facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مسابقة المحافظات من الاعتناقات


الاب رفعت بدر
04-11-2013 02:55 PM

أحاول في كل عام فهم السبب الكامن وراء اعلان عدد "معتنقي الاسلام " في بلدنا الحبيب. فلا أجد سببا شافيا . فالسنة الماضية ، اطلت وسائل الاعلام الرسمية والالكترونية علينا ، بخبر يبيّن عدد معتنقي الديانة الاسلامية خلال خمس سنوات .

وكتبت وقتها في وكالة عمّون ، تعليقا يبيّن انّ نشر مثل هذه الاخبار ، لا يفيد المجتمع ، ولا يقدم الا تفضيلا لدين على آخر ، وهو خطر على نفسية أتباع الديانة "المرسلة" على اتباع الديانة "المستقبلة" .
وقد تكلمت مع مدير وكالة الانباء بترا، العام الماضي، فأخبرني بأنّ الخبر قد تم نشره بالغلط ، بينما كان مشغولا بمحاضرة في احدى المحافظات .

وقبل أيام قليلة (30\10\2013)، أطلت علينا احصائية هذا العام، صادرة عن دائرة قاضي القضاة ، ومنشورة في عدة مصادر اخبارية ، ومنها وكالة بترا ، بخبر مفاده انّ 478 شخصا قد اعتنقوا الاسلام داخل المملكة، لا بل قد تم نشر خارطة تشير الى "حصّة" كل محافظة من "غلّة" هذا العام. وهنالك محافظات قد نالت قسطا كبيرا ومحرزا ، وهنالك محافظات لم تنل سوى رقم "1"، ولعلنا نقول لها ، حظا أوفر في السحوبات أو الاحصائيات القادمة . وعليك ايتها المحافظة "المقصّرة" ان تبذلي جهدا من اليوم لكي يرتفع المعدل لديك العام المقبل، والا فستخرجين من دائرة المنافسة. وبالطبع فقد حازت العاصمة الحبيبة على نصيب الاسد.

من حق الانسان أن يغيّر دينه ، فهذا يصب في الحرية الدينية ، وهي أم الحريات وتاجها وفخرها . وبدون حرية دينية لدى المجتمعات ، لا نستطيع ان نقول ان هنالك حريات أخرى تسير على قدم وساق . وقد تم قبل ايام الاعلان عن اعتناق الممثل الكوميدي "مستر بين" للاسلام، وقد رحبنا بالخبر، كونه يصب في الحقوق الاساسية للانسان ، وبخاصة حريته الشخصية وقناعاته وحريته الدينية التي تؤمّنها له المجتمعات المتقدّمة.
ومن حق دائرة قاضي القضاة أن يكون لديها سجلاتها الخاصة ، ولكننا غير معنيون بالاطلاع عليها ، كونها تبيّن انّ الحرية الدينية في بلداننا العربية ، ما زالت عرجاء ، وهي تأخذ ولا تعطي ، بمعنى ان ليس كل الناس أحرار بتغيير ديانتهم.

ومن العام الماضي الى اليوم ، حصلت عدة اعتناقات مأساوية ، سببت اشكالات اجتماعية ، وحتى أمنية ، في بلدنا الحبيب ، وتبعا لاحداها قبل عام، قام قاضي القضاة مشكورا ، بنشر تعليمات تتعلق بوجوب التحري والتدقيق ، قبل قبول اي شخص جديد للاسلام، وقد بيّن سماحته وقتها ان هنالك شروطا ، على المتقدّم بطلب ان يتبعها وعلى متلقي الدعوة ان يتثبت من الأمور ، وذلك لضرورة المحافظة على الروابط الأسرية والروابط الاجتماعية من خلال التحقق قبل تسجيل أي حجة إسلام لأي شخص كان ذكراً أم أنثى ومن داخل المملكة أو خارجها.

