الاصلاح في رسالة الروابدة للملك
نايف المحيسن
04-11-2013 03:09 PM
يقول عبدالروف الروابدة في رسالته التي وجهها للملك بعد قرار تعيينه رئيسا لمجلس الاعيان "ندرك ان الاصلاح ضرورة ماسة وانه شمولي ميادينه جميع نواحي الحياة والحاجة له جادة والاسراع بتنفيذه واجب"..
ويضيف قائلا: ونعد جلالتكم بان يكون دورنا جادا واكيدا في هذا المجال, هدفنا تلبية توجيهاتكم والالتزام بثوابت الوطن واستشراف المستقبل في مجتمع الاسرة الواحدة التي لا تقبل الاستقواء او الاسترضاء ولا الاقصاء او التهميش في اطار حماية امن الوطن والمواطن وصياغة نموذج وطني تحتذيه الاجيال.
يبدو انه لم يكن رد الروابدة فقط لمجرد الرد او شكر الملك على تعيينه ولكن هناك استشفاف لمهمة او مهام ودور فاعل لمجلس الاعيان في المرحلة القادمة لتنفيذ برنامج معين قد يكون الروابدة محوره في مجلس الاعيان بعيدا عن طبيعة التشكيلة لهذا المجلس ولكن قريبا من من يرأس هذه التشكيلة والمهمة الموكلة اليه على ما يبدو تحديدا.
رسالة الروابدة للملك لم تتضمن الا اشارات تتعلق بالاصلاح ويبدو ان هذا هو مربط الفرس وهذا هو المطلوب من الروابدة بصفته رئيسا لمجلس الاعيان خاصة وان لديه رؤى سابقة واعد قانون للانتخاب لم يتم انجازه نتيجة وجود قوى كانت ترفض التغيير والسير نحو الاصلاحات حتى في زمن لم يكن موضوع الاصلاح فيه سيد الموقف كما هو الآن خاصة وان الهاجس الاكثر اشغالا للملك هو تطبيق الاصلاحات التي يريدها هو والشعب في آن واحد وليس ادل من ذلك على ان كل حديث او تصريح للملك وفي كل مناسبة هو الاصلاح وتنفيذ الرؤيا الاصلاحية للبلاد والمتمثلة في المشاركة الحقيقية للشعب في كل امور الدولة ولا تتم هذه المشاركة الا من خلال قوانين اصلاحية شاملة تخرج للبلاد افراد قادرين على ان يكونوا هم من يمثلون او يدافعون عن الشعب ويحققون الرؤى الحقيقية واللازمة لطموحات كل ابناء الوطن وفي كل ارجائه.
لقد تحققت بعض الاصلاحات مثل التعديلات الدستورية والمحكمة الدستورية وهيئة الانتخاب ولكن للأسف هذه التعديلات هي حلقات ضمن سلسلة متكاملة من الحلقات لن تكتمل الصورة الا باكتمالها وعندما تكتمل هذه الحلقات جميعا فان المواطن سيلمس التغيير الحقيقي نحو الاصلاح ولكن اذا كان من خلال حلقة هنا وحلقة هناك فانه لن يكون فاعلا في حال التكوين الكلي لعملية الاصلاح فمثلا بدون قانون انتخاب قادر على تحقيق التمثيل الطبيعي للناس لن يتحقق الاصلاح وبدون وجود احزاب سياسية فاعلة يرعاها قانون احزاب حقيقي وفاعل يتم من خلاله تكوين الاحزاب القادرة والمهيئة لاستقطاب اعداد كبيرة من الناس مع اعطائها الحرية الكاملة في العمل فالحلقات الاهم هي قانون الانتخاب والاحزاب مع فتح المجال امام الحريات العامة ليستطيع كل المواطنين التعبير عن مكنوناتهم وان لا نرى فئة قليلة جدا هي من يعبر عنهم فالمشاركة هي الاساس الفاعل للفعل السياسي في الاردن ومن خلاله يتحقق الاصلاح الشامل والذي ستنعكس اثاره على كل المواطنين وسيكون المواطنون شركاء وعندها يتم اختيار ممثلين للشعب بمجلس نيابي حقيقي يختار هو الحكومة التي تمثله بتكوينات حزبية ثابتة لا من خلال كتل نيابية متحركة.
عذرا تاخر نشر هذا المقال لم يكن السبب لامن عمون التي احترم ولا مني