بوتوسي .. فيلم مكسيكي عن عالم الفقر والعنف والجريمة يحول البلاد الى "مقبرة"
28-10-2013 04:16 PM
عمون - في عالم يؤدي فيه الفقر والعنف العائلي إلى جرائم يسقط فيها قتلة وأبرياء يستعرض المخرج المكسيكي ألفريدو كاسترويتا في فيلم (بوتوسي) أربع حكايات لا يتعارف كل أبطالها وإذا قابل أحدهما الآخر فهذا نذير بوقوع حادث قتل.
والفيلم الذي يتنافس في مسابقة (آفاق جديدة) بمهرجان أبوظبي السينمائي يبدأ بمشهد بانورامي لصحراء واسعة أشبه بمسرح لقتل مجهولين على أيدي قتلة مجهولين أيضا. وبالقرب من هذا المكان الموحش راعي غنم طاعن في السن لا يبالي بطلقات رصاص اعتاد على سماعها.
والحكاية الثانية لربة منزل اسمها (إستيلا) وهي ضحية زوجها الذي يضربها بعنف ويغتصبها في الفراش وهو بدوره ضحية لعصابة تطارده لكي تسترد منه مالا مسروقا. وحين تذهب الزوجة -التي أدت دورها باقتدار الممثلة المكسكية أرسيليا راميرس ويرشحها نقاد في المهرجان لجائزة أحسن ممثلة- لزيارة أمها تقتل ابنتها في الحافلة في مواجهة بين مجرمين والشرطة.
أما الحكاية الثالثة ففيها دفء إنساني وحب متبادل بين زوجين شابين يحاولان تأمين حياة كريمة لابنتهما ولكن الأب وبدون قصد يقتل صبيا عابرا في حادث سير ويتعرض لضرب قاس ويتمكن من الهرب من القرية لأنهم يريدون قتله ويجد نفسه لاجئا لدى الراعي العجوز الذي يطعمه ويقيده كأسير ثم ينطلق به في العراء ويطلق سراحه.
والحكاية الرابعة لشرطي يعاني غموض الجرائم وانتشار السلاح وقطاع الطرق. وتستعين به الزوجة التي هرب زوجها من القرية خوفا من انتقام الأهالي حيث يريدون قتله ثأرا للصبي الذي قتله خطأ.
وتتلقى إستيلا اتصالا من العصابة تخبرها بضرورة توفير مبلغ مالي كان زوجها سرقه وإلا ستقتله بعد ساعتين على أن يتم تسليم المال في مكان قريب من بلدة (بوتوسي) التي اتخذها الفيلم عنوانا.
وتتمكن من تدبير المال عن طريق مديرها في العمل الذي يساومها على نفسها. وقبل الذهاب لدفع الفدية تشتري مسدسا ثم تتوقف بالسيارة قرب المكان في حين كانت العصابة قتلت زوجها ومر الشاب المطارد بالمكان والتقط حافظة بها تحقيق شخصية الزوج ثم اقتحم سيارة الزوجة التي تفاجأ بمنظر الدماء في ثيابه وتظنه مجرما وتطلق عليه النار.
وتترك إستيلا سيارتها وتهيم على وجهها. وكان من الممكن أن ينتهي الفيلم بهبوط الزوجة من السيارة حيث توجد لافتة توضح أن (بوتوسي) على مسافة خمسة كيلومترات ولكن المخرج كاسترويتا أراد أن يلخص فيلمه في حكمة تقولها أم إستيلا في المشهد الأخير "الناس... لا يغنون ولا يدافعون عن أنفسهم ولا يعملون. كل ما أراه هو حرب فعلية مع إطلالة كل فجر. الحقوق والواجبات ضاعت جميعها. هذه البلاد أصبحت مقبرة بلا حدود."
والفيلم لا يقدم حلولا ولا يطمئن المشاهد بتحقق العدالة ولكنه يتركه للدهشة ويستفزه للبحث في هذا العالم الموغل في الفساد والدم والابتزاز حيث لا تكتمل قصة حب ولا تحل ألغاز الجرائم.
والمهرجان الذي افتتح الخميس الماضي بالفيلم الأمريكي (حياة الجريمة) بطولة جنيفر أنيستون وتيم روبنز ستعلن جوائزه الخميس القادم في حفل الختام بقصر الإمارات. رويترز