] لعله قَمينٌ بي ابتداءً أن انوهَ بحالة نهوضٍ اعلامية جادة ما احوجنا جميعاً اليها ايامنا هذه، والتي رحنا ولو متأخرين نتابع تجلياتها ونفخر بتفاصيلها في الاقنومين معاً الرسمي والشعبي أو وبكلمة اعلام الدولة بوجهٍ عام، ما مثاله برنامج ( ابطالنا ) على شاشة التلفزيون الاردني وبرنامج ( من ذاكرة الأيام ) على قناة نورمينا الفضائية، اذ وضعنا المبدعون ضيوفاً ومُضيفين وجهاً لوجه أمام ذكريات الآباء والأجداد الرجال الرجال، الذين نافحوا مستبسلين عن الثرى المقدّس في الأردن وفلسطين في معارك 1948 وعام 1967 وعام الكرامة 1968 وحرب تشرين 1973، من بواسل الجيش العربي الاردني القوات المسلحة الميمونة والذين منهم من قضى نحبه شهيداً ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ..

الاستهلال اعلاه جاء ضرورياً ومناسباً للقول بأن الأردن قد فَقَدَ الثلاثاء الماضي مدير الأمن العام الأسبق اللواء المتقاعد حكمت باشا مهيار رحمه الله، وهو أحد البناه الأوائل اللذين مكّنوا بعزمٍ ما تلين له قناة لقيام هذا الحمى العربي الأشم إمارةً ثم مملكةً، تحت رايات الزُّهر من ملوك بني هاشم الأبرار من شُعلة التأسيس على يديّ المغفور له عبدالله الأول طيب الله ثراه، حتى عهد التعزيزهذا الميمون على يديِّ عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه..

ما نسترسلُ، قبلُ، في مقالةٍ سيّارةٍ عجلى ومتواضعة كهذه، دون شهادة حق حول مواقف الباشا الراحل والتي لا جدال سينصفها التاريخ وكذا المنصفون، إذ كان الراحل الكبير أحد المنافحين الاشاوس عن ثرى المملكة الاردنية الهاشمية في الضفتين، ففي فلسطين وإبّان حرب 1948 كان ووفق ما سطّر فيه المؤرخ الصديق د.بكر خازر المجالي نقيباً في الجيش العربي الأردني أي رئيس بحسب الرُتب العسكرية تلك الايام، من بطولاته انذاك وبحسب المجالي أنه قاتل العدو الصهيوني في منطقة الخليل حربذاك وأحرز انتصارات اشاد بها العارفون..

الى ذلك وبالمناسبة كان هو القائد الاردني الذي قام بالاتصال بغرض الدعم مع القوات المصرية المحاصرة في بلدة الفالوجة، والتي كان فيما ورد في غير كتاب مذكرات احد ضباطها هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، اذ تولى المرحوم مهيار إمداد تلك الكتيبة المحاصرة بجميع ما يلزم من الغذاء والماء والمؤن الضرورية..
لم أقرأ مذكرات فارسنا الراحل والتي اشرف مشكوراً على تحريرها ووضعها بين ايدي المتلقين الاردنيين الأديب المؤرخ عمر العرموطي، والذي هو وبالمناسبة نجل معالي الوزير الاسبق محمد نزّال العرموطي رفيق عُمر راحلنا الكبير، على أن ما بين يديّ ،الساعةَ، بمكنته ان يستوي كفاء هذه السطور المتواضعة، فحسبه أن يضيء وبايجازٍ ظالمٍ هو لا جدال بعض ما رواه المجالي من سيرة الباشا الراحل العطره..

من ذلك مثالاً لا حصراً ووفق المجالي أن الرئيس مهيار قاد حربذاك 1948 الهجوم على مستعمرة كفرعصيون قرب محافظة خليل الرحمن الباسلة، فاحتلها كاملة وقام بأسر كل المسلحين فيها وكان عددهم 387 أسيراً، وأشرف وبحسب المصدر نفسه على نقلهم الى معسكر الأسر أنذاك في بلدة أم الجمال في محافظة المفرق، أما معركة كفرعصيون تلك فقد كانت قد جرت قُبيل اندلاع الحرب رسمياً في 15 أيار 1948 بأيامٍ قليلة .. و..للحديث صلة في المقال القادم.