عمون - عقدت في معهد ثيِربانتِس بعمان امس الثلاثاء ندوة ادبية للكاتبين الاسبانيين لويس ألبيرتو دي كوينكا وأليثيا مارينيو حول الرومانسية في الادب عاينا فيها مساحات من المعالجة الادبية خصوصا الشعر لنشوء الاحساس والشعور بالحب منذ بدايات العصر الانساني وصولا الى عصر الحداثة.

قدم المحاضران الوانا من النماذج الابداعية وصيرورتها في تلك التوظيفات داخل نصوص مستمدة من رسومات الانسان البدائي في الكهوف وما احتوت عليه الاساطير في ثقافات انسانية متنوعة وهي تصور حالات من النزاع والحروب والتواصل الانساني .

وقارنا بين تلك الاثار الابداعية لافتين الى رؤى متباينة بحكم اجناس مبدعيها سواء كانوا ذكورا او اناثا او في الانتماء الى مرجعيات ثقافية تملك خصوصيتها من الاساليب الجمالية والفكرية .

وقال الشاعر دي كوينكا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان قصائده في المقام الاول هي قصائد حب لكنها تملك احساسا بالمكان والتاريخ والنبض الانساني الذي لا يقتصر على بيئته انما تتعدى الى عوالم انسانية رحبة فهو يشتغل على التاريخ الانساني كمرجعية ووسيلة انفتاح على الحياة واتصال بهذا العالم.

ورأت مارينيو انها اتجهت في اشتغالاتها الادبية على القصيدة اليابانية المسماة (الهايكو) والتي تتبع طرائق كتابية فريدة تتكىء على مقاطع شعرية موزعة على ثلاث مساحات من الابيات الشعرية وفق تراتيب جمالية تنحاز الى هموم وامال انسانية.

وبينت انها لم تلجأ الى ترجمة تلك القصائد اليابانية بل وجدت فيها الفرصة الى محاكاتها ببنية شبيهة في منظومة من القصائد التي كتبتها كشاعرة اسبانية كنوع من التحدي والتواصل مع الابداع الانساني مهما تباعدت المسافات .

ويعتبر الشاعر دي كوينكا واحداً من أبرز الشعراء الإسبان المعاصرين، فقد فاز بجائزة الاتحاد الإسباني للنقاد الأدبيين عن كتابه صندوق الفضة الذي وصف بانه عمل عميق وبليغ الدلالات في نمو الحركة الشعرية المعاصرة.

ويرى دي كوينكا الحاصل على شهادة دكتوراه في علوم اللغة الكلاسيكية من جامعة مدريد وهو استاذ في الأكاديمية الملكية الاسبانية للتاريخ وكان وزيراً للدولة لشؤون الثقافة، ان للشعر ديمومته في الحياة مقارنة مع فن الرواية التي غدت ظاهرة استهلاكية.

وتعتبر مارينيو الحاصلة على شهادة دكتوراة في اللغة الفرنسية وبكالوريوس في القانون، من بين الشخصيات الأدبية الأنثوية بتركيزها على مبادىء الرومانسية عنصرا في حقل الأبداع الادبي، وهي تشغل حالياً منصب أستاذة في الجامعة الوطنية الاسبانية للتعليم عن بُعد واشتهرت بأعمالها البحثية في مجال أسلوب الخيال والأدب المقارن بين الشخصيات الأسطورية الأوروبية واليابانية.(بترا )