توضيح حول كلمة البطريرك ميشيل صباح
الاب رفعت بدر
25-01-2008 02:00 AM
رئيس تحرير وكالة عمون الإخبارية ،
تحية وبعد،
فمن باب حرية الرأي وحق نشر الرأي الآخر، أرجو نشر التوضيح التالي :
لقد نشرت وكالة عمون الإلكترونية الإخبارية يوم الخميس 24 \1\2008 خبرا حول "مؤتمر التعايش وصنع السلام " الذي عقد في عمان في 22\1\2008. وقد تحدثت عمون عن مقاطعة "قضاة الأردن" لوصف الأب حداد لمشاركين بأبناء الله" .
الا ان عمون قد عادت ونشرت بتاريخ 25\1\2008 إضافة إلى الخبر المنشور، حول مقاطعة القضاة للمؤتمر، الكلام التالي:
"وفي الإطار كادت اعتراضات الأب ميشيل الصباح على عبارة استخدمها الشاعر والوزير الأسبق حيدر محمود من ان المسيحي هو المسلم وان المسلم هو المسيحي ان تزيد الطين بلّه وخاصة حينما قال محمود ان سيدنا محمد وسيدنا عيسى مسلمين ومسيحيين الا ان الاب الصباح قال ان كل منهما لا يمثل دين الآخر وان عيسى المسيح المسيحي وان محمد المسلم هو مسلم ولا يجوز الخلط .
وهو ما دعا الشاعر الى التوضيح ان كلامه جاء مجازا في اللغة ولا يقصد الدخول في افتاءات وفتاوى" ..
وهذا كلام غير صحيح أبدا، وهو تجنٍّ واضح على ما قاله غبطة البطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس للاتين والذي ألقى كلمة افتتاحية في المؤتمر، ختمها بآية من الانجيل المقدس: "طوبى للساعين إلى السلام ، فانهم أبناء الله يدعون" . وحق للبطريرك المدعو إلى مؤتمر حول "التعايش وصنع السلام " أن يقتبس آية من كتابه المقدس للتعبير عن جوهر حديثه وهو" الرؤية المسيحية للسلام" ، وقد نشر موقعنا الالكتروني نص الكلمة الكامل، وبمستطاع كل قارئ أن يقرأها ليرى البعد الفكري والتربوي العالي الذي كان البطريرك يتحدث به.
ان كاتب هذه السطور، وبعد أن شارك في المؤتمر ، بصفته مندوبا لراديو الفاتيكان في الأردن وعضوا في الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة ، ورئيسا لتحرير موقع أبونا، يعلن من هذا المنبر أن الكلام المنسوب الى غبطة البطريرك في عمون غير صحيح أبدا ، ولم يصدر من البطريرك ، أما ما صدر منه فهو بالحرف الواحد ما يلي :
قدم عريف الحفل ، معالي السيد حيدر محمود ، لكلمة الاب نبيل حداد، منسق المؤتمر بقوله: الأب نبيل معروف للجميع ونراه في كل المحافل والمنتديات، هو نصراني مسلم ومسلم نصراني". وتحدث بعدها الأب حداد وألقى كلمته . وأتت كلمة البطريرك صباح عقب الفيلم الوثائقي الذي كتبه بكر خازر المجالي وقرأه الأب حداد، فقال البطريرك بالحرف الواحد: "اشكر معالي الوزير الأسبق والشاعر الكبير الأستاذ حيدر محمود على المديح الذي قدّمه للأب نبيل . ولكن ينبغي التوضيح : ليس المطلوب أن يكون المرء مسلما مسيحيا أو مسيحيا مسلما في آن واحد، نريد أن نربي الأجيال على أن يكون المرء مسلما مخلصا لديانته المسلمة ويحب أخاه المسيحي، كما نريد مسيحيا حقيقيا يحب أخاه المسلم. هذا ما أود قوله في التعايش بين الأديان ، وهو يحتاج إلى عملية تربوية مستمرة منذ الصغر على تقبل الآخر المختلف" . وقد شكر الشاعر محمود البطريرك على التوضيح وقال انه يتقبله بكل صدر رحب، لكنه جاء كلاما مجازيا .
هذا ما صدر حرفيا على لسان غبطة البطريرك صباح الحائز على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة السوربون في فرنسا، والذي أجاب على "المجاز" المقدّم من عريف الحفل بكلام تربوي يرسم خطوطا تربوية لقضية العيش المشترك بين مسلمي العالم ومسيحييه. ولم يذكر بكلامه لا عيسى ولا محمد. ولم يقل بأن أحدهما لا يمثل دين الآخر . بل قال نريد مسلما يحب أخاه المسيحي ونريد مسيحيا يحب أخاه المسلم. ولذلك ، لا نجد الكلام المنشور في عمون : والقول : إن كلام البطريرك زاد الطين بلة" في موقعه أبدا .
وعلى ذلك أرجو نشر هذا التوضيح ، عملا بضرورة نشر الرأي الآخر وبأن يكون إعلامنا المحلي، ورقيا كان أم إلكترونيا صحيحا ، ناقلا الخبر الصحيح والحقيقي، وبألا يستقي المعلومات إلاّ من مصادر موثوقة وغير مغرضة . وهو بالمناسبة ما ركز عليه البابا بندكتس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي ال 42 لوسائل الاعلام ، بتاريخ 24\1\2008 ، حينما قال : "إن عصر الإعلام الحالي هو زمن ثمين للبحث عن الحقيقة وتنمية الشركة بين الأفراد والشعوب" .
أمّا موضوع مقاطعة أصحاب السماحة الشيوخ والقضاة وخروجهم من قاعة المؤتمر، فهو شأن شخصي لهم، ولا نجد ضرورة للتعليق عليه.
الأب رفعــت بدر
الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة
abouna.org@gmail.com