عندما يقود الأخوان الشارع ..
المحامي بشير المومني
24-10-2013 05:29 PM
عند بدء الحراك الشعبي قبل أكثر من ثلاث سنوات حذرنا من مغبة ركوب الأخوان للموجة بأعتبارهم يحملون أجندتهم الخاصة بهم ورؤيتهم السياسية كتنظيم وحزب تاريخي متجذر ومتفرد بالساحة ولأن طبيعته الشمولية لن تسمح للغير بقيادة الشارع ومؤدى ذلك أجهاض الحراك الشعبي صاحب الرؤية الأقتصادية وطالبنا برفع الوصاية الأخوانية عن الحراك وتركه ليتطور بنفسه ..
لا أريد أن أتحدث عن الطبيعة الممتدة والعابرة للحدود للأخوان وما يحمله ذلك من أجندات متناغمة مع مشروع عالمي أكبر للأقليم والسقوط الذريع للمشروع في مصر سواء أكان ذلك بما يزعم أنه انقلاب او ثورة شعبية عارمة ومقدار مساهمة التنظيم في الكارثة المصرية لأن النتيجة واحدة ( الدماء ) التي سيسألهم الله تعالى عن سهمهم فيها ولو بقطرة ولكن الحديث هنا عن ضرب الأخوان لحالة التطور والتغيير الجوهري الذي طرأ على المجتمع الأردني ..
لا أعرف لماذا يصر الأخوان على تدمير كل ما يسعى له الحراك الوطني الشريف وأعادتنا لثنائية الأستقطاب في بدعتهم ( المعارضة والموالاة ) والتي لا أدري لمن تكون بالضبط ، فأذا كان الحديث عن النظام فمؤسسات الشعب هي النظام واذا كان الحديث عن الدولة فكلنا ولاء للدولة باعتبارها الأقليم والشعب والسيادة لكن الطبيعة الأقصائية للتنظيمات الدينية لا ترى ألا نفسها في الوجود مما يستلزم التقسيم ( نحن و هم ) لا بمفهوم نبي الحكمة ( السفينة الواحدة ) ولعل أهم دوافع العودة لهذه الثنائية هو الحرج الذي وقع به التنظيم جراء زمزم التي كسرت ثنائية الأستقطاب وخرجت بتوليفة توافقية تقبل الآخرين ..
هل فكر الأخوان بأن فعالية مركزية في عمان عنوانها القدس ستضرب الحراك في الأطراف وتنقل العمل السياسي للعاصمة في تكريس للخطأ التاريخي الجماعي للأردنيين بعزل الأطراف وما نشأ عنه من غبن وأن احد أهداف الحراك في الأطراف الأقل حظا أقتصاديا هو قول الناس ( نحن هنا ) ولكي يصل العمل السياسي لكل محروم منه ولتوسيع قاعدة المشاركة في الأحزاب التي ستصنع القرار مستقبلا بمفهوم المنافسة والمشاركة لا المغالبة ولي ذراع الوطن ؟؟
ولماذا يختار الأخوان دائما فعالياتهم حول الأقصى في العاصمة ومعظم شهداء فلسطين هم من معان والكرك والطفيلة والسلط والمفرق واربد وجرش وعجلون وهم أولى الناس بفلسطين من غيرهم وهل كان الأقصى لأهالي عمان دون غيرهم أم أن القضية أصبحت قدرة التنظيم على الحشد على حساب كل الأردن وهل يعي الأخوان خطورة هذا النهج لا سيما أنه يأتي بالتزامن مع تسريبات قذرة تستهدف وحدتنا الوطنية حول توطين فلسطينيي سوريا مقابل شطب المديونية وتغطية كامل عجز الموازنة ؟؟
هل يعي الاخوان خطورة ما سينشأ عن فعاليتهم من ضرب لمصداقية الأعلام الأردني وضياعه بين عمليات التهويل والتقليل والملائكية والشيطنة وما سيصنعه ذلك من شحن عميق داخل المجتمع يدفع بتعطيل او تأخير مسارات الأصلاح لوقوع الناس في فخ تجاذبات الأجندات الأصلاحية وماهيته ومراحله وكيفيته وأعادتنا للمربع الأول وترسيخ ثقافة الأسقاط لمؤسسات الدولة من خلال النيل من الأنجاز وتعميق مستويات الكراهية والأنفعال في المجتمع وأنقسامه على نفسه ولربما أدى ذلك لسفك دمائه ؟؟
تفكروا فيما تقدمونه للمجموع الوطني وبما تتسبون به لهذا الوطن من ألم وضياع فرص وشد وثاق بحبل من الماء ووضع ستار من الضبابية والقلق على عقول الناس وأعيدوا حساباتكم بدقة فالوطن لن يبخل عليكم بخيره لأن حضنه الدافيء يتسع للجميع ولا أظن بأن قيادة من آل البيت ألا وقد رسخ في ضميرها الأحسان لمن أساء ودفع السيئة بالحسنة لأنهم ضمير الأمة وقادتها لا ملوكها وسادتها .. نعم عودوا للأردن وتوبوا ألى الله لعلكم ترحمون ..