خطاب العرش استحقاق دستوري و خارطة طريق
طلال الخطاطبة
04-11-2013 02:37 PM
يُعتبر خطاب العرش السامي بافتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة استحقاقاً دستورياً لافتتاح الدورة، حيث يرسم جلالة الملك في هذا الخطاب السياسة العامة للدولة و يضع الخطوط العريضة لنهجها أمام ممثلي الشعب، تاركاً الباب مفتوحاً أمام مؤسسة الشعب الأولى و الحكومة لوضع الخطط اللازمة لتنفيذ هذه التوجيهات. لهذا جاء الخطاب الملكي في هذه الدورة على شكل مفاصل توقف عندها كلها جلالته موجهاً و واضعاً السلطات أمام مسؤولياتها.
و قد أردت التوقف عند بعض هذه المفاصل و هو ما يتعلق بمجلس النواب نفسه، حيث حث جلالته البرلمان ليمارس دوره الديمقراطي كحاضنة للديمقراطية و منارة للإصلاح على أن يبدأ المجلس بإصلاح نفسه؛ فالمجلس هو المثل و القدوة، و لا يمكن أن يُصلِح ويراقب الحكومات إذا كان هو نفسه بحاجة لإصلاح.
و في الوقت نفسه و في ذات السياق وضع جلالته الشعب أمام مسئولياته أيضاً بمحاسبة ممثليه إن قصروا. فالشعب هو الأساس، فهو الذي يفرز النائب الذي سيراقب الحكومة. لهذا قال جلالته أن بقاء الحكومة مرهون باستمرار حصولها على ثقة مجلس النواب، و بقاء المجلس مرهون بثقة الشعب عنه؛ فالأمر كله يعود للشعب.
و من الأمور المفصلية الأخرى في خطاب جلالته أمام ممثلي الأمة هو بث الطمأنينة و الثقة بالنفس بخصوص أهم الملفات العسكرية و السياسية بتاريخ المملكة و هي قضية اللاجئين السوريين؛ و بعد أن وضع جلالته المجتمع الدولي أمام مسؤولياته أكد جلالته بالوقت ذاته قدرة الأردن على اتخاذ ما يراه مناسبا للحفاظ على حقوق شعبه و مقدرات بلده إن قصر هذا المجتمع بتحمل هذا العبء مع الأردن. و من هنا جاء تأكيد جلالته على دعم القوات المسلحة و الأجهزة الامنية التي تقوم بواجبها خير قيام.
كذلك أكد جلالته أن الديمقراطية في الأردن أصحبت نهجاً وطنياً راسخاً و لا يمكن الرجوع عنه؛ هذه الدورة بث جلالته روح الأمل بغد مشرق، و الأمل بخلق نموذج إصلاحي أردني على مستوى الإقليم ليحتذى به. و في الحقيقة لو تابعنا حالات الربيع العربي بالدول التي ضربها هذا التسونامي لوجدناها تبحث عن النموذج الأردني بعيداً عن الفوضى و (فلة) الحكم. و هم سيصلون إلى الأمن و الأمان بعد يضعوا أقدامهم على طريق النموذج الأردني الذي يعتمد مشاركة الجميع دون إقصاء لأحد.
هذه توجيهات جلالته و يبقى مسؤوليات السلطات بترجمة توجيهات جلالته لخطط عملية يمكن تحقيقها و مراقبتها للوصول بالأردن إلى الاردن الأنموذج و هذا أمل الأردنيين جميعاً.
نسأل الله أن يعين كل السلطات لتقوم بواجباتها لتحقيق هذه الرؤى الملكية.
كل عام و الأردن بخير.