك عبدالله كما عرفته) لتيسير ظبيان، فيما دعت فوزية الزعبي إلى حماية اللغة العربية من الدخيل والمحكيّ وعدم الحاجة إلى وزارة ثقافة، وشاطرها في ذلك فاروق مجدلاوي، فيما ناقشت فيلومين نصار فشل رسالة المثقفين وتسطيح الفكر. وتمنى يوسف غزال أن نهتم بأدبائنا أسوةً بالنجوم العرب، وقدّم د.محمد ربيع ما يثبت أنّ الثقافة التي لم تعد تصلح العودة إليها أو السير بها، معايناً أزمة الثقافة العربية من واقع ما ألّفه في هذا المجال.