لفت نظري قول لطيب الذكر الدكتور سليم الحص رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق قرأته مؤخراً : ( كلما تخلت الإدارة الأمريكية عن المطالبة بوقف الإستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية من فلسطين كشرط لإستئناف المفاوضات حتى إستأنفت إسرائيل بناء المستوطنات، معتبراً أنه بدا واضحاً أن إسرائيل لن تتوقف عن التوسع في بناء المستوطنات حتى ( ابتلاع ) كل فلسطين فلا تترك عربياً واحداً على أرضها ) .
سبق هذا العجز الأمريكي في إقناع إسرائيل بوقف الإستيطان أكثر من إشارة إسرائيلية في هذا الإتجاه منها: يهودية دولة إسرائيل.. وإسرائيل الكاملة.. والتواجد الإسرائيلي في الأغوار الى الأبد .. ولا عودة لحدود 67.. ولا انسحاب من القدس بإعتبارها العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل.. والإستيطان مُباح في القدس والضفة الغربية كلها كما هو مباح في تل أبيب.. وغيرها من القرارات الإسرائيلية التعجيزية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
لا يمكن أن نلوم الولايات المتحدة لموقفها العاجز هذا عن وقف الإستيطان، فقد كشفت ( وثائق ويكيلكس ) مؤخراً .. أن هناك ( إتفاقاً سرياً ) مبرماً بين واشنطن وإسرائيل على استمرار الإستيطان وتوسعه في القدس والضفة الغربية.
حقاً.. أن الموقف الأوروبي من الإستيطان مختلف عن الموقف الأمريكي حيث تبرز أكثر من إشارة واضحة بين الحين والآخر تعلن إشمئزازها من الوقاحة الإسرائيلية في تسريع خطواتها لإبتلاع أكبر مساحة من الأرض الفلسطينية.. آخرها قيام عشرات الشخصيات الأوروبية من بينهم زعماء سابقون في الإتحاد الأوروبي ووزراء خارجية سابقون بدعوة دولهم على تبني نهج ( أكثر حزماً ) في التعامل مع إسرائيل وإصدار بيان أوروبي مشترك لإدانة الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 67 والدعوة إلى وقفه فوراً.
وعودةً إلى ما قاله رئيس الوزراء اللبناني الأسبق تساءل الدكتور الحص: أين الموقف العربي و جامعتهم العربية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجديد والمتمثل في مخططاته الجديدة والمعلنة والمتمثلة في ( بلع) كامل الأراضي الفلسطينية وتشريد الشعب الفلسطيني كله خارج فلسطين... وبدورنا نتساءل أيضاً: أين الموقف الفلسطيني..؟! فلا نسمع من المسؤولين الفلسطينيين في المنظمة والسلطة إلا التهديد بالذهاب إلى المنظمة الدولية و كأن المنظمة الدولية تقبل مثل هذه الشكاوي الفلسطينية و العربية و تعالجها بكل الجدية و الإهتمام .. !
إسرائيل تعلن على الملأ في هذه الأيام أنها تريد ( إسرائيل الكاملة ) على الأرض الفلسطينية التاريخية.. و الإعلان الإسرائيلي هذا وصل جميع الفلسطينيين و العرب و جميع دول العالم و كأنها تقول لهم : بلطوا البحر ..!
(الرأي)