وهذه الشروط هي :
1. عدم وجود دعوى قضائية مقامه من طالب تغيير الديانة أو عليه لدى أي محكمة شرعية أو نظامية أو كنسية.
2. عدم وجود مصلحة دنيوية مهما كان نوعها.
3. أن تكون الغاية من إشهار الإسلام هي اعتناق الدين الحنيف عن قناعة تامة أو عقيدة راسخة وأن يكون الشخص الراغب في اعتناق الإسلام مطلعاً على أركان السلام وتعاليمه.
4. إبراز كتاب من الحاكم الإداري يفيد تأمين الحماية الأمنية والاجتماعية لصاحب العلاقة.
5. إبراز شهادة من الطبيب المختص من أنه خال من الأمراض النفسية والعصبية والعقلية.
6. رفع المعاملات المتعلقة بالزواج من الكتابيات أو إعلان الإسلام أو إشهاره إلى هذه الدائرة لتدقيقها قبل الموافقة على تسجيلها، وأن يرافق معها الضبط المنظم حسب الأصول وإعلام المأذونين التابعين للمحاكم الشرعية بهذه التعليمات والتقيد بها تحت طائلة المسؤولية.

وبعد ، فلنا الحق ان نتساءل اليوم : هل تم التدقيق في اي طلب من الذين تم نشر ارقامهم في وكالة الانباء الرسمية والعديد من المواقع ؟ أم ان التعليمات في واد والتطبيقات في واد آخر ؟
ونتساءل مجددا : هل تخدم هذه الارقام السنوية السلم والنسيج الاجتماعيين ؟ الا نعلم بأنّ قسما كبيرا من بين هذه الارقام، هي قصص ومآسٍ لعائلات قد تم تدميرها بأكملها ، وخلقت شروخا وآلام لم يشف الناس منها ؟ وذلك لانّ العديد منها لأشخاص متزوّجين دمّروا عائلاتهم بتغيير ديانتهم، تاركين أولادهم بلا معيل.

ونتساءل كذلك : الم يكن حريا باحصائيات هذا العام ، ان تكون مختلفة باسلوبها وعرضها على وكالات الانباء ، عن العام الماضي؟ فهذه السنة ، لدينا تعليمات قاضي القضاة التي نحترمها ونقدّرها ، لكنّها مع كل أسف لم يتم الرجوع اليها ولا مرّة ضمن ال 478 مرّة المُرّة.
مختصر مفيد: الحرية الدينية حق أساسي للانسان، الا انّها ما زالت تسير باتجاه واحد.





  • 1 زيد طنوس 04-11-2013 | 05:07 PM

    أبدعت ايها الاب

  • 2 يارا 04-11-2013 | 05:35 PM

    يعطيك العافية أبونا... فعلا الحرية الدينية ما زالت تسير بإتجاه واحد.. و القوانين بتنكتب على ورق و الورق هاد صار لازم ينقعوه و بشربوا ميته لأنه ما حدا بطبق المكتوب..

  • 3 احمد الزعبي 04-11-2013 | 05:42 PM

    صدقني يا ابونا انه معظم اللي بسلموا هم فقط لاسباب دنيويه وهم اصلا ما كانوا يفهموا بدينهم اشي ... اذا ارادت الدولة حرية معتقدات واختيار الدين عليها التطبيق على المسلم قبل المسيحي ... واحترامي لك ابونا ولأسلوبك الراقي ..

  • 4 من الكرك ‏ 04-11-2013 | 05:56 PM

    يسلم لسانك ابونا الكلام الي نفسنا نسمعه من زمان الاتجاة الواحد ‏
    ربنا يقويك ويعلي صوتك للحق ‏

  • 5 ........... 04-11-2013 | 06:01 PM

    يسلم ثمك ابونا لانوا نشر متل هيك مواضيع لا بزيد و لا بنقص بي يا ريت نصير بلد متحضر بهيك امور و مثقف يصير يفكر قبل ما يكتب و ما يثير اي حساسيات دينيه لانو في كتييييييير ناس من الديانه الاخرى غيرة ديانتها و الاكثر بتمنى يغيير بس المشكلة ........... و عمرنا ما رح نتغيير للاسف

  • 6 nadia 04-11-2013 | 06:02 PM

    .thank you father

  • 7 الدكتور المهندس محمد البركات 04-11-2013 | 06:23 PM

    انا مع الاب رفعت بدر في طرحه اعلاه ....

