«الدولة الواحدة» .. لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
عودة عودة
25-10-2013 03:52 AM
بعد شهرين من عمر المفاوضات والذي قدره وزير الخارجية الاميركي(جون كيري) تسعة اشهر, ارتفعت جُدر عالية بين الفلسطينين والاسرائيلين وكما يبدو ليبقى الجرح نازفاً وكما كان واكثر..
قبل ايام قليلة.. القى رئيس الحكومة الاسرائيلية (بنيامين نتنياهو) خطاباً في جامعة بار ايلان الاسرائيلية قال فيه :انه سيمضي الى اتفاق نهائي مع المسؤولين الفلسطينين اذا اعترفوا باسرائيل كدولة يهودية.. وان اصل الصراع هو الدولة اليهودية.. وهل الفلسطينيون مستعدون للاعتراف بها في نهاية المطاف، دولة قومية للشعب اليهودي.. وما دام الفلسطنيون لم يعترفوا بهذا الحق فلن يكون هناك سلام فعلي وحقيقي.. !
ومع ان هذا الخطاب لرئيس الوزراء الاسرائلي لم يكن موجهاً للاسرائيليين وانما للفلسطينين, لكن المعارضة لهُ هذه المرة جاءت من مواطنين اسرائليين، فقد تقدم (وللمرة الثانية) عشرات من الناشطين السياسيين الاسرائيليين المعروفين الى المحكمةالعليالاسرائيلية يطالبون بتعريفهم في السجلات الرسمية بانهم (اسرائيليون) وليسوا يهوداً, وقد رفضت المحكمة طلبهم وفي دولةً تدعي وتزعم دوماً ان قضاءها عادل ومستقل, فلم يحدث (ما يطالب به نتنياهو) في اي دولة في العالم, ففي دولة الفاتيكان,لا يكتب لاي كاردنال انه كاثوليكي, ولا حتى في جمهورية الباكستان الاسلامية وجمهورية إيران الاسلامية..
هده الخطوة لمواطنين اسرائيليين للانعتاق من القيد الصهيوني ومن داخل البيت الاسرائيلي,يجب ان تُقدر وتحترم من الجميع، اضافة الى خطوات اخرى اسرائيلية ايضاً، اخرها قيام عشرون شخصية في اسرائيل بتوجيه رسالة سلام الى الامين العام للامم المتحدة ورؤساء الولايات المتحدة وروسيا والصين والامين العام لجامعة العربية واخرين.. توكد فيها اقرارها بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واصفين اطراحات نتينياهو بانها فاشلة ومضللة
وحسب رؤى وتوقعات هدة الشخصيات الاسرائيلية فقد يصحو الاسرائيليون ذات يوم اذا فك عقال جيوش عربية فاذاهم بلا حدود دولية وكما كانوا قبل العام 1948 وربما اسوأ..!
بعد أكثر من عشرين عاماً من العمل الطويل والممل واللامجدي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.. يبدو أن لحظة (الإنكشاف التام) للرفض الإسرائيلي لحل الدولتين قد بات واضحاً كوضوح الشمس في عز الصيف
لقد وصل لجميع المعنيين بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفي المقدمة الفلسطينيون والعرب والأوروبيين والأميركيين والإسرائيليين وجميع المعنيين بايجاد (طريقة تعايش) سلمية.. ودائمة على أرض فلسطين التاريخية وعلى أساس (حل الدولتين) هو مضيعة للوقت ويشبه الى حد كبير (حلب الثور) والثور هنا هو الجانب الإسرائيلي.
ومثلما فشل نموذج الدولة الإستيطانية الغربية (نموذج الدولة الصليبية) ها هي إسرائيل تُفشل أيضاً النموذج الجديد للدولة العبرية في الشرق الأوسط التي ما زالت تعيش على مدى 65 عاماً على السيف إضافة الى إنها بلا عاصمة مستقرة وبلا حدود رسمية معترف بها دولياً وبلا دستور ولم تكسب الشرعية الكاملة في المحيط العربي كما لم يعترف بها حتى هذه اللحظة صاحب الحق (الشعب الفلسطيني)
و إزاء هذا (التعري الواضح.. والكبير) للفشل الإسرائيلي والفلسطيني والعربي في إنشاء مشروع (الدولتين) فإن حل (الدولة الواحدة) للعرب واليهود في فلسطين هو الحل الممكن والأكثر إستيعاباً للحقوق الفلسطينية.. كما يتضمن هذا الحل رسالة سلمية وديمقراطية لأكثرية المجتمع الإسرائيلي.
هناك اشارات واضحة من داخل اسرائيل نفسها على إمكانية قيام الدولة الواحدة للعرب واليهود في فلسطين ومنها: فاللغة العربية هي لغة رسمية في إسرائيل وإن العملة الإسرائيلية (الشيكل) مكتوب عليها باللغات الثلاث (العربية والعبرية والإنجليزية)، كما أن جميع لافتات الشوارع وأسماء المطارات والوزارت والطوارئ وحتى الكنيست مكتوبة أسماؤها باللغات الثلاث.
إن حل الدولة الواحدة وكما كانت قبل العام 1948.. ينهي الخلاف حول القدس حيث تصبح العاصمة الواحدة (القدس) لهذه الدولة الواحدة.. كما أن إنشاء هذه الدولة الواحدة ينهي جميع الخلافات الأخرى حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين من الشعب الفلسطيني كما ينهي جميع الخلافات حول الحدود والمعابر والمياه وغيرها واسم الدولة الواحدة لن يكون خلافا كبيرا عليه فقد كانت تسمى فلسطين والان هي فلسطين المحتلة..!
(الرأي)