حائط البراق الإسلامي في القدس الشريف (2)
د. معن ابو نوار
12-10-2013 06:58 PM
لقد وافق المؤرخون السياسيون المرموقون على الحقيقة التاريخية أنه بعد الإحتلال البابلي ؛ كان اليهود يبكون على ما يعتقدون أنها مفاخر وعظمة " جودة المفقوده " التي كانت كما يعتقدون ركام هيكل سليمان ؛ والذي دمر تدميرا كاملا في عام33 ميلاديه ؛ قبل تسعة عشر قرنا من عام 1929 ؛ وقد ذكر الحاج بوردو الذي زار القدس ؛ بأن اليهود يمهدون لزيارة ما كانوا يعتقدون أنه ركام الهيكل "مرة كل سنة " للبكاء والإستغفار" . ومنذ ذلك الحين لم يكن لليهود حق شرعي محلي أو دولي مقبول أو معترف به ما عدا عادتهم في زيارة ما كانوا يعتقدون أنه موقع الهيكل القديم.
منذ عام 638 ميلاديه ؛ وعندما إستسلمت القدس بسلام من قبل البطريرك صوفرونيوس ؛ إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؛ حسب أكرم ؛ وأعدل ؛ وأنبل الشروط . وكان التأكيد الإسلامي الأعظم من كل تأكيد آخر عبر العصر الإسلامي ؛ وحتى عام 1929 ؛ ولا يزال حتى اليوم ؛ وسيبقى إلى الأبد ؛ الإيمان الاقوي ؛ بأن الموقع الذي ربط البراق عنده ؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ خلال الإسراء والمعراج. هذا عدا عن القدسية النابعة من حقيقة أن القدس الشريف؛ وحائط البراق ؛ والمسجد الأقٌصى المبارك ؛ الحرم الشريف تشكل أولى القبلتين ؛ وثالث الحرمين الشريفين. “ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ." صدق الله العظيم.
وعدا عن ذلك لم يكن حائط البراق لإي أي وقت ملكا لليهود ؛ ولم يكن تحت سيادتهم السياسية أو الدينية خلال 2013 سنة السابقه؛ ولكن وفي عام 638 سمح المسلمون لليهود بزيارة ما كانوا يعتقدون أنه ركام هيكل سليمان. وعندما بنى المسلمون المسجد الأقصى المبارك في موقع مجاور لركام الهيكل وليس عليه ؛ ناشد اليهود الإمبراطورية العثمانيه ، تسمح لهم بإقامة صلواتهم قرب قسم من الجدار الغربي للمسجد الأقصى ؛ مدعين أن الموقع كان مقدسا عندهم . وهكذا في عام 1840 صدر إعلان عثماني يسمح لليهود بزيارة ذلك الجزء من الحائط " كما في الماضي" ولكنه منع اليهود من رصف الممر المقابل له ؛ أو أن يقيموا أي تغيير في بنائه؛ وهكذا وعلى أساس العادات والممارسه ؛ كما على أساس الترخيص العثماني ؛ بقي حائط البراق الذي اعتبر جزأ لا يتجزأ من الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك ؛ ملكا للمسلمين ؛ ووقفا إسلاميا مقدسا. لقد سمح لليهود أن يزوروا ويصلوا عند الحائط من باب الترخيص وليس من باب الحق الديني أو القانوني.
وبالنسبةإلى صك انتداب عصبة الأمم في فلسطين الصادر يوم 24 تموز 1922 ؛ نصت المادة الثالثة عشر على ما يلي:
" إن المسؤولية الكامله فيما يتعلق بالأماكن المقدسة ؛ والعمارات أو المواقع الدينيه ؛ بما في ذلك الحفاظ على الحقوق القائمه ؛ وتأمين الوصول الحر إلى الأماكن المقدسة والعمارات والموقع الدينيه ؛ وحرية العباده؛ مع التأكد على حاجات النظام العام وحسن التصرف؛ يتولاها المنتدب ؛ المسؤول الوحيد أمام عصبة الأمم في جميع الأمور المتعلقة بها...
لا يوجد في هذا الإنتداب ما يمكن أن يعتبر كأنه يمنح المنتدب صلاحية التدخل في الأماكن المقدسة الإسلاميه ؛ التي تعتبر حصانتها مضمونه."
لا يوجد أي ظن مهما كان بأنه بموجب القانون الدولي ؛ بأن حائط البراق ؛ أو ما لقبه الصهيونيون " حائط المبكى" لم يكن ملك اليهود؛ نعم كان لهم الترخيص بالمرور الحر إليه للقيام بصلواتهم ؛ وقد إعترف بقدسية المسجد الأقصى المبارك ؛ وحائط البراق ؛ وملكيته من قبل المسلمين دينيا وشرعيا من قبل سيدنا محمد (صلعم)؛ وسية الإسراء والمعراج؛ بما فيه الآية الكريمة في القرآن الكريم ؛ ومن قبل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؛ والسلطان صلاح الدين الأيوبي محررها من الصليبيين ؛ والإمبراطور العثماني.