  • 8 ربى 04-11-2013 | 11:27 PM

    بوركت أبونا ، من حق كل شخص ان يختار دينه لانه في لحظه وطرفة عين سيقف امام خالقه ويكون وحده مسؤول عن قراره ، دور الاسرة ان ترسخ محبة الله وتعاليمه في أذهان أطفالها ليكون إيمانهم مبني على الصخر

  • 9 الشماس رمزي غانم 04-11-2013 | 11:49 PM

    شكرآ أبونا على هذا التوضيح لأن المهم ليس العدد وكم العدد المهم كيف نصلي ونعبد الله وكيف نبني المحبة والسلام وقبول الأخر وعيش الإنسانية بين الشعوب ونكون مستعدين للقاء وجه الخالق بعد هذه الحياة بضمير مرتاح وكما يقول قديسنا نعمة الله الحرديني الشاطر الذي بخلص نفسه.

  • 10 Amaal 05-11-2013 | 12:27 AM

    مقال قيّم ابونا فأنت اول المهتمين بالعيش الاسلامي المسيحي المشترك الذي تسوده المحبة والسلام في مجتمعنا،وقدمت الكثير من المحاضرات المتعلقة بهذا الامر وشاركت في العديد من المؤتمرات التي تعزز هذه الطبيعة الاجتماعية المميزة في وطننا الحبيب،وان كتبت فالهدف تعزيز هذه الاواصر ومحاولة منع اي امور قد تتسبب في خلق مشاكل وايمانا منك بالعيش المشترك والحرية الدينية، واني لا ارى مبررا لهكذا احصائية فهناك الكثير من الامور الهامة التي تستحق المناقشة!!ادام الله نعمة المحبة والامان في وطننا.

  • 11 هههههههههههههه 05-11-2013 | 01:08 AM

    الاسلام أقوى وأقوى بعون الله

  • 12 ابن البلد 05-11-2013 | 02:53 AM

    شكرا للاب رفعت في اسلوبه الراقي في ايصال الرسالة وشكرا للمعلقين والمعلقات الكرام على تعليقاته الراقية ..........

  • 13 ابو عزام 05-11-2013 | 08:05 AM

    الاب رفعت كل من يتخلى عن دينه انسان..... ولكن لمادا لاتسمح الكنيسه في الانفصال عندما تصبح الحياه بين الازواج لاتطاق وشكرا لك

  • 14 حجازين/الكرك 05-11-2013 | 11:01 AM

    يسلم لسانك ابونا...هذه قناعات ولاكن من المؤسف التغير بسبب امور دنيويه منها الزواج وامور ماليه .فاذا كان التغير بهذه الضروف. المسيح برئ منهم مثلهم مثل البناء بيته على الرمل ...وشكرا

  • 15 ............ 05-11-2013 | 11:13 AM

    في هذا البلد الاذنيين وحده من طين وحده من عجين ...او مثل الي بقول بتنفخ بقربه مخزوقه

  • 16 dana 05-11-2013 | 11:33 AM

    معك حق ابونا .. و شكرا لجرأتك في طرح موضوع حساس زي هيك .. صح تدمرت كثيير عائلات و تفرقت .. و انا كلي ثقه بانه لم يتم عمل اي تحقيق او تدقيق قبل الموافقه على اعتناقهم الدين الحنيف .. مع العلم بان هذه الشروط هي لحمايه الجانبين " المرسل و المستقبل"
    و يا ريت هالمقاله توصل للمعنيين في هذا

  • 17 باسمه 05-11-2013 | 12:12 PM

    كلامك ابونا صح الصح ولكن لهم الحق في الاعلان عن العدد والاسماء وغير ذلك لأنه لا خوف من ذلك لأنه لا يوجد للذين يغيروا دينهم عقاباً على الأرض، ولكن الذين يرتدون ويرتادون الكنائس والمحكمة الكنسيةويغيرون دينهم عن قناعة وهم بكامل قواهم العقلية وبكامل ارادتهم، فكم بالحري يكون عددهم لو قامت الجهات المعنية بالاعلان عنهم، فخوفهم من تطبيق قانون قتل المرتد ومحاربته لكانت الطوابير امام الكنائس المختصة على مدار الساعة، نحن نخاف على حياتهم ونجعل الأمر فقط في حريتهم لاختيار ديانتهم بينهم وبين ربهم فقط

  • 18 السماكيه ...... 05-11-2013 | 12:26 PM

    جراءة وشجاعة في الطرح نشكر الاب رفعت بدر عليها ونامل ان تقام ندوات او موتمرات لمناقشة هذه المسالة وخاصة اننا في الاردن لدينا روابط عشائرية قوية بين مختلف الفئات ولا يجوز ان نسمح لشاب طائش او فتاة مغرر بها ان تفسد العلاقات الاخوية بيننا والشروط التي وضعها سماحة قاضي القضاة تدل على النية الصادقة والانفتاح والرغبة في التعايش المستمر بين اتباع الاديان السماويه فكلنا نتجه لاله واحد واذا انتقل شخص من جانب لجانب اخر بقناعة وايمان فلن يخسر الاردن شيئا

