نكتشف كل يوم قيام دول بتنفيذ صفقات (لبيع مواطنيها).. من اليهود إلى الحركة الصهيونية التي كانت تدير عمليات البيع الحقيقية هذه وتدعمها بالأموال الطائلة وهدفها الهجرة إلى فلسطين المحتلة.
هذه المرة جاء الكشف ومن خلال مصادر إسرائيلية، فقد ذكرت جريدة (إسرائيل اليوم) المقربة من (بينيامين نتنياهو): إن رومانيا تحت حكم الرئيس (نيكولاي شاوشيسكو) كانت تتلقى الأموال وغيرها من العطايا والخدمات مقابل تسهيل هجرة اليهود الرومانيين (حوالي 350 ألفاً) وهجرة يهود الإتحاد السوفييتي والدول الشرقية إلى إسرائيل. (السفير اللبنانية 30/ 9/ 2013)
وكشفت الصحيفة نفسها بأن إسرائيل بدلت جهوداً كبيرة لإبرام صفقات لتهجير اليهود الرومانيين لديها، وبدأت هذه الصفقات في ليلة عيد الميلاد العام 1947 وقد دفعت الحركة الصهيونية (الأتاوة) عن كل يهودي يريد الهجرة إلى فلسطين وكانت على شكل رسوم سفر، وقد أفلحت هذه المساعي في تحميل عائلات يهودية كاملة (نحو ألف شخص على سفينتين أبحرتا من بلغاريا إلى الشواطئ الفلسطينية وأنه لم يصعد أي يهودي إلى هاتين السفينتين دون مقابل وقد كانت الإتفاقيات شفوية والدفع نقداً وفوراً وإن كان قد جرى في إحدى الهجرات إتفاق بأن تقوم الحركة الصهيونية بتهريب أجهزة تنقيب عن النفط إلى رومانيا لتجاوز الحضر الذي فرضته الدول الغربية عليها.
وبحسب صحيفة (إسرائيل اليوم) فإن رومانيا إسغلت بيع مواطنيها اليهود بكل السبل، فمقابل هجرة (500) عائلة يهودية أنشأت الحركة الصهيونية مزرعة لتربية الدواجن في بوخارست، وقاد نجاح هذه المزرعة إلى إنشاء خمس مزارع للديوك الرومية والخرفان والبقر، وبتمويل من الموساد كمقابل لهجرة يهود آخرين.
وفي العام 1965 طلبت رومانيا من إسرائيل توريد خنازير صغيرة من الدنمارك، وفعلاً فقد زودت الموساد رومانيا وخلال سبع سنوات بآلاف من هذه الخنازير بعد تنويمها وحملها في شاحنات مختومة بأنها سيارات دبلوماسية..، كما طالب الرومانيون قروضاً بملايين الدولارات وبفوائد متدنية وكذلك المساعده الإسرائيلية في تحسين العلاقات المتدهورة الرومانية الأميركية مقابل تهجير اليهود إلى فلسطين.
وتشير الصحيفة بأن الهجرة اليهودية من رومانيا إلى إسرائيل إزدهرت ما بين عامي 1965 و1988، وقد سيطر الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو على عمليات الهجرة حيث فرضت الحكومة الرومانية رسوم الهجرة بالدولار ونقداً وضمن تسعيرة البيع التالية لمواطنيها اليهود: الأكاديمي ( 3000 دولار) والطالب (1700 دولار) والعامل (600دولار) والعاطل عن العمل والطفل (497دولار) أما عن هجرة يهود الدول العربية والإفريقية، فقد كشف لي كصحفي وزير صحة سوداني سابق أثناء عقد مؤتمر طبي في عمان في منتصف التسعينات بأن للرئيس جعفر النميري ونائبه حسن الترابي دور في هجرة اليهود الفلاشا الإفريقيين من أثيوبيا إلى إسرائيل وعبر السودان، وأن جميع المسؤولين في السودان يعرفون أن بلدهم قد تلقى من الولايات المتحدة مقابل هذه الهجرة طائرات F5 ومدافع هاوزر ودبابات وسيارات عسكرية وأسلحة ثقيلة وخفيفة أخرى إضافة إلى مساعدات خدمية منها عشرات الملايين من الدولارات وإعفاء كثير من الديون السودانية.
وفي المغرب كشف الوزير عبد الهادي أبو طالب لفضائية الجزيرة وفي برنامج شاهد على العصر: بأن يهود المغرب تم بيعهم ومقابل مالي وبأسعار محددة 50 دولاراً لكل عائلة.. وفعلاً فقد زرت مدينتي ازمور والجديدة على الأطلسي عام 1978 فوجدت أبواب بيوت اليهود مفتوحة أو مواربة وعلمت من سكانها غير اليهود أن سفينة ضخمة وقفت في عرض المحيط وتم نقل جميع السكان اليهود من المدينتين قسراً ودون أن يعرفوا إلى أين هم ذاهبون إلا عندما وصلوا فلسطين، وفي العراق ودول عربية أخرى حدث مثل ذلك فقد جرى بيع مواطنيها من اليهود وبأسعار زهيدة جداً وصل بعضها إلى عشرة قروش لكل مهاجر يهودي إلى فلسطين..!
(الرأي)