انتخابات رئاسة "النواب" كخيوط العنكبوت
23-10-2013 03:37 AM
عمون - وائل الجرايشة – ثمة من يرى أن الإنتخابات على رئاسة مجلس النواب المقبلة محسومة مع هبوب الرياح الغربية، لكن المشهد يبدو معقداً أكثر من أي وقت مضى حتى بات أقرب الى خيوط بيت العنكبوت يصعب فكها لكثرة تشابكها.
عدد المترشحين لانتخابات رئاسة مجلس النواب التي ستجرى في الثالث من الشهر المقبل وصل الى (8) نواب نصفهم جاد في خوض المعركة ليعتلي سدة الرئاسة وآخرون طامحون للموقع، ومتبقون يتماحكون في سياق طرح اسمائهم للتداول في الإعلام على قاعدة "إن نفعت الذكرى".
وترشح لانتخابات رئاسة المجلس النواب : سعد هايل السرور ، عبد الكريم الدغمي ، مصطفى العماوي ، عاطف الطراونة، عدنان العجارمة، عساف الشوبكي ، عبد الهادي المحارمة ، ونصار قيسي.
**
ارتفاع حدة المنافسة :
يبذل النواب جهداً مرتفعاً واستثنائياً في انتخابات الرئاسة وهو موضع انتقاد من قبل الشارع الذي لا يرى ذلك التخطيط والحيوية المفعمة بروح العمل الحقيقي حينما تتعلق الامور بالشأن الاقتصادي والذي يمس حياتهم اليومية.
وبدأت في الأيام الأخيرة تتصاعد حدة المنافسة على انتخابات رئاسة مجلس النواب وزاد تواصل الراغبين في الترشح مع زملائهم النواب، اذ يَحضُرُون كافة مناسباتهم ويتواصلون هاتفياً بشكل موسع مع أعضاء البرلمان.
**
إئتلافات وكتل نيابية :
انشغل النواب خلال عطلة العيد بتكوين الائتلافات النيابية فظهر على السطح ائتلافان نيابيان ضم الاول كتلتي ( النهضة والتجمع الديمقراطي) والذي ينضوي تحت لوائه نحو (40) نائباً، بينما الثاني ضم كتل ( وطن والوسط الاسلامي وجبهة العمل الوطني) ويبلغ عدد أعضائه نحو (58) نائباً.
كما اعلن خلال الايام الماضية عن كتل نيابية جديدة قد تزحف بعضها نحو الائتلافات المشكلة بهدف تعظيم مكاسبها في الانتخابات الرئاسية للبرلمان والمكتب الدائم واللجان النيابية.
المعضلة تداخل الأسماء النيابية الراغبة بالترشح لانتخابات مع الائتلافات التي اعلن عنها مؤخراً، اذ أن عدداً من الذين يعتزمون الترشح جنحوا الى الائتلافات بهدف تعزيز مواقعم في الانتخابات لا المفاوضة المبكرة على ترك ترشحهم.
**
مبادرة العمل الوطني (المجالي) :
في هذه الاثناء دخلت على الخط مبادرة اطلقها رئيس مجلس النواب الأسبق النائب عبد الهادي المجالي ، والتي لم يعلن عنها بعد لكن "عمون" حصلت على مضامينها من مصادرها النيابية، اذ تواصل المجالي مع (4) مرشحين رئيسيين هم (سعد السرور ، وعبد الكريم الدغمي، ومصطفى العماوي ، وعاطف الطراونة).
وتكمن مبادرة جبهة العمل الوطني التي يقودها المجالي بالتوصل الى توافق على رئاسة مجلس النواب ومقاعد المكتب الدائم ورؤساء اللجان النيابية ، بهدف منع الانقسام والانشقاق في البرلمان وحصول اية تجاذبات تحت القبة في أعقاب تلك الانتخابات.
وعلمت "عمون" أن المجالي الذي تواصل مع المرشحين الاربعة (السرور ، والدغمي والعماوي، والطراونة) والتقى مع كل واحد فيهم نحو ساعتين سمع من 3 منهم كلاماً يؤيد مبادرته وفوضوه بالأمر إن كان هنالك نفعاً يطال المجلس بقرار توافقي، لكن لم تصله اجابة شافية بهذا الصدد من الطراونة .
