الأغاني الأردنية خارج حدود الفن
علاء الطراونه
24-01-2008 02:00 AM
سألني زميل تونسي يعمل معي في نفس الصحيفة عما اذا كانت الأردن تتعرض لضغوط دولية مغايرة لتلك التي تمر بها المنطقة العربية ككل وعما اذا كانت البلاد تمر بحالة طوارئ تستدعي تحشيدا نفسيا ومعنويا على كافة الاتجاهات بحيث أنه عجز أثناء بحثه على الانترنت وعبر الفضائيات عن ايجاد أغنية أردنية لا تتحدث عن الوطن وعن الجيش وعن المرابطين على الحدود وكاننا نخوض حربا عالمية ثالثة لا يعلم بها أحد سوانا .
لماذا لم ينجب الأردن مطربا كوديع الصافي ؟ والذي عندما تغنى بلبنان أسمع العالم " خضرا يا بلادي خضرا .. ونبعك فوار .. محروسه بعين القدرة " وغنى وديع أيضا " طل الصباح و تكتك العصفور .. سهرنا و طولنا بنومتنا .. شوفي الشفق فرق علينا النور .. و الشمس منشورة عا خيمتنا .. و الكون غاشي و الفلك مسحور .. من سقسقة ميات نبعتنا " , وها هي صباح تشبه بيروت بالحبيبة التي يتلهف حبيبها للاتصال بها مغنية " آلو آلو آلو بيروت من فضلك يا عيني .. أعطيني بيروت وعجل بالخط شوي " , في الوقت الذي لا نجيد فيه سوى التغني بالدفاع المدني والأمن العام وقوات البادية وحرس الحدود لدرجة تشعر معها بأن الشعب بأكمله مجندون بالزي المدني .
لماذا لا تتفتق قريحة شعرائنا – ان جاز لنا تسميتهم بالشعراء – عن أوصاف ومصطلحات وصور وتشبيهات خارج الاطار الحربي وقدرتنا على دحر الأعداء رغم انه ووفقا لاطلاعي المحدود لا أظن بأن هنالك دولة في العالم نحن على عداء معها مما يجعل من الأغنية القائلة " ويلك ياللي تعادينا يا ويلك ويل " أغنية بلا هدف أو معنى أساسا .
ولو استعرضنا أرشيف الأغاني الوطنية في كافة بلاد العالم لتربعت الأردن على القمة لجهة وفرة مخزونها من تلك الأغاني التي أصبحنا بشهادة القاصي والداني محترفون فيها وكأننا لا نجيد غيرها لا بل أصبحنا على قمة الدول المصدرة للأغاني التعبوية تلك التي نقذفها على الفضائيات ونختزل الأردن برمته فيها لا بل انني لا استبعد أن يبتعث كل من هوجو تشافيز وفيدل كاسترو بعض ملحنيهم ومطربيهم لاستنساخ التجربة الأردنية في هذا المجال .
ما المانع في أن يكون لدينا مطربين كعمرو دياب أو وائل كفوري أو يوري مرقدي ؟ لماذا لا يكون أحد أقاربي مغنيا دلوعا ولا بأس ان كان اسمه جاد شويري الطراونه " مثلا " , أو راغب علامة المواجدة ولماذا يخلو تاريخنا الغنائي من تلك الكلمات اللطيفة السهلة البسيطة الأنيقة المعبرة التي تفيض أنوثة حتى في وصف أصلب الأشياء ؟ الا ما رحم ربي عبر المحاولات الفردية من قبل البعض بين حين وآخر , وللأمانة لا يمكن أن نسمي ما يجري على الساحة الغنائية الأردنية فنا لا من قريب أو بعيد فالحاصل هو قيام بعض المبتدئين الباحثين عن الشهرة وبعض المنافع بزج اسم الوطن وأركانه في قصائد هزيلة ترافقها ألحان أكثر ضعفا لا تعبر عن شئء ساهمت في افساد ذائقتنا وشوهت مسامعنا بشكل كبير .
ومن يريد التأكد من حقيقة ما كتبت فليتابع قناة نورمينا الفضائية لمدة ساعة واحدة والتي كلما شاهدتها خفت ووضعت يدي على قلبي قائلا " الله يستر شو اللي صار بالأردن " .
Aladin_6666@yahoo.com