جواز السفر الأجنبي .. شهادة تأمين ليوم إسرائيلي عاصف؟!
عودة عودة
26-10-2013 05:33 PM
لم يخطر ببالنا قط أن تكون دولة نووية وذات قوة عسكرية هائلة ولديها مستوى عالمي عال في صناعة التكنولوجيا ولها حليف قوي كالولايات المتحدة ونجت بجدارة من الهزة الاقتصادية العالمية أن يكون الحلم الأول لمواطنيها: الحصول على جواز سفر أجنبي ومن بلدانهم الأصلية!؟
حقاً.. أنه لا وجود تدافع الآن لمغادرة إسرائيل لكن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي يكشف: ان 17 ألف إسرائيلي هاجروا من إسرائيل العام 2010, أما في العام 2009 فقد غادرها 16 ألف إسرائيلي, وتُقدر السفارة الأمريكية في تل أبيب وجود نحو 200 ألف من اليهود الأمريكيين في إسرائيل.
وكشف ( دان هليرآرون ) من وكالة أنباء اسوشيتد برس: لقد وصل مليون مهاجر من روسيا وأوكرانيا وغيرها من بلدان الاتحاد السوفيتي منذ انهيار الحكم الشيوعي منذ 20 عاماً، وتقول (الوكالة اليهودية) شبه الحكومية التي تتولى قضايا الهجرة ان معظم المهاجرين بقيت معهم جوازات سفرهم الأجنبية.
الظاهرة الجديدة هي انضمام عدد من دول الإتحاد السوفيتي السابق بين عامي 2004 و2007 إلى الإتحاد الأوروبي مما دفع حوالي 3 ملايين إسرائيلي من بولندا ومليون إسرائيلي من رومانيا للحصول على جوازات سفر أجنبية، والحوافز كثيرة: فمن السهل السفر بجواز سفر أوروبي لدول تطلب من الإسرائيليين الحصول على تأشيرات للسفر إليها. ووفق وكالة اسوشيتد برس نقلت عن المحامي الإسرائيلي (عميحاي زبربرج): (اننا نريد جوازات سفر أجنبية لنكون على الجانب الآمن).. وبولندا تقول: انها قد اصدرت جوازات سفر ل (12800) إسرائيلي منذ العام 2004 عندما انضم هذا البلد إلى الاتحاد الأوروبي.. ويصف ( أيون سوجي ) وهو مسؤول حزبي في رومانيا هذه الظاهرة: (انه غزو إسرائيلي يجري في الخفاء؟!..) أما في ألمانيا فقد استعاد 25 ألف إسرائيلي جنسيتهم الألمانية في العقد الماضي.
وتسلط اسوشيتد برس على الظاهرة فتقول هناك اتجاه للإسرائيليين للحصول على (ملاذ آمن) خاصة وان إيران تهدد وجود إسرائيل ووجود الدولة اليهودية وأن الإسرائيليين لا يسمعون ولا يريدون ان يفهموا (النفي الإيراني).
داخلياً.. كثير من الإسرائيليين يشعرون (بالقلق) من تزايد نفوذ المتدينين اليهود الذين يقضون أيامهم في دراسة التوراة إضافة إلى سعي هؤلاء إلى إضعاف الجوانب (الليبرالية) في المجتمع الإسرائيلي كما ان آخرين يشعرون بالقلق إزاء الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي وتهديدها لإسرائيل مستقبلاً إذا اتجهت نحو (الديمقراطية الحقيقية).. كما ان معظم الإسرائيليين قد وصلوا إلى مرحلة تقترب من اليأس بسبب (فشل) السلام مع الفلسطينيين وتزايد الإدانة الدولية لإسرائيل إضافة إلى الاحتجاجات اليومية في الشارع الإسرائيلي بسبب ارتفاع الأسعار وسوء الخدمات الحكومية... ويقول ( دان بن ديفيد) من جامعة تل أبيب والمدير التنفيذي لمركز (تاوب) للدراسات الاجتماعية : (نحن لن نكون قادرين على البقاء على قيد الحياة في هذا الجزء من العالم)، ويُشير إلى الفلم الكوميدي الإسرائيلي الشعبي, Ramzor (إشارة المرور) ويتحدث الفيلم عن شخصية يهودية تعاني من (كابوس) وكان هو الشخص الأخير المتبقي في إسرائيل في مواجهة هجوم نووي ومعه زوجته وابنته ونراه في نهاية الفيلم يفر من الكارثة ومعه جوازات سفر العائلة الأجنبية ليس غير بعد أن فُتحت الموانئ و المطارات و الطرق الرئيسية أمام الهاربين من إسرائيل بعد هذا الهجوم النووي و قبله ..!!
ويقول موتي البرشتين (36 عاماً) والحاصل على الدكتوراه في الكيمياء الحيوية والحاصل على الجنسية البولندية: ( الحياة في هذا البلد «إسرائيل» يتطلب الكثير من «عدم» اليقين.. وترصد «الخوف» من المستقبل.. ومن الجيد أن يكون هناك مسار «آخر» للهروب..!؟)