كل يوم نسمع عن كثير من النواب المتذمرين من أفعال الحكومة ورئيسها ولا يتجاوز إنكارهم المسبات والدعاء بالويل والثبور على الحكومة، فمنهم من يدعوا على الحكومة مثل النسوان العاجزات والقاصرات والقواعد، ومنهم من يسب على الحكومة ورئيسها ويلومه على الحج، لأكثر من مرة ، في حين كثيرين من الشعب الأردني بلغوا السبعين ويحلمون أن يذهبوا للحج ...ونائب آخر يوبخ الرئيس على عدم طلب السماح والصفح من الشعب الأردني قبل الذهاب للحج ، لإساءاته المتكررة وتنكيله بهم لينال حج مبرور وسعي مشكور ويرتفع ويتقبل عمله ومناسكه ..
وكثير من النواب ينتقد الحكومة من وراء حجاب وخلسة وبينه وبين نفسه ... وكل هذا مزاودات وضحك على الذقون ..أوليس لمجلس النواب الحق و(لعدد من النواب) إسقاط الحكومة والتصويت عليها؟؟ فلماذا يتشدقون بالكلام ويصطرخون باللعان ويكتفون بالسباب وإخراج الصدور والكشف عن النحور والدعوة على الحكومة ورئيسها ؟؟؟
والله إن البعض من النواب في عدائه الظاهري للحكومة كعداء وشكوى امرأة العزيز من يوسف عندما فاجأها العزيز بالباب وهي تراود يوسف فسبقته للشكوى ، (قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) : ولو لم تكن امرأة العزيز حريصة على بقاء يوسف وحياته وقربه منها وعشقها له ، لكانت ردة فعلها انتصارا لشرفها أن تقول (أن يقتل ويمثل به ) وحال نوابنا الأفاضل لا يكادون يخفون عشقهم الفاضح الخفي للحكومة ورئيسها، وطلبهم المستمر منها لتحقيق رغباتهم وإشباع شهواتهم ومراودتهم لها، وتحرشهم بها المستمر في الخفاء وخلف الأبواب ،في حين إظهار الغضب والشكوى الظاهرية من الحكومة ورئيسها بالعلن ، لتنكيلها بالشعب وبهم ومضايقتها المستمرة وإرادتها السوء بهم وبالأمة..
والنواب الممثلون يتمنون للحكومة الإقالة أو عذاب أليم ، وهم قادرون على الخلاص منها خلال ساعات، قدرة امرأة العزيز على الخلاص وإهدار دم يوسف، لولا عشقها المميت ليوسف، وحبها الفاضح التي لم تقدر على إخفائه بين جنبيها ،وهو ما يفعله بعض النواب من عهر ومزاودات على الشعب الأردني في العلن ، ومراودات للحكومة في الخفاء ، مما يغيض الناس ويستشيط سخطهم وحقدهم على ميوعة وصبيانية بعض النواب وتشدقهم بكلام لا يتجاوز أفواههم .
إلى متى يبقى هؤلاء المتشدقون في الكلام لا يمارسون دورهم في الرقابة والتشريع والمسائلة ويقومون بدور الصحافة والإعلام بالنقد واللوم ؟؟؟
أليس الأولى أن يتركوا مناصبهم لمن هو أهل للمنصب وأقدر على أداء الواجب ويريحوا ويرتاحوا ؟؟؟ أما آن لهؤلاء أن يخلعوا الأقنعة عن وجوههم وينزلوا عن المسرح فقد مل الشعب الأدوار السمجة التي يقومون بها والتمثيل المقزز والاستفزازي لأحرار الوطن وحرائره؟؟
لست مع كثير من قرارات الحكومة ورئيسها ولست راض عن أدائها ، ولكن كمواطن لي الحق أن أحاسب أولا ممثلي الأمة الذين تنطحوا للمسؤولية وهم غير اكفياء لها ..فإذا صلح نواب الأمة صلحت حكوماتها .