** خلاف مُبكر بين وطن و"العمل الوطني" :
وتأتي هذه المبادرة جديدة بعد أن اندفعت كتلة وطن منفردة بإعلانها يوم الثلاثاء دعمها لترشيح عضو الكتلة عاطف الطراونة لموقع رئاسة مجلس النواب رغم الائتلاف المشكل بينها وبين كتلتين آخرتين (العمل الوطني ، والوسط) خلال عطلة العيد.
اعلان كتلة وطن ازعج كتلة جبهة العمل الوطني وانعسكت سلباً على مزاج عدد من أعضائها ظَهَرَ خلال اجتماع خاص عقدته "العمل الوطني" مساء الاحد في منزل رئيسها عبد الهادي، حيث رفضوا أن تنساق كتلتهم الى ائتلاف انشأ بهدف مسبق في ذهن مرشحين بكتل اخرى.
خلال الاجتماع عاد أعضاء الكتلة الى النائبين (مفلح الرحيمي ، رائد حجازين) ممثليهم في الائتلاف المكون مع (وطن والوسط) ووجهوا لهما سؤلاً حول علمهما بترشح الطراونة فنفيا علمهما بالأمر، فذهبوا بالسؤال الى رئيس الكتلة المجالي الذي قال انه لم يتم التشاور معه بالامر.
نحو (7) نواب طالبوا من رئيس الكتلة المجالي الانسحاب من الائتلاف المشكل ، لكنه رفض هذه النداءات مؤكداً لهم أن الهدف من الائتلاف العمل المؤسسي في المرحلة اللاحقة ولا يرغب بأن تكون كتلته هي من افسدت عملاً جماعياً.
وكان النائبان عاطف الطراونة ومصطفى العماوي المترشحان عن كتلتيهما (وطن والوسط) وينضون في ذات الوقت بالائتلاف أكدا هما شخصياً وممثلو كتلتيهما خلال اجتماعين عقدا خلال الأيام الماضية (الاول) في مطعم المحيط خلال العيد و(الثاني) استمر لثلاث ساعات في منزل رجل الاعمال عبد الحي المجالي على أنهما ملتزمان بقرار الائتلاف وقد أتيا بورقة بيضاء وسيلتزمان بقراره وهو ما تم خرقه باعلان كتلة وطن عن دعمها لترشح الطراونة لموقع الرئاسة.
**
مرونة محيرة :
وتمثل المرونة التي تتعامل بها كتلة جبهة العمل الوطني مأزقاً حقيقياً للائتلاف، خاصة بعد شعورها بأن الهدف الباطني عند البعض في الكتل الاخرى انتخابات رئاسة مجلس النواب دون الالتفات الى الهدف الاسمى التي سعت اليه والمتعلق بمأسسة العمل البرلماني وتكوين مجموعة برلمانية تتفق على التعاطي مع التشريعات والادوات الرقابية في الفترة المقبلة.
وستحير هذه المرونة الائتلاف خاصة كتلة وطن التي تطمح بشكل واضح ومباشر الى دعم مرشحها الطراونة الى الرئاسة بعيداً عن منطق الخسارة وقريباً من مبدأ الربح وتعزيز الموقف للانتخابات المقبلة.
**
ائتلاف التجمع – النهضة :
في الائتلاف الثاني الذي يضم التجمع الديمقراطي والنهضة تبدو الخلافات أقل حدة رغم وجود مرشحين اثنين لرئاسة مجلس النواب هما النائبان عساف الشوبكي (النهضة) وعدنان العجارمة (التجمع الديمقراطي).
وربما يتم التوافق فيما بينهما خلال الايام المقبلة على رسم الخطوط العريضة لمواجهة معركة الانتخابات.
**
الخشية :
وتبقى الخشية من الاتئلافات والتحالفات البرلمانية انهيار جدراها بعد اول دقيقة من اعلان نتائج انتخابات رئاسة المجلس اذ ان التحالفات السابقة والتجارب القديمة تشير الى أن تلك الائتلافات تهوي مع فشل حياكة خيوط مقعد الرئاسة.