العقبة : هونغ كونغ جديدة
د. عبدالله عقروق / فلوريدا
25-01-2008 02:00 AM
وجب على عالمنا العربي أن يبدأ بالتخطيط لمستقبله بنفسه دون الأعتماد على الجهات الأجنبية . العرب قاطبة لديهم الأموال والعقول والايادي العاملة ، والمراكز الأستراتيجية لبلورة هذه المشاريع الصناعية والتجارية ، وجعلها تخدم الصالح العام ، وشعبنا الذي قاسى محناً كثيرة، دفع المواطن ثمنها غاليا ، وبالتالي قادت امتنا العربية الى الحضيض.
لا يزال هنالك بصيص من الأمل يلوح في الأفق ، وعلينا كأمة عربية أن نتكاتف ونتعاضد ونتعاون لأستثمار مواقعنا الجغرافية الأستراتيجية أحسن استغلال.
هذه فرصتنا الأخيرة لنقف على أرجلنا وننشئ مصانعنا لتنتج من المسمار الى التركتور الزراعي ليكون عندنا أكتفاء ذاتي ، ونوقف عمليات الأستيراد من الخارج ، ونصبح من الدول المصدرة بدلا من المستوردة ، وخلق فرص العمل ، ومكافحة الفقر والبطالة .
أن أقامة مؤسسات عربية لأستثمار اموالها لبناء صناعات متعددة تشمل الأدوات المنزلية والأغذية وتجميع السيارات ، والتلفزيونات والحاسوبات ، والتلفونات ، وغيرها من الصناعات التي يستعملها شعبنا بصورة دائمة . تكون هذه المصانع محطة لتوزيع المنتجات الى المناطق العربية ، والقرن الأفريقي
لنأخذ على سبيل المثال مدينة هونج كونغ التي استثمرتها بريطانيا لمدة 99 عاما ، وقامت بعدها بتسليمها الى الصين.
وتعتبر هونج كونج الأن مركزاَ تجارياً عالمياً تصدر منتوجاتها الى العالم كله ، وبأسعار أقل من الصناعات الأوربية والأمريكية وتساويها بالجودة والأتقان .
بلادنا العربية كبيرة وواسعة ، تقع في مراكز تجارية استراتيجيتها الجغرافية ألف مرة أفضل من هونج كونج . فعندنا البحر الأبيض المتوسط ، والبحر الأحمر ، وقناة السويس ، وبحر العرب. والبحر الأطلنتي
أيا من بلادنا العربية ممكن أن تكون هونج كونغ الجديدة.
فلماذا لآ نؤجر جزيرة عربية ، أو شاطيء من الشواطيء لأي بلد مثل اليابان ، الصين ، أو كوريا الجنوبية، لمدة 99 عاما ، ليستغلوها كما بشاؤون ،شريطة أن تكون القوة العاملة من بلادنا العربية، ونستردها بعد انتهاء مدة العقد.
تماما مثلما حصل مع هونج كونج.
أنا أعتقد بأن مدينة العقبة في الأردن ، تعتبر الموقع الأستراتيجي الهام . خاصة وأن ألاردن اثبت حياده السياسي مع كل الحكومات المتجاورة وخاصة اسرائيل .
فلو أن أحدى الدول التي ذكرتها تحاورت مع الحكومة الأردنية لأستئجار قسم كبير من مدينة العقبة مقابل سعر تتفق الدولتان عليه، وتتصرف الدولة المستأجرة بأدارتها حسب ما تريده أمنيا وسياسيا ويعتبر السكان الموجودون وكل العمالة العربية الوافدة ، وكل القوى العاملة العربية جزءا من رعاياها.
أما من ناحية الدين واللغة ، والتعليم والثقافة ، والحياة الأجتماعية قيبقى طابعها اردنيا عربيا ، وبعد انتهاء المدة المحددة ، أما تجدد بعقد جديد أو تسلم للحكومة الأردنية كما هي
.أن تأسيس شركة عربية مساهمة قابضه ، لتساهم مع الحكومة المستأجرة لتمويل المشاربع التجارية والسياحية والرياضة البحرية، في داخل هذه البقعة ليتم بناء البنية التحتية ، لأشادة مرافق الحياة لمدينة جديدة ، ومساكن ومنتزهات لمدينة جديدة ومصانع متعددة..
أن التاريخ الحديث يشهد بأن بناء مدينة جديدة على غرار مدينة اسلام أباد ، العاصمة، التي تم بناؤها كاملا في بداية السيتينات في الباكستان نموذج صالح لتكرير هذه العملية ، وبناء المدينة الحديثة ، ونطلق عليه مثلا مدينة الحسين
أنه عمل جبار ، وربما يبدو للبعض بأنه غريب الأطوار والشكل. أن بلدنا فقير جدا بمواردة الطبيعية . ولكنه غني جد بموقعه الأستراتيجي ، وموارده البشرية . لا ينقصنا شيئا سوى الفرص التي تنمي الأستقرار الأقتصادي، وأزالة البطالة والفقر.