أدباء واكاديميون يتحدثون عن حضور الادب الاردني في المناهج الدراسية
29-10-2013 03:25 PM
عمون - تيسير النجار - يرى كتاب واكاديميون ان حضور الأدب الاردني في المناهج الدراسية عبر المراحل المختلفة يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والعناية لترسيخ قيمه ومفاهيمه في عقول الأجيال الناشئة.
يقول استاذ النقد الحديث في الجامعة الاردنية الدكتور ابراهيم خليل انه يتبنى تدريس الأدب الأردني وغيره من آداب الشعوب الأخرى في الجامعات لأن كل أدب من هذه الآداب لا يخلو من خصوية لا نجدها في الآداب الأخرى.
ويوضح لـ(بترا) ان الطالب الجامعي ينتهي من المرحلة الجامعية الأولى وهو على سبيل المثال لا يعرف شيئا عن الأدب المغربي أو الجزائري أو السوداني أو اليمني ، والسبب ان المناهج والخطط الأكاديمية القائمة تعتمد على إطارات اتفق عليها في بدايات القرن الماضي، "فكان الأدب العربي يعني قراءة شوقي وحافظ ومطران وربما الشابي وتوفيق الحكيم وطه حسين" بحسب قوله.
ويضيف ان هذه الخطط ظلت على الرغم من نبوغ كبار الشعراء والكتاب في بلدان أخرى غير مصر كالأردن مثلا " عرار، وغالب هلسا، وتيسير سبول، وفلسطين: درويش وجبرا وإميل حبيبي ومعين بسيسو وأحمد دحبور ومريد البرغوثي وغسان كنفاني وسميرة عزام وغيرهم , وفي السودان : الطيب صالح ومحمد الفيتوري , وفي المغرب محمد زفزاف ومحمد الأشعري وعبد الكريم الغلاب ومحمد بنيس وعبدالله راجح وعبدالله العروي والطاهر بن جلون، اذ ان الطالب ينتهي من الشهادة الجامعية الأولى ولا يعرف عن تلك الآداب الا القليل الذي لا يؤبه له . ويقول الدكتور خليل " إنني قمت لأول مرة بتدريس الأدب في الأردن وفلسطين في الجامعة الأردنية، وكان متطلبا اختياريا لبعض الأقسام وإجباريا لطلبة قسم اللغة العربية ، مشيرا الى أن أدب الأردن وفلسطين غير مغيب قطعا عن الخطط الأكاديمية , ففي الجامعة الهاشمية وجامعة مؤتة ثمة مساق بهذا العنوان، أو قريب منه , بيد أن هذا لا يعني أن يحيط الدارسون بكل صغيرة وكبيرة ، وبكل شاردة وواردة، من هذا الأدب، لأن المادة تعطى في فصل واحد أي في نحو48 ساعة بما في ذلك العطل والامتحانات، لذا يضطر الأساتذة الى اختيار القمم في هذا الأدب، والتوقف عند بعضها لا عند الجميع.
ويقول القاص خليل قنديل انه تم اختيار قصته (الرهان) في منهاج الثانوية العامة لمدة اثني عشر عاما وتدريسها " ولا بد من ان اعترف هنا بان ذلك عمق العلاقة بين كتاباتي الابداعية والطالب الاردني ، لكن لا بد من الاشارة الى ان اختيار قصته ووضعها ضمن المنهاج لم يتم اشعاري به " . ويضيف ان على وزارة التربية والتعليم حين تختار اي عمل لمبدع اردني أن تتصل به وتسعى إلى اقامة علاقة بينه وبين الطالب ، أو ان تصرف مكافأة لهذا المبدع بدل استخدام مادته الابداعية . ويرى الناقد والباحث الدكتور شفيق النوباني أن مناهج اللغة العربية تسعى إلى تحقيق نتاجات التعلم لدى الطلبة، سواء أكانت هذه النتاجات متعلقة بمهارات الاتصال المتنوعة أو بالقيم والاتجاهات الفكرية، ومن الطبيعي تبعا لذلك أن تتنوع الموضوعات التي تتناولها النصوص المختارة للدراسة ضمن المنهاج ، كما أن من الطبيعي أن تتنوع الأجناس الأدبية والمراحل التاريخية التي تنتمي إليها النصوص التي يقع الاختيار عليها .
ويقول إن الناظر في مناهج اللغة العربية في الأردن يجد أنها وازنت بين هذه المعطيات بصورة مناسبة، كما أنها أعطت للأدب الأردني موقعا متميزا نابعا من مكانة هذا الأدب الاعتبارية ومن تناوله لهموم الإنسان وقضايا مجتمعه الذي يعد الطالب بطبيعة الحال جزءا منه , وقد درّست نصوصا أدبية للعديد من الأدباء الأردنيين كعرار، وحيدر محمود، وإحسان عباس، ومحمود الشلبي، وخالد الكركي، وحبيب الزيودي، وهاشم غرايبة، وهند أبو الشعر، وعبد المهدي القطامين، فضلا عن تناول الحركة الأدبية والنقدية في بعض كتب المرحلة الثانوية.
