حائط البراق الإسلامي في القدس الشريف (5)
د. معن ابو نوار
18-10-2013 06:26 PM
كان المغفور لهم: الأمير عبد الله الأول بن الحسين ؛ والملك طلال بن الحسين ؛ والملك الحسين بن طلال ؛ في انتباه واهتمام كامل بكل ما يجري في فلسطين؛ وعلى إتصال دائم بالشخصيات الفلسطينيين. وقد أرسل الأمير عبد الله الأول بن الحسين مذكرة إلى المندوب السامي يوم 5 تشرين أول 1929أوضح فيها:
" أعتقد أني لا أتفادى الموضوع وأنني لا أصرح غير الحقيقة الكاملة عندما أقول أن طموحات اليهود مدمرة بالنسبة للأحداث الأخيره التي تضع نهاية لكل الآمال في إمكانية عيش مثل هؤلاء الغرباء في علاقة صداقه وحسن جوار مع العرب في تلك البلاد (فلسطين) التي كانت مسكونة من قبل العرب لمدة ثلاثة عشر قرنا مستمرة."
وأشار الأمير إلى المؤتمر الصهيوني الذي عقد في زوريخ عام 1929 والذي عبروا فيه عن وجهة نظرهم المتطرفة والجشعه وعدم إعتبار لسكان فلسطين ؛ وأضاف:
" وقد إزداد قلقي قوة عندما حاول اليهود مؤخرا الإعتداء على حائط البراق بهدف الإستيلاء عليه. وأشعر أنه إذا استمر الجشع اليهودي مستندا إلى العنف ؛ وإلى تقديم مطالب تتجاوز حدود المعقول ؛ وقيام مظاهرات إستفزازية ؛ سيخلق موقفا يتطلب إجراءات عسكرية دائمة ؛ تؤدي إلى جعل مسببي الإضطرابات يخافون من نتائج أعمالهم."
وفي جوابه الذي أرسله إلى الأمير أفاد المندوب السامي فلسطين بأن بعض الخطابات التي ألقيت في المؤتر الصهيوني في زوريخ قد سببت لقيام القلق والإحتراس بين العرب فيما يتعلق بنوايا اليهود ؛ وأبلغ الأمير أنه أصدر نظاما حول ما يسمح لليهود أو يمنع عليهم عند حائط البراق وأضاف:
" لقد قيل أن هذا النظام مخالف للأمر الواقع ؛ وأنه يشكل تنازلات لليهود ؛ ولكن ذلك ليس صحيحا ؛ وقد أسست النظام على الكتاب الأبيض عام 1928؛ والذي أعتقد أنه أعطى القناعة التامه للمسلمين ؛ وأريد أن أبلغك أن اليهود إحتجوا بقوة ضد النظام لأنهم منعوا بموجبه من إحضار ستائر ؛ وكراسي ؛ ومهمات أخرى إلى الحائط."
في يوم 2 تشرين ثاني 1929 أفتتح الأمير عبد الله بن الحسين الدورة العاديه للمجلس التشريعي بخطاب العرش ؛ وفي الصباح الباكر لذلك اليوم علقت أربع أعلام على مئذنة المسجد الحسيني الكبير في العاصمة عمان.كتب عليها: " فلسطين عربيه " و " تسقط الصهيونيه "؛ وبدون أي شعور بالعار أمر رئيس الوزراء حسن خالد أبو الهدى وضد مشاعر الشعب الأردني ؛ بإزالة الرايات ؛ فقامت مظاهرات كبيرة ضد وعد بلفور في عمان والسلط وإربد وجرش والكرك ؛ وأرسلت برقيات تأييد من العراق وسوريه ولبنان إلى المجلس الإسلامي الأعلى في القدس الشريف في إسنا د الشعب الفلسطيني وجهاده ضد العدوان الصهيوني. ولقد أصبح واضحا أن أحداث حائط البراق قد أشعلت روح الوطنية العربية الشامله ونشرتها بين الجماهير العربيه في العالم.
وهكذا كان الحال في عام 1929 فما هو الحال اليوم؟؟؟. نجد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في إسناد الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال الصهيوني ؛ خاصة في القدس الشريف . ويحذر العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم بأن حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك في خطر الإستيلاء عليهما . ما الذي دهى الأمة العربية المجيده والمسلمين في العالم ؟؟؟. هل أصبحت بائسة حتى السكوت والصمت؟؟؟.