نعرف ان هذا النداء ربما يكون متأخرا بعض الوقت اذ كتب وانتم في مجلس الامة للتصويت على الموازنة، ولكن لما عرف عن دولتكم من انكم احد رجالات الاردن اللذين يؤمنون بالعمل الجاد ، ومن حيث انكم ملتزمين تماما وبكل اهتمام بتنفيذ التوجيهات الملكية السامية خاصة ما تعلق منها بحماية ذوي الدخل المحدود من آثار ارتفاع الأسعار بشكل عام، ولأننا نعرف مقدار الشجاعة التي تكمن في شخص دولتكم فأسمحوا لي بطرح اقتراح أخير ولو لمجرد التذكير وبغض النظر عما ستؤول اليه مناقشات الموازنة .دولة الرئيس .. لو تأملنا وببساطة شرائح المجتمع الاردني من حيث استهلاكها للمحروقات ومواد التدفئة لوجدنا ان المواطن الاردني قد يتكيف في ظل زيادة الرواتب مع استهلاك سيارته للبنزين حيث ان معظم ذوي الدخل المتوسط والمحدود يستعملون السيارات الاقتصادية الى حد ما وان معظم من يستهلكون السولار للتدفئة هم ايضا من القادرين على الإنفاق على تدفئة منازلهم وبالتالي سيكون لديهم القدرة بشكل او بآخر على التعامل مع ارتفاع هذه الاصناف من المحروقات.

لكن لو بحثنا عمن يستخدمون زيت الكاز لوجدنا ان من يستخدم الكاز هم من فئة الفقراء وذي الدخل المحدود جدا اللذين لا يملكون سيارات اصلا وبالطبع فإن منازلهم لا تعرف تكنولوجيا التدفئة المركزية وعليه فإن الاقتراح المقدم بهذا الشأن هو البحث عن صيغة يمكن من خلالها الإبقاء على سعر وقود الكاز كما هو، على أن يتم عكس الزيادة التي كانت ستتم على هذه المادة عبر مادة استهلاكية أخرى ويفضل أن تكون من السلع التي يستخدمها ذوي الدخل المرتفع او ربما تكون من السلع التي تدخل ضمن وصف الكماليات.

بقي ان نقول ... دولة الرئيس قد يبدو هذا الاقتراح بسيطا ويمكن ان تكون قد تمت مناقشته بالفعل مع مستشاريكم ومن الممكن ان تكونوا قد استمعتم لاراء مختلفة حول هذا الموضوع لكن الشي الذي ربما لم تسمعوه هو ان ابقاء هذه السلعة بحالها سينعكس بكل تأكيد على اوضاع شريحة كبيرة من المجتمع الأردني بشكل يجعلها تشعر بالرضا التام والامتنان لتقديركم اوضاعها الاقتصادية الصعبة في موضوع هي احوج فيه لتوفير كل فلس ودمتم دولتكم.