لكأن بيننا وبين الفساد ثار تاريخي ، فهو عدونا الغاشم وهاجسنا وهو ممسحة زفرنا، وهو في ذات الوقت لعبتنا، إذ اننا اكثر شعوب العالم –على الأرجح- تمتعا بعقد الندوات والمحاضرات وورشات العمل والمناظرات التي تشرح مدى التأثير السلبي للفساد وآثارهالاقتصاديةوالاجتماعية على الوطن والمواطن.
إننا نقوم بتربيع المربع وتدوير الدائرة ، وندفع الأموال الطائلة لشرح ما هو مشروح ومعروف للجميع من الخفير الى الوزير، حتى اني صرت اشك ان ثمة فسادا وراء الإكثار من الندوات المضادة للفساد.....اي ان هناك من يستثمر بالفساد، ليس بحثا عن شهرة وشعبية، فلم تعد هذه الموضوعات شعبية اطلاقا، بل لقضاء عدة ايام في خلوات وفنادق مكيفة وغرف مدفوعة الأجر لممارسة الثرثرة حول الفساد، وقطع الطريق على الجادين في البحث عن حلول ، عفوا ليس البحث عن حلول ، بل تطبيق الحلول المضادة للفساد...وهي معروفة تماما...وشعارها القانون ثم القانون ثم القانون.
الحديث عن الفساد ينتج عنه اوراق عمل وتوصيات .....بتجنن!!
يقولون ان اشخاصا اجتمعوا ليجروا بحثا على الضفدع... فقطعوا اول قدم للضفدع وقالوا له : -نط .
قام الضفدع نط.
قطعوا له ثاني رجل وقالوا له -نط !!
قام الضفدع نط .
قطعوا له ثالث رجل وقالوا له : -نط .
قام الضفدع نط .
قطعوا له الرجل الرابعة وقالوا له نط .
لكن الضفدع لم يستطع القفز ولا النط.
فكتب الرجال نتيجة علمية مبهرة تقول:
- إذا قطعت الرجل الرابعة للضفدع فإنه يفقد حاسة السمع .
وتلولحي يا دالية !!
(الدستور)