كغيري وبكل التفاصيل الممكنة تابعت المقابلة التي اجرتها الملكة مع قناة العربية التي بثتها المقابلة على مدى يومين وكانت المقدمة الذكية للاعلامية الاردنية العربية منتهى الرمحي واسئلتها الواضحة والمباشرة والتي لا تخلو من المطبات في بعض الاحيان وانتهاء بجلوس الملكة والثقة التي كانت تتحدث بها كزوجة مسؤول عربي حدثا لا يمكن المرور عليه او عنه دون التعليق، الحديث المتريث والهادئ ضروري التوقيت والزمان في مواجهة امام الرأي العام خصوصا وان الملكة لم تسلم نفسها من تجريح واتهامات طالتها كما طالت الملك في زمن لم يعرف حدودا للانتقاد وتعمية للحقائق او تعظيماً للسلبيات .
ورغم وعورة مواجهة الرأي العام على شاشة العربية الا انها وبكل شجاعة خاضت الغوص في تفاصيل ليست سهلة وتحدثت عن الربيع ودواعيه واسبابه ومسبباته ورأيها فيه وكانت المواطنة العربية والام قبل ان تكون الملكة والمسؤولة امام الرأي العام وان لم يحملها الدستور الاردني اية مسؤوليات او واجبات ،والحديث في الربيع العربي لا يخلو من السير في حقول الغام خاصة للمسؤول العربي فما بالك بملكة وزوجة زعيم عربي لم يسلم بلده من تداعيات الربيع وكلفته.
شكلت مقابلة الملكة اطلالة للمرأة العربية الاردنية الناضجة التي نحب ، المثقفة والقادرة على استيعاب ما يدور من حولها وحديثها الذي لم يخلو من العتب لبعض المنتقدين لم يكن الرسالة المقصودة من وراء المقابلة وانما شكل عبورا لمرحلة تم تجاوزها . كان التركيز على التعليم وانه هو الاساس والانطلاق من المدرسة وتغيير نمطية التعليم السائد هو الافضل في المقابلة ان وضعت لها علامات ! ومدعاة للاستماع والتطبيق ورسالة لكل المهتمين بهذا الشأن وهي تشكل محور مبادرتها منذ اعتلاء جلالة الملك سلطاته الدستورية .
المقابلة اعجبت كثيرين وان نالت من انتقاد البعض الذين لا يرون ضرورة لتواجدها في المشهد العام وهذا رايهم لا يلزمنا بشيئ ، المقابلة جميلة ولطيفة ومؤثرة لكن اهم ما يميزها انها مقابلة شجاعة في التوقيت و في زمن الربيع ،وكما قيل هناك وفرة في الذكاء في العالم لكن الشجاعة في عمل الاشياء بشكل مختلف قليلة الوجود.