أتاحت لي الاجازه الطويلة التي قضيتها في الاردن هذا العام الفرصة للالتقاء بحوالي (٥٠) مستثمرا في سوق عمان المالية ومن مختلف الشرائح ومن خلال الحوار معهم والإجابة على استفساراتهم لاحظت استمراريه تراجع الحكمة والخبرة في الاستثمار لدى شريحة هامة من المستثمرين والذي انعكس بصورة واضحة على كفاءة السوق ومستوى نضجه وارتفاع مخاطرة ومؤشرات تراجع الحكمة تتركز في الملاحظات التالية الملاحظة الأولى عدم وجود أهداف واضحة للاستثمار في السوق من حيث الفترة الزمنية للاستثمار هل هي طويلة الاجل أو متوسطة أو قصيرة الاجل وحيث يتم التركيز في الاستثمار طويل الاجل على اسهم الشركات القوية والتي تتميز بمؤشرات مالية وربحية ونمو وتوزيعات عالية تدعمها أدارة كفؤة هدفها تعظيم حقوق مساهميها وتحقيق أهدافهم بينما لايهتم المضاربون أو المستثمرون على الاجل القصير بمؤشرات اداء الشركات بقدر اهتمامهم بتحركات أسعارها السوقية يوميا وأهداف المستثمرين على الاجل الطويل تعليم الأولاد بعد عدة سنوات في الجامعات أو شراء ارض أو شقة أو الادخار لفترة التقاعد وبالتالي الاستثمار طويل الاجل من اجل الحفاظ على القوة الشرائية للأموال المدخرة وحيث يغطي العائد السنوي نسبة الارتفاع السنوي في مستوى التضخم أما الملاحظة الثانية فهي استمرارية تركيز بعض المستثمرين استثماراتهم في اسهم شركة واحدة أو شركتين وفي قطاع واحد والحكمة في الاستثمار في الاسواق المالية تنويع الشركات وتنويع القطاعات التي تنتمي لها هذه الشركات بهدف تنويع المخاطر وتنويع العوائد نتيجة اختلاف توقيت الدورات التي تمر بها القطاعات الاقتصادية واختلاف اداء الشركات وكفاءة إداراتها والملفت للانتباه عدم استفادة شريحة هامة من المستثمرين من تجارب ماضية سواء خلال طفرة السوق أو خلال كساده مما أدى الى استمرارية الأخطاء والمخاطر والخسائر والملاحظة الثالثة عدم متابعة المستثمرين لتطورات اداء الشركات التي يستثمرون مدخراتهم في أسهمها وحيث فرضت هيئه الأوراق المالية على إدارات الشركات بالإفصاح الدوري (كل ثلاثة شهور )عن نتائج أعمالها اضافة الى الإفصاح الفوري عن إية معلومات جوهرية تؤثر على حجم الطلب والعرض والمركز المالي للشركات والموقع الإلكتروني للهيئة يوضح تفاصيل تطور بنود ميزانيات الشركات وتفاصيل مصادر ارباحها ونفقاتها وبالتالي يستطيع المستثمرون اتخاذ القرارات الاستثمارية سواء بالبيع أو الشراء أو الاحتفاظ استنادا الى معلومات دقيقة وموثقة وعدم الاهتمام بالاشاعات أو أخبار الصحف والتي تنشر معلومات مختصرة وتركز على قيمه الارباح المحققة دون الاشاره الى المعلومات إلهامه الأخرى والملاحظة الأخرى استمرارية اعتماد بعض المستثمرين على القروض البنكية وتسهيلات الوسطاء للاستثمار في السوق بينما الأصل الاعتماد على المدخرات في الاستثمار حتى لايضطر المستثمر الى بيع الاسهم التي اشتراها في الوقت غير المناسب تحت ضغط البنوك أو الوسطاء أو عند حاجته الى السيولة المستعجلة بينما يختار المستثمر الذي يعتمد على مدخراته في الاستثمار الوقت المناسب للبيع أو الشراء دون الاكتراث بهبوط الاسعارعندما يتعرض السوق لموجات تراجع لأسباب غير متعلقة بأداء الشركات أو اداء الاقتصاد والملاحظة الأخرى استثمار بعض المستثمرين جميع مدخراتهم في السوق دون الالتفات الى مخاطر الاستثمار في الاسواق والذي ادى الى خسارة معظم المدخرات خلال فترة تراجع السوق في السنوات الماضية وحيث يفترض توزيع المدخرات على عدة أدوات استثمارية لتنويع المخاطر والعوائد ولا يفضل استثمار أكثر من ٤٠٪ من إجمالي المدخرات في سوق الاسهم وعمر المستثمر يؤخذ في الاعتبار عند تحديد نسبة الاستثمار في السوق وانخفاض العمر يؤدي الى القدرة على تحمل المخاطر بعكس ارتفاع العمر وتاريخ البورصات يوضح تعافيها بعد فترات كساد وهبوط وللحديث بقية.

"الرأي"