المعاني السياسية والأكاديمية لمؤتمر (نادي ابن سينا)
د.حسام العتوم
19-10-2013 04:52 PM
أتى انعقاد المؤتمر الثامن لخريجي روسيا والاتحاد السوفيتي السابق تاريخ 2 أكتوبر الذي نظمه نادي ابن سينا برئاسة المهندس سلام طوال وبالتعاون مع المركز الثقافي الروسي والسفارة الروسية بعمان وتحت رعاية الأمير الحسن وبمشاركة مباشرة من سموه وبحضور وفود للخريجين من الأردن ومن الدول العربية الشقيقة مثل فلسطين، ولبنان والعراق وسوريا والبحرين، وممثلين للجامعات الروسية والإنكرفوز (هيئة تنسيق خريجي روسيا والاتحاد السوفييتي السابق في العالم)، وبحضور وزير التعليم العالي أ.د. أمين محمود وسفراء الفيدرالية الروسية وأذربيجان وكازاخستان والقائم بأعمال سفارة أوكرانيا ورئيس جمعية الصداقة الأردنية الروسية بعمان وممثل للمركز الثقافي الروسي في مدينة سانت بطرس بيرغ في ظل ظروف سياسية متشابكة تمر بها منطقتنا العربية الشرق أوسطية والتي على رأسها القضية الفلسطينية والمسألة السورية الدموية المؤسفة، والاهتزازات العربية الأخرى في مصر والعراق وليبيا تحت وقع الحاجة لإبراز الموقف الروسي السياسي الثابت والواضح من كافة أزماتنا العربية المتلاحقة سابقة الذكر والتي تكللت باستخدام الفيتو مؤخراً وإشراك الصين به ضد تحريك الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة خاصة المادة 42 منه التي تجيز لمجلس الأمن أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ الأمن والسلم الدولي، وكيف انتهت الدبلوماسية الروسية الآن لحقن المزيد من الدماء السورية بواسطة إقناع دمشق بضرورة الموافقة على تدبير سلاحها الكيماوي تحت إشراف دولي.
كلمة الأمير الحسن راعي الحفل ركزت على أهمية الإرادة الحرة لاستشراف المستقبل وكيف شكلت النزاعات والصراعات الدائرة في المنطقة تغييباً لها، ووصف سموه نسبة الشباب الكبيرة من حيث العدد والتأثير وسط المجتمع بالقنبلة السكانية، ووجه دعوة في المقابل للإستفادة من فرص التعليم وعدم ربطها بالضرورة بسوق العمل أو التركيز على الطب والهندسة فقط، كما دعا لتنفيذ دراسات طويلة لرصد نجاحات الخريجين بالتعاون مع منتدى الفكر العربي والمجلس الأعلى للتكنولوجيا لاكتشاف كفاءات الخريجين ومقارنتها مع من لم تتوفر لهم فرص عمل لتشكل دلائل يسترشد بها الجيل المقبل ولمساعدة المخطط العربي للمقارنة بين فرص العمل ومخرجات التعليم، واقترح سموه وهو أمر هام انتاج قناة عربية ناطقة باللغة الروسية على غرار قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية وتنطلق من روسيا وشكلت إعلاماً بديلاً، كما أكد على أن الحضارة أشرقت من مناطقنا الدافئة وسط الحديث عن معادلة الاستغراب والاستشراق والدعوة للمحبة وإلى خدمة الإنسان وكرامته.
تحية الملتقى العربي الثامن للإتحاد العربي لخريجي جامعات روسيا والإتحاد السوفييتي السابق للموقف الروسي السياسي الدبلوماسي الثابت المرتكز على احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان حملت معناً خاصاً وسط ظرف سياسي حساس غير مفهوم حتى لدى شريحة من المثقفين أو المحسوبين من حيث لا يدروا على الخط الأمريكي بعين واحدة، وهدف الملتقى الثامن هذا لتعزيز عرى الصداقة بين الخريجين من الدول العربية من جهة وبينهم وجامعاتهم الأم في بلاد الروس و السوفييت بحيث تحولت هذه الصداقة لجبهة إعلامية وسياسية مؤازرة للدبلوماسية الروسية تحديداً، ولم يغفل المؤتمر حرصه على الدعم المطلق لقضية العرب والعالم المتمثلة بالفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بعد إخلاء المستطونات من ساكنيها اليهود الرحل والتمسك بحق العودة والتعويض، واعتبار أن ما يجري في الميدان العراقي أمر مؤسف يتزامن والمخططات الصهيونية التوسعية التاريخية المتجددة منذ عهد هرتسل، والوقوف بوجه الطائفية والعنصرية المدمرية لبشرية بلادنا العربية المتحابة.
كلمات السادة سلامة طوال منظم المؤتمر، والدكتور عيسى دباح رئيس جمعية الصداقة الأردنية الروسية، وعلي قبيسي رئيس جمعية خريجي لبنان، وجاسم الصفّار رئيس جمعية خريجي العراق، وإلكسندر كالوغين سفير الفدرالية الروسية بعمان، وصابر أباغيف سفير أذربيجان، وبولات سانزر باييف سفير كازاخستان، ويوري دوبوفوي ممثل مجلس التعاون الروسي، وإندريه دوبروفولسكي مدير الإنكرفوز الهيئة التنسيقية العالمية للخريجين رسخت الوفاء لروسيا ولدول الإتحاد السوفييتي السابق لما قدموه من عطاء أكاديمي وفير تجاه الأردن والعرب وفتحت الأبواب من جديد أمام الكفاءات العربية الراغبة بمواصلة تعليمها هناك، وطالبت بإزالة كافة المعيقات الأكاديمية والإدارية.
المؤتمر القادم بعد عامين سينعقد في العراق حالة استقرار الأوضاع الأمنية هناك وهو ما نتمناه لبلاد الرافدين أو في البحرين التي ندعو لها بدوام الاستقرار أيضاً في ظل ربيع عربي متحرك ممزوج بألوان سايكس بيكيه غربيه داخل وحدتنا العربية المنشودة، وفي الختام أدعو لأن تتحول هذه المؤتمرات الشبابية الهامة برافد قوي لسمعة الجامعات الروسية وخريجيها ولغرس بذور متجددة للصداقة الدائمة مع بلاد روسية وسوفييتيه عظيمه واسعة المساحة، وقوية القدرات في المجالات العلمية كافة، وذات وزن سياسي واقتصادي متميز.