البكاء على "أمن إف أم" والعشر الأواخر من المربعانية!
د.مهند مبيضين
24-01-2008 02:00 AM
يدنو الصباح الأكثر غلاءً وفي بال المواطن أن الحكومة ستنجز ما وعدت به من تفعيل للرقابة ومحاربة الفقر وتوفير 24 ألف فرصة عمل، وقد أنهى النواب نقاشهم للميزانية وثمة من يقول أن الحكومة تنصلت من وعودها للجنة المالية، وبين جدل الأسعار والصقيع والأعلاف ومحاولات اللجنة المالية لمجلس النواب مشكورة أن تزحف بنقاش الميزانية حتى العشر الأواخر من المربعانية، فإن السؤال الماثل اليوم ما الواقع الذي سيتكيف معه المواطن في ظلال الحكومة التي ستدخل التاريخ بعملها هذا.في العشر الأواخر لأخر المربعانيات الرخيصة، يجب أن نشكر النائب خليل عطية الذي نجح ورفاقه في جر نقاش الموازنة وإطالة أمده إلى أواخر المربعانية، وفي سياق توجيه الشكر في المربعانية نشكر توجهات وزير البيئة الذي لا يعلم كم يعاني المواطن لتعبئة سيارته بالبنزين العادي، فيما يقترح هو أن يكون هناك نوع واحد وهو البنزين الخالي من الرصاص الذي يزيد سعرا عن العادي بنحو خمسة دنانير ونصف وربما أكثر.
كشفت نقاشات النواب للموازنة عن انفصام كبير، ففيما كان رأي اللجنة المالية ينحو إلى خفض نحو 120 مليون من النفقات الرأسمالية والجارية، فقد صوت غالبة النواب ضد المقترح، ولا ادري كيف يمكن ان يحدث ذلك؟ ربما تكون الثقة العالية التي حصلت عليها الحكومة -97 صوت- فيها الإجابة!!
في صباح يوم الثلجة – الثلاثاء الماضي - الخفيفة الدسم، اتصل موطن مستور بالبرنامج الصباحي لإذاعة أمن إف أم الذي يقدمه الإعلامي عصام العمري، بكى الموطن وأجهش بكاءً، وكان مرد البكاء أن المواطن صارح المذيع بأنه لا يقوى على الصمود في وجه الغلاء وأنه يعمل بكل طاقته لكن أولاده جوعى!!
لا يمكن فصل هذه الحادثة عن واقعنا المؤلم، وفيه يتكاثر أولاد منتصف الليل ويبكي الأردني الذي ظل دوما كريم النفس مع علو في الكرامه، والسؤال من الذي أبكى الموطن المستور؟. أهو الفقر أم السياسات الخاطئة المتراكمة ليس من عهد هذه الحكومة أم هي وصفات الخصخصة؟ أم كل ذلك.
يسأل الناس ماذا فعلت حزمة الأمان الاجتماعي التي بدأت منذ عام 2000 وأين هي عوائد الخصخصة، وأين هي الاستراتيجيات الذكية؟ وسيسأل الناس عن ما هو أكثر، لكنهم لن يجدوا إجابة. وبرغم أن وزبر المالية جادل لمصلحة أن تكون الزيادة على الراوتب في وقت إقرارها إلا أن جلالة الملك انتصر لمواطنيه لتكون الزيادة بأثر رجعي اعتبارا من 1/1/2008.
على الحكومة ووزرائها من أصحاب الوصفات البيئية ودعاة التوفير أن يدركوا معنى ما يقوم بها جلالة الملك، ولعل زياراته التي يقوم بها مرارا وآخرها كانت إلى الأرزق تمثل الدرس المهم الذي يجب أن يتعلم منه الوزارء، فما معنى أن تكون الأرزق أو القويرة بالحال التي مثلت بها، وما معنى أن تكون مدارسنا بهذه الحالة، أين هو الاقتصاد المعرفي وأين هي مشاريع الحوسبة من حاجات الطلبة في الأطراف، لا اعتقد أن ثمة حاجة لذلك، بقدر ما يحتاج الطلبة والناس إنقاذ لواقع الخدمات ونهوض بالواقع المعيشي.