اجمل ما في " الحماوات " قديما ، زياراتها المكوكية والغير بروتوكولية المباغتة للزوجة حيت تأتي هذه الزيارة " الغارة " او " الطبة " للتعرف عن كثب وبعد إستطلاع وتحقيق وتروي وكشف حسي وامني لواقع حياة ومعيشة أبنها " المحروس " في بيت الزوجية ، فما إن تنشغل الزوجة بإعداد فنجان القهوة لزيارة حماتها العزيزة عليها ، تبدا " الحماة " بالمرور سريعا على زوايا الصالة لتتطلع على كميات الغبار المتراكمة فيها وحتى يكون الكشف الحسي دقيقا فانها تقوم بكشف لمسي من خلال لمس البلاط للتعرف على مدى منسوب وعمق كميات الغبار وكلما كان الغبار كثيفا فان هذا مؤشر مادي بالنسبة إليها يكشف مدى " نياطة كنتها " ونشاطها وإهتمامها في اعمال المنزل وممكن تصنيف هذا النوع من الكشف بانه يندرج تحت بند الواقع البيئي لبيت أبنها السعيد .
ولتتأكد من مدى الواقع الغذائي الذي يعيشه ولدها أيضا فإنها تبادر بالطلب من شرب فنجان القهوة في المطبخ وتحت ذريعة " لا تغلبي حالك " ، فما أن تدخل المطبخ تقوم بتشغيل كل رادرات الإستشعار العيني على ترتيب المطبخ وكمية " الطناجر " والصحون و " الكاسات " الموجودة في " المجلى " فهذا مؤشر خطير يبرز لها مدى إهتمام الزوجة في معدة إبنها " المحروس " وإن كان " المجلى " نظيفا تقوم بحركة خاطفة لفتح " الثلاجة " بحجة شرب " كاسة " ماء لتتعرف على " الطبخات " و " الحلويات " التي تعدها " الكنة" لولدها " المحروس " فكلما كان هنالك تنوع في " الطبخات " والماكولات فهذا مؤشر بالنسبة إليها لمدى سلامة النظام الغذائي الذي ينعم فيها ولدها المحروس .
صدقوني بعد البحث والدراسة لم أجد نظام إداري رقابي أكثر فعالية من نظام الرقابة الذي تمارسه " الحماوات " على " الكنات " ، الأمر الذي يدفعني لطلب إقتراح بتدريب المسؤولين في مؤسساتنا العامة عليه والطلب من أي " حماة " من النظام القديم لعقد ورشة عمل تدريبية تقوم فيه بتدريب هؤلاء المسؤلين لنخرج في النهاية بكوكبة من المسؤولين الذي يجيدون الكشف والإستطلاع والبحث عن واقع النظام الإداري الذي ينعم فيه شعبنا " المحروس " من دوائرنا الحكومية ، ليتعرفوا بشكل أدق وكبير على كمية المعاملات التي يتراكم عليها الغبار في ادراج الموظفين ، ويغوصوا في اعماق هذه المعاملات ليعرفوا أين الخلل في تعطيلها وامور كثيرة تحدث عن أبرزها جلالة الملك مؤخرا تحت عنوان الترهل الإداري الذي أصاب مؤسساتنا العامة ...فإلى كل مسؤول في البلد أعملك ولو مرة في الشهر زيارة " غارة " على مكاتب موظفيك لتدرك أين الترهل والخلل ...ومارس دور " الحماة " مرة في حياتك ...!!!!