حائط البراق الإسلامي في القدس الشريف( 1 )
د. معن ابو نوار
10-10-2013 07:36 PM
لقد كان جليا وواضحا كوضوح الشمس ؛ أن السيادة المطلقة على القدس العربية الشرقيه ؛ كما كانت عليه في عهد المملكة الأردنية الهاشميه؛ قبل الإحتلال الإسرائيلي؛
هي السبب الأهم من كل سبب آخر في فشل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ كامب ديفيد وحتى هذ ه الأيام. والوفد الفلسطيني الصامد ؛ يصرعلى أن السيادة المطلقة على حائط البراق الإسلامي في القدس الشريف للشعب الفلسطيني ؛ والدولة الفلسطينيه.
ولعل من أهم أسباب النزاع على القدس العربية الشرقيه بين الفلسطينيين والإسرائيليين تكمن في قضية حائط البراق في أحد أسوار القدس القديمه التي لها قدسية المسجد الأقصى المبارك الذي بارك الله ما حوله. وحيث استقر براق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؛ في الإسراء والمعراج. أما الإسرائيليون فهم يريدونه ملكا لهم ؛ وتحت سيادتهم ؛ كمرحلة من مراحل نيتهم لتدمير القدس القديمه والمسجد الأقصى المبارك ؛ وبناء هيكل سليمان على ركامهما. والفسطينيون مثل جميع المسلمين في العالم كله ؛ والذين يعرفون قدسية حائط البراق يفضلون الشهادة في سبيل الله للمحافظة على الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك ؛ الذي منه حائط البراق ؛ وقفا إسلاميا وتحت السيادة الفلسطينيه. وفي مفاوضات كامب ديفيد صمد الفلسطينيون صمودا باسلا ؛ بالرغم من جميع الضغوط التي فرضت عليهم من قبل نصير الصهيونية المستر كلينتون وأعوانه من اليهود الصهيونيون في إدارته التي أصبحت أسيرة بيد الصهيونيه الأمريكية والعالميه.
لن يكفي موقف الفلسطينيين الصامد في إنقاذ حائط البراق من اغتصابه من قبل ألإسرائيليين ودعم أمريكا لهم. وإذا لم يقف العرب والمسلمون في العالم كله ؛ صفا واحدا ؛ يدا واحدة ؛ وقلبا واحدا ؛ سيتحول حائط البراق إلى حائط المبكى ؛ فيغتصب أقدس مقدساتهم ؛ وتضرب عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم الدين. وسيفرض عليهم غضب الله ورسوله.
في تاريخ ثورة البراق 1929 حافزا عظيما من تاريخ العرب والمسلمين ؛ يتعظون به لإ ذكاء روح الكفاح والجهاد لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق الإسلامي ؛ خاصة عظة أمارة شرق الأردن ؛ والمغفور له الأمير عبد الله بن الحسين ؛ والشعب الأردني ؛ وجهادهم في سبيل الدفاع عن حائط البراق الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك الذي بارك الله حوله.
بالرغم من أن أمارة شرق الأردن لم يكن لديها مشكلة صهيونيه تؤثر على أمنها واستقراها ؛ وتهدد مصالها الوطنية أو العالميه ؛ بعد أن فاز الأمير على الصهيونيين وأنصارهم من الموظفين البريطانيين الذين حاولوا إخراجه من الوطن الأردني ؛ إلا أنه والشعب الأردني كانوا حساسين على ما يصيب الشعب الفلطيني الشقيق ومستقبله ؛ من أحداث وأزمات في أعقاب ثورة مايس 1921 في فلسطين المجاهده. واستمرت ثماني سنوات بما يشبه السلام بين العرب واليهود.
إنفجر النزاع العنيف بين العرب واليهود في أغسطس 1929؛ وكان أولى اَلإضطرابات إستفزاز اليهود للعرب المسلمين بتعديهم على حقوق المسلمين في حائط البراق في المدينة المقدسة ؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ذلك الحائط الإسلامي الذي أطلق اليهود عليه إسم " حائط المبكى ". وقد أراد بعض اليهود الصهيونيين المتطرفين أن يثيروا ذ لك النوع من التوتر لجلب إهتمام اليهود في أوروبا وأمريكا إلى دعواهم ؛ فأشاروا إلى حال وصفوه بغموض وإفتراء في تاريخهم الديني.