  • 19 باسم صالح الخلايلة 05-11-2013 | 12:29 PM

    تحية للاب رفعت بدر واشكرك على الاسلوب الراقي الذي تتعاطى به مع هذا الموضوع الذي يكاد يكون على درجة عالية من الحساسية ، وبعد فانني اعتقد بان معظم الاشخاص الذين يعكفون على تغيير ديانتهم من المسيحية الى الاسلام وفي معطمها تتم لاسباب دنيوية متعلقة دائما بعلاقات غرامية بين شاب وفتاة ولرغبتهم بالارتباط والزواج ، ومعظمهم كما اسلف احد المعلقين لا يمت لا للاسلام ولا للمسيحية بصلة الا من خلال الهوية ، ولا يعمدون الى تغيير دياناتهم لقناعتهم بتعاليم هذا الدين او ذاك .
    فانا من هذا المنبر اشاطرك الرأي .

  • 20 ماجد ككي 05-11-2013 | 12:34 PM

    تسلم ابتي الفاضل على هذا المقال الرائع.......تبقى الحرية الدينية في بلدان الشرق والبلدان الاسلامية(النايمة) تسير فقد باتجاه واحد...اما ما يكتب على الورق على انه قوانين واجراءات وتنظيمات تبقى حبرا على ورق وفقط للاستهلاك الاعلامي ليس الا...حالها حال حوار الحضارات التي هي فقط باتجاه واحد فقط...اما عن الذين يتحولون الى دين اخر فليس عن قناعة وانما لاجل الحصول على امتياوات وحقوق وامور دينيوية وليست ابدا عن قناعة بالدين المتحول اليه..............

  • 21 مواطن 05-11-2013 | 12:40 PM

    كلام 100% وصريح .....

  • 22 مقالة جيدة 05-11-2013 | 01:30 PM

    لا بد من تقبل الاخر بدينه بعاداته بتقاليده اذا اردنا ان نتطور ونصبح في مصاف الدول العظمى التي تحترم الانسان لانسانيته وما يقدمه لمجتمعه وليس لدينه او اصله ولا يجوز لانسان ان يحكم على الاخرين او يقيمهم وانما الحكم لله لان الله اعلم بما في النفوس

  • 23 جميل بوالصه 05-11-2013 | 02:39 PM

    كلام صحيح ابونا وكمان هناك المئات من الاخوان المسلمين يعتنقون الديانه المسيحيه بالتجائهم الى اوروبا والغرب خوفا من العقاب الامني عليهم . سواء كنت مسيحي الديانه او مسلم لا يوجد اي مشكله اخلاقيه وانما المشكله عندما تكون انسانا سيئ ومواطن غير صالح ويكون هدفك ماديا او التهرب من مشاكل الحياه . علينا التعلم ان الدين لله وان الله عز وجل وهبنا كامل الحريه لعمل الخير او الشر وان العقاب في الاخرا.

  • 24 جمال المجالي 05-11-2013 | 06:25 PM

    ابونا الكريم
    اعرف نقاء سريرتك وصفاء مقصدك... ان هذه الارقام او ما ينشر هنا وهناك كلها غثاء كغثاءء السيل.. وما الفائده من المئات ان يسلموا او يتبعوا المسيحية ولا يوجد عندم اي ضمائر اوايمان بالله
    كنت في هاييتي وفي ليبريا وهذه الدول المجاعه فيها لا يتصوره العقل... وكانوا المواطنيين يكبرون وينطقون الشهاده من اجل الطعام او امن اجل ترمي عليه حبة تفاح
    سلم لسان ابونا الكريم

  • 25 بسام حجازين 05-11-2013 | 06:50 PM

    الاب العزيز رفعت بدر تحيه واحترام وشكر للاسلوب الحضاري الرائع...+++

  • 26 ghassan 06-11-2013 | 11:40 PM

    مختصر مفيد: الحرية الدينية حق أساسي للانسان، الا انّها ما زالت تسير باتجاه واحد.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :