امريكا والغرب و القائد النطيحة
د محمد غزيوات الخوالدة
09-10-2013 07:52 PM
فى المقال السابق تحدثنا عن أمريكا والعربي الخرافة ,حيث نظر ألينا الغرب وما زال ينظر بدونية مليئة بالحقد والازدراء والسيطرة على مقدرات منطقتنا وشعوبنا العربية وبالتعاون مع بعض حكامنا اللذين وضعوا أيديهم بأيدي المستعمرين منذ ايام محمد على باشا وتعاونه مع الانجليز والى ألان .
لقد دعا الكثير من المستشرقين وعلى رأسهم ايلى سمث Elley Smith إلى احتلال البلاد العربية وبالذات الاراضى المقدسة وقيام البحرية الغربية والامريكيه بزيارات متكررة الى منطقه الشرق الأوسط لتعريف العرب بقوة الولايات المتحدة الامريكيه والغرب وان على العرب احترام هذه القوة والإذعان لها ,. إما المستشرق جيمس تورنر James Torner فقد قام بزيارة إلى فلسطين وبعد زيارته صرح بأن الأمريكان والغرب هم مع اليهود في أقامه دولتهم لان الله نفسه مع اليهود .
وفي استجابة لدعوات المستشرقين و المنصريين الغربيين وتنفيذا للمخططات الاستعمارية في منطقتنا العربية وفى عام 1882 هاجمت البحرية البريطانية ميناء الإسكندرية حيث واجهها القائد العربي المصري أحمد عرابي رافضا الاستسلام وقد كان يؤكد بأن مصر عربية وان مصر للمصريين فقط و أن لا مكان فيها للغرباء والمستعمرين . وبعد احتلال الانجليز للإسكندرية ثم قتل وأسر المئات من الجنود المصريين و احتجاز مئات المواطنين حيث تناثرت الجثث في شوارع الاسكندريه ولم تجد المستشفيات متسع لعلاج الجرحى.
وقع بعض أصحاب الضمائر الحية من الإعلاميين الأمريكيين في حيرة عند احتلال بريطانيا لمصر, هل يناصرون عصر الامبريالية الجديدة و الوقوف مع أبناء عمومتهم الأوروبيين؟ أم الوقوف مع مبادئ أمريكا في الحرية والعدالة والاستقلال , ولقد زاد موقف هؤلاء الإعلاميين حيرة عندما هاجمت فرنسا الجزائر و احتلتها ثم دخلت تونس و احتلتها وكذالك دخلت ايطاليا لليبيا و احتلتها .
ولقد علق الكثير من المستشرقين الأمريكيين المتعصبين عند احتلال بريطانيا لمصر قائلاً : أن انتصار بريطانيا على مصر هو هزيمة للعرب البرابرة وهي هزيمة للهلال المسلم مقابل الصليب المسيحى.
قامت السفارة الامريكيه في مصر بإيواء الرعايا الأوروبيين لمده اربعه ايام حتى تم اكمال احتلال المدينه من قبل القوات البريطانية وقامت الحكومة البريطانية بشكر حاكم مصر الخائن محمد على لوقوفه مع القوات البريطانية الغازية وشكر القوات الامريكيه على مساعدتها للقوات البريطانية على استتباب الأمن وملاحقه عناصر المقاومة المصريه التي بقيت في المدينه للدفاع عنها.
وعلى أثر احتلال بريطانيا لمصر ظهرت مجموعه من الأصوات الامريكيه الحرة التي أدانت احتلال بريطانيا لمصر فعلى سبيل المثال قال المستشرق فارمن انه لا توجد عدالة باحتلال بريطانيا لمصر وقتل المصريين بدم بارد وبدون أية شعور اتجاههم ,وهاجم المستشرق فارمن المهندس الفرنسي فردينان دليسبس الذي قام بحفر قناة السويس حيث أشار بان حفر قناة السويس أورث مصر الديون و ساعدت على تدمير الاقتصاد المصري , كذلك فقد هاجم هذا المستشرق الدول الأوروبية الأخرى بتواطئها مع احتلال بريطانيا لمصر و انتهاز بريطانيا الفرصة لاحتلال الدول الضعيفة.كما هاجم هذا المستشرق بعض الأثرياء اليهود لاستغلال ضعف الاقتصاد المصري و الإثراء منة.
قامت الحكومة الامريكيه بالاتصال بالقائد الثائر أحمد عرابي عن طريق السفير الأمريكي اليهودي الديانة بالقاهرة من اجل إقناعه باحتلال بريطانيا لمصر , ولقد أشار عرابي في ذلك الاجتماع بأن الشعب المصري هو مالك الأرض و هو الذي يجب ان يملك السيادة على تراب مصر وان من حق مصر ان تتحرر من هذا الاحتلال الذي سيطر على أرادة المصريين. ولقد استغرب عرابي الطلب الامريكى منة بقبول احتلال بريطانيا لمصر حيث أشار إلى إن أمريكا نفسها عانت من الاحتلال البريطاني وإنها دفعت تضحيات كبيرة من اجل التحرر من هذا الاحتلال.
قام احمد عرابي باتهام قوات الاحتلال البريطاني والخديوي بمحاولة السيطرة على مقدرات مصر واضطهاد شعبها وهدد عرابي بالاستمرار في مقاومه القوات البريطانية وبحرق قصر الخديوي الذي خان شعبة من اجل بقائه في منصبه والذي له مصالح مشتركه مع قوات الاحتلال البريطانية.
أما المعركة الفاصلة فقد حدثت بين قوات عرابي والقوات البريطانية عند منطقة التل الكبير حيث تقدم الجنرال البريطاني وايسلي ومعه عشرون إلفا من الجنود إلى تلك المنطقة وهاجم قوات عرابي حيث لم تدم المعركة أكثر من أربعون دقيقة وقد وصفت المعركة بأنها ليست معركة بل هي مذبحة للقوات المصرية وذلك لعدم تكافؤ القوات والمعدات العسكرية , وبعد المعركة تم أسر القائد المصري الثائر أحمد عرابي واصدر بحقه حكم الإعدام , ومن ثم تم تحويل هذا الحكم من الإعدام إلى النفي إلى جزيرة سيلان , وقد تلقى القائد البريطاني الشكر والأوسمة لاحتلاله مصر من قبل ملكة بريطانيا والبرلمان البريطاني ومن جماعات الضغط اليهودي و جماعات التنصير ومن حاكم مصر الخائن .
وبعد انتهاء المعركة وصف المستشرق جايلي عرابي بأنه الجندي السيئ الحظ والنبي الفقير , إما الكاتب وولف فقد ذكر ان الشعب المصري سينهض يوما ما ويطرد الاستعمار ويحاكم الخديوي على تعاونه مع القوات البريطانية . ونحن نقول بأنة سيأتي يوما ليس ببعيد ستنهض شعوبنا العربية وتدك فيروسات الفساد ممن نهبوا خيرات شعوبنا وتتخلص من النطيحة والمتردية منهم , وتطرد بقايا الاستعمار وإذنابهم , إن موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب ؟