facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حمّى التكتلات النيابية


عمر كلاب
23-10-2013 03:24 AM

نشاط محموم تشهده الاروقة النيابية , يأخذ شكل التوحد وتبويب الاسماء على صيغة ائتلافات نيابية واحيانا يصل التبويب الى مداه الاعلى فيأخذ شكل الكتلة النيابية , ويرتفع الرقم النهائي او ينخفض حسب مصدر الضوء القادر على جذب الفراشات النيابية فتارة يكون مصدر الضوء قويّا فتزداد الارقام واحيانا تفيض عن حاجز العشرة بقليل .

مصدر الضوء او مصدر الالهام النيابي هو مقعد الرئاسة الذي يجمع ويُفرّق , تليه باقي مقاعد المكتب الدائم وتاليا تقسيم كيكة اللجان بين الفرقاء او الحُلفاء , فالتجمعات النيابية لم تختلف كثيرا عن الوصف الذي اطلقه احد النواب القَدامى وقال فيه “ انها مثل الكثبان الرملية “ , فالتحالفات النيابية لم تؤخذ حد اللحظة بصيغة الكتلة الصلبة او متوسطة الصلابة , فحركتها محكومة ببداية الدورة العادية التي تشهد عادة انتخاب الرئاسة واعضاء المكتب الدائم .

التحالفات النيابية تُصاغ على عجل , فهي محصلة جمع مراكز قوى نيابية اكثر منها محصلة جمع قوى نيابية , تسعى الى تشكيل قوة ضاغطة على السلطة التنفيذية لتمرير قوانين او تعديل اخرى او تحقيق رقابة شعبية او تحفيز السلطة التنفيذية على بذل المزيد من العمل , بدليل ان كل التجمعات تعجز عن إدراج قانون او فرض آخر , والعجز ليس دليل ضعف فهو كثيرا ما يكون حالة انسداد للشهية او عدم رغبة او مصلحة في التمرير او الرقابة , مقابل صفقات لمراكز القوى النيابية .

ما يجري الآن لا يمكن تعريفه بأكثر من تحالف نيابي لايصال مرشح الى الرئاسة ولضمان وجود في المكتب الدائم والحصول على رئاسة بعض اللجان , فالذاكرة مسنودة كثيرا بما يعزز هذا الرأي , والثقة بمجلس النواب تنحسر يوما بعد يوم بسبب التقصير في انتاج الكتلة السياسية النيابية القادرة على التأثير والفعل , رغم الاحاديث العذبة التي يُطلقها براويز المجلس ومراكز قواه عن ضرورة الكتلة واهميتها وذلك متبوعا بالمحاولات الحثيثة التي تم بذلها مقابل ذلك .

المطلوب من الشارع حسب الرواية النيابية ان يصدق ذلك دون ان يسأل لماذا يخضع النواب للضغوطات وللهواتف ؟ بدل ان يمارسوا عملهم النيابي حسب منطوق شعاراتهم الانتخابية ووعوداتهم للناخبين , ودون ان يسأل الناخب لماذا تتفتق الذاكرة النيابية عن هذه التبريرات في نهايات الدورات الانتخابية وليس اثناء العمل البرلماني ولماذا نسمع قرع الطبول من النواب على قضية ذاتية ولا نسمع ولو قرعا صغيرا على القوانين الكبرى والقضايا الشعبية ؟

ما يتكرّس الآن في اذهان الشارع والمراقب ان مراكز القوى النيابية هي التي تقوم بالعمل لصالح اجندتها الشخصية او الائتلافية ولا تسعى الى تحقيق وجود للقوى السياسية داخل المجلس لان ذلك يهدم مصالحها , وبالتالي على الرموز النيابية الطازجة او المتجددة تشكيل تحالفاتها السياسية بمنأى عن استنساخ مراكز القوى لتكون بديلا للمراكز السابقة , لان ذلك ما يضمن لهم الديمومة والاستمرار في تمثيل الناس.

انتاج حالة حراك نيابي قبل الدورة العادية وفي كل دورة افقد المجلس الكثير من هيبته وتأييده رغم ان المزاج السياسي يميل لصالح اكماله المدة الدستورية , شريطة استكماله متطلبات العمل النيابي الحقيقي بالمراقبة والتشريع والمحاسبة وعدم لي عنق القوانين لصالح امتيازات نيابية او مصالح طبقة على طبقة وهذا يتأتى بتشكيل قوى سياسية واضعاف مراكز القوى السياسية والنيابية .

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :