حائط البراق الإسلامي في القدس الشريف (3)
د. معن ابو نوار
13-10-2013 07:56 PM
في ظل حكم الإمبراطورية العثمانيه ؛ منح اليهود ترخيصا محدودا للوصول إلى الحائط ؛ شريطة أن لا يوضع كرسي أو ستار عنده؛ وقد شعرت الحكومة البريطانية بالتزامها بنص المادة الرابع عشرمن صك الإنتداب على فلسطين بالمحافظة على الأمر الواقع.
وفي يوم 24 أيلول 1928 ؛ وبعد دعاية عالميه من المنظمة الصهيونيه ضد حكومة فلسطين البريطانيه ؛ إتخذ الصهيونيون في فلسطين الخطوة غير المسبوقه بإقامة بدع قرب حائط البراقخلال مساء يوم الكفاره.
وقد إشتكى المجلس الإسلامي بقوه وقالوا أن اليهود يهدفون إلى تمديد حدود ترخيصهم المحدود؛ الذي منحه المسلمون لهم تدريجيا ليستطيعوا تدمير الحرم الشريف ؛ واستبداله بهيكل سليمان على ركامه. ولقد أثار ذلك الحادث الخطير المشاعر الغضب لدى جميع العرب والمسلمين في المنطقه ؛ مما إضطر حكومة الإنتداب في فلسطين إلى إزالة جميع البدع التي إقيمت في " يوم الكفاره ".
بالرغم من أن اليهود لم يقدموا دعوى بملكيتهم ل ذلك الجزء من حائط البراق ؛ وبالرغم من أن تسميته " حائط المبكى" من قبلهم وحسب ؛ فقد أكدوا على ما إعتبروه
" حقهم " في الوصول إليه" كما في الماضي" كما منحته لهم الإمبراطورية العثمانيه.ولم ينازع فضيلة الحاج أمين الحسيني ؛أو المجلس الإسلامي الأعلى ؛ حق اليهود في الوصول إلى الحائط؛ ولكنهم أكدوا أن اليهود يريدون التحرش بالعرب والمسلمينوإستفزازهم وأعلنوا ما يلي:
"إنهم لم يكن حقا بالقيام بما قاموا به ؛ ولم يكن لهم حقا مثله من قبل؛ فقد أقاموا كراسي وستار لفصل الرجال عن النساء؛ وقوس ونصوص القانون والمصابيح التقليديه؛ والتي تشكل بمجموعها كنيس في العراء. وذلك على الأملاك الإسلامية المقدسه."
وفي يوم 15 آب 1929 ؛ إنفجرت قضية البراق مرة أخرى عندما أقام اليهود مظاهرة في القدس الشريف من قبل المتطرفين الصهيونيين الذ ين قدموا من تل أبيب مدعين لأول مرة في التاريخ بأن حائط البراق ملكا لليهود. وفي يوم 16 آب؛ تجمعت جماهير عربية إسلاميه من القدس الشريف ؛ ويافا ؛ وحيفا ؛ والخليل ؛ وأقاموا مظاهرة كبرى في نفس المكان الذي أقام اليهود فيه مظاهرتهم. وأكدوا على حقوقهم الشرعيه ؛ ونتيجة لذلك بدأت الإضطرابات ؛ وانتشرت في جميع أنحاء فلسطين ؛ وهنا بدأت مواجهات عنيفة في جميع أنحاء فلسطين. وهنا بدأت المواجهات في القدس الشريف ؛ ويافا ؛ وحيفا ؛ والخليل .
وعندما تمكنت حكومة فلسطين البريطانيه من إخمادها يوم 30 آب بعد أن استمرت أبرعة أيام داميه؛ كانت الخسائر بين الطرفينكما يلي: قتل 133 يهوديا ؛ وجرح 339 آخرين؛ واستشهد 116 عربيا ؛ وجرح232 آخرين. وفي المحاكمات التي جرت بعد الإضطرابات في محكمة البدايه ؛ صدق على 26 حكما بالإعدام ؛ منهم 25 عربيا مسلما ؛ ويهوديا واحدا فقط. وعلى أية حال فقد أعدم ثلاثة من العرب المسلمين ؛ وخفض حكم الإعدام عن الباقين إلى السجن المؤبد لمدد متباينه.