حج مبرور وسعي مشكور لدولة النسور .. *نواف عبابنه
19-10-2013 02:51 AM
وطننا الأردن وطن عزيز نعتز ونفتخر به لمكانته العربية والدولية ولسمعته الطيبة بفضل قيادته الحكيمة وشعبه الوفي الذي يتحلى بمنظومه قيمية وأخلاقية شعارها الولاء والانتماء والصدق والإخلاص والكرم والأمانة والتقوى. ولكن ما نلمسه ونشاهده ونسمعه يومياً نحن أبناء الشعب الأردني الوفي على الشاشات الفضائية والصحف الالكترونية والورقية وفي كثير من الوسائل الاعلاميه من تعليقات وانتقادات وسواليف حادة أحياناً لا تتصف بالمنطقية والعقلانية أحياناً أخرى اتجاه دولة النسور شخصياً وحكومته.
فدولة النسور من أبناء الأردن المخلصين الذي تجاوز عمره السبعين عاماً، خدم وطنه في كثير من مفاصل الدولة الأردنية بانتماء وذكاء واخلاص بالاضافة الى خدمته المتواصلة في مجلس النواب حوالي ثلاث دورات برلمانية اختاره أبناء هذا الوطن المخلص بناءاً على كفاءته واخلاصه وقدراته المتميزه كما أن ثقة جلالة الملك باختياره لتشكيل هذه الحكومة كانت بناءً على تاريخه السياسي والاجتماعي والوظيفي العريق كل ذلك يدل على أن دولته وصل الى هذا المنصب الحساس بكل ثقة وجداره واقتدار وبناءً على ذلك بدأ مشواره الصعب والعمل في هذه الحكومة في ظل ظروف دولية واقليمية ومحلية صعبه يندى لها الجبين وكلنا يعرف ذلك خصوصاً الأزمة السورية وانعكاساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لذا أجبر دولته اتخاذ قرارات صارمة وصعبة هدفها خير الأردن ورفعته وحمايته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من وجهة نظره.
فدولة النسور يتصف بالشفافية والوضوح ويعمل ضمن معطيات وواقع اقتصادي مرير انعكست سلباً على واقع الأسعار وغلاء معيشة المواطن. والذي زاد الطين بلة، الأزمة السورية. إذ كانت سوريا الشقيقة الرئة التي يتنفس من خلالها الأردن وكانت البضائع السورية الرخيصة سوقاً رائجاً للأردن والتي تتمثل بالخضار والفواكه والألبسة والصناعات المختلفة وبالإضافة الى ذلك المردودات السلبية لقدوم حوالي مليوني لاجئ إلى المملكة والذي انعكس سلباً على الاقتصاد الأردني. فأصبحت قرارات دولة النسور محط انتقاد شديد وكنت أتألم كثيراً في الآونة الأخيرة عندما سافر دولته إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج كمواطن أردني مؤمن بالله ورسله ولأنه على يقين تام بأن مواقع المسؤولية مصيرها الزوال وأن البقاء لله وللعمل الصالح وكنت أتألم كثيراً وأنا أشاهد التعليقات المؤلمة التي تخص دولة النسور وهو يؤدي شعائر فريضة الحج رغم ايماني العميق بالحرية الصحفية والإعلامية ولكن ما شاهدته هو مغاير للمنطق والدين. فالنسور لم يذهب الى إسطنبول أو ليفربول أو اسبانيا أو إيطاليا للراحة والاستجمام رغم أن ذلك من حقه بل ذهب الى الكعبة المشرفة وعرفات والصفا والمروة لتأدية شعائر الحج المفروضة. وانني لا أدافع عن النسور وحكومته وانما أدافع عن الحق والمنطق والصحيح. فاذا كانت حكومة النسور لها سلبياتها ولها واقعها الاقتصادي والسياسي غير المرغوب فيه فهناك أصحاب القرار الذين يحكمون على نجاع هذه الحكومة أو فشلها من خلال الاعتماد على الوثائق والدراسات والأبحاث والتقارير المفصلة التي تبين سلبيات هذه الحكومة واخفاقاتها.
لذا فان الذي يحكم على أداء هذه الحكومة هم سلطتان:
السلطة الأولى: هي سلطة جلالة الملك الذي يعرف مواطن ضعف هذه الحكومة وقوتها ودقائق أمورها فهي التي منحت الثقة وهي التي تسحبها إذا رأت أن هذه الحكومة لا تسير ضمن برنامج التكليف الذي أسند اليها.
أما السلطة الثانية: فهي سلطة النواب أي سلطة التشريع والمراقبة والمحاسبة فلدينا مئة وخمسون نائباً الذين يمثلون الشعب بهمومه وأطيافه وتطلعاته وهم الذين كذلك يمنحون الثقة ويسحبونها حسب واقع أداء هذه الحكومة من خلال التقارير والدراسات والوثائق المختلفة.
فاذا ثبت بأن هذه الحكومة غير قادرة على إدارة هذه المرحلة بظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية فبإمكان هؤلاء النواب سحب الثقة منها وتغييرها وهذا هو الأسلوب الديمقراطي المنشود وليس والأحاديث والأقاويل والتعليقات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فدولة النسور صاحب سلطة تنفيذية يتخذ القرارات والإجراءات التي تناسب الوطن والاقتصاد والظروف المحيطة فآن الأوان أن نقدر دائماً أبناء الأردن ورموزه المخلصين الذين أفنوا حياتهم في خدمة هذا الوطن لا أن نحطم هذه الرموز بل نراقبها ونتابعها وننصحها. فلك منا يا دولة النسور كل المحبة والتقدير والاحترام على اخلاصك وتفانيك وخدمتك لوطنك وشعبك ولمليكك مع امنياتنا لك وللأردن كل الخير والتقدم والسعادة والعودة لوطنك بصحة وعافية فحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور بعون الله يا دولة النسور.
فحمى الله الأردن وحمى قيادته وشعبه وأبناءه المخلصين.