ويؤكد مدير ادارة الاعلام التربوي الناطق باسم وزارة التربية والتعليم ايمن البركات ان الادب يمثل محورا راسخا من المحاور والاسس التي بني عليها المنهاج المدرسي لمبحث اللغة العربية , بدءا من المرحلة الاساسية الدنيا وانتهاء بالمرحلة الثانوية التي يتوقع من خريجيها ان يكونوا قادرين على تذوق فنون الابداع الادبي في اللغة العربية وفي لغات اخرى ما يسهم في تنمية قدرتهم على التواصل الايجابي في اطار ضمان الفهم المشترك بين الشعوب . ويقول ان الطلبة يتعرضون على امتداد سنوات الدراسة الى نصوص ادبية متنوعة تتوافر فيها مجموعة من المعايير اللغوية والتربوية مناسبة للفئة العمرية المستهدفة من جهات المستوى اللغوي ونوع الفن الادبي وطبيعة المفردات وغير ذلك ، يضاف اليه تنوع العصور الادبية التي كتبت فيها هذه النصوص قديما وحديثا وتنوع اساليب كتّابها.
ويؤكد شمول المواد التدريسية موضوعات وابداعات لكتاب محليين وشمولها الفنون الادبية من الشعر بنوعيه العمودي والتفعيلة والنثر والقصة والمقالة والرسالة والسيرة ، وتضمينها قيما ايجابية عملا بمفهوم تنقية الادب مثل الكرم واحترام الاخرين وبر الوالدين والثقة بالنفس والصدق ومن امثلة تلك النصوص ،" عائشة الباعونية ويعقوب العودات " .
ويشير الى ان توظيف هذه النصوص له ابعاد منها اللغوي , اذ يتعلم الطلبة مهارات اللغة ولا سيما القراءة والكتابة والتحدث أو تنمية قدراتهم وتعزيز مهاراتهم اللغوية عبر مراحل الدراسة المختلفة وتعلم الاتصال والتواصل والتذوق الادبي ومعرفة مواطن الجمال ويزيدون في مستوى حصيلتهم من المفردات مثلما تزداد قدرتهم على الكتابة الادبية الابداعية والتحدث والتاثير في الاخرين , مبينا أن النصوص بما فيها من ابعاد معرفية تكون سببا في زيادة معارف الطلبة ومعلوماتهم وخبراتهم العلمية ، اما البعد الحياتي، فيكتسب الطلبة من خلاله قيما ايجابية كثيرة يتمثلونها في حياتهم العملية ليكونوا افرادا صالحين ومنتجين . ويبين البركات المستشار الاعلامي للوزارة أنه سعيا الى زيادة المعرفة لدى المتخصص تم افراد كتاب بعنوان قضايا أدبية لطلبة المرحلة الثانوية للفرعين الأدبي والشرعي , خاصة , اذ يدرس الطلبة فيه أهم القضايا الأدبية في مجالي الشعر والنثر على امتداد عصور الادب الجاهلي وصدر الاسلام والاموي والعباسي والعصور المتتابعة المتأخرة والعصر الحديث .
ويوضح أن من بين تلك القضايا في العصر الجاهلي ، المرأة في الشعر الجاهلي والمعلقات والامثال , وفي عصر صدر الاسلام شعر الفخر والحماسة والخطابة والغزل العذري , والتوقيعات في العصر الاموي , وفي العباسي الروميات والرسائل والمناظرات ، أما في العصر الاندلسي فهناك شعر الطبيعة والشعر السياسي والعهود ، والمدائح النبوية والموسوعات والرحلات في العصور المتاخرة ، والاتجاهات الشعرية والفنون النثرية العربية المستحدثة : المقالة والخاطرة والقصة والرواية والمسرحية والسيرة في العصر الحديث . ويؤكد البركات أن الغاية من هذا الكتاب وقوف المتخصص على النص بوصفه ظاهرة ادبية يتم تناولها وتدارسها بابعادها ومؤثراتها وخصائصها الى جانب صقل الكتاب لقدرات الطلبة عند محاكاة هذه النماذج الادبية ما يفتح الأبواب امام اصحاب المواهب الادبية منهم ليكونوا ادباء بارزين.
وأشار الى كتاب البلاغة العربية والنقد الادبي الذي يصقل قدرات الطلبة ويهذبها في مجال تذوق النصوص جماليا من خلال علوم البلاغة والبيان والبديع والمعاني وما يتبع من تنمية الذائقه الادبية لديهم والقدرة على التعامل مع النصوص اضافة الى تهذيب مواهبهم في التعبير الكتابي والشفوي اي في الاتصال والتواصل وكذا الحال في مجال النقد الادبي , اذ يتعرف الطلبة على المناهج والمذاهب النقدية ببعديها العربي والعالمي , فتتعزز لديهم القدرة على دراسة النصوص الادبية على نحو منهجي سليم وفق معايير علمية يتيح لهم الابداع الادبي .