عمون - ماجد الدباس - أيام قليلة ويطل علينا زائر ظل الأردنيون يعدونه مناسبة اجتماعية ودينية مهمة، بيد أن الظروف الاقتصادية والغلاء وموجات رفع الدعم التي قادتها حكومة الدكتور عبدالله النسور ألقت بظلالها على عيد الأضحى الذي يسميه كثير من أهل المملكة بـ"عيد اللحم".
عيد اللحم، بلا لحم ذاك ما يقوله محمد الخرشة (25 عاماً) لـ"عمون"، متذكراً الأيام الخوالي التي كان للعيد فيها طعم مختلف، لجميع الفئات، وليس للأطفال وحدهم.
"عيد بأي حال عدت يا عيد"، كانت الاجابة الأولى لعلاء عبيدات (33 عاماً)، فبرأيه ان العيد بلا جديد، ليس بمناسبة، وفي ظل عدم قدرته على كسوة اولاده هذه العام، فإنه العيد لا طعم له، وسيبقى أسير منزله طيلة أيام عطلة العيد التي أعلن عنها من الاثنين الى الخميس.
وضاح باكير يشير الى قضية الأضاحي التي تميز هذه العيد، على أنه يستهجن أسعارها المرتفعة، وابتعاد الدولة عن المساهمة في ضبط اسعارها، لافتا الى ان ما "كان يسمى عيد اللحم حتى العظم صار مستصعبا الحصول عليه لارتفاع الأسعار".
تاجر الحلال صبحي العشوش يقول لـ"عمون" ان الحركة ضعيفة للغاية، وإن "المكتوب يقرأ من عنوانه، ففي مثل هذه الأيام من كل عام تكون الحركة تسير بشكل تصاعدي، لكن الحاصل انها كما هي ولا أمل لديه هذا العام"، وهو الأمر الذي وافقه فيه تاجر أخر يدعى صلاح المحاميد الذي يقول " حسبي الله ونعم الوكيل عيد لا لون ولا طعم ولا رائحة له".
يروي المحاميد حكاية "معرشه" الذي نصبه في إحدى مناطق جنوب عمان بالقول: "افتتحت المكان وكل يوم أزداد بؤسا وخوفا على مستقبل بيع الأغنام التي ربيتها"، لافتا الى ان أسعارها تتراوح بين 200-300 بحسب النوع (سمار وبياض)، وبحسب الأوزان.
وزارة الزاعة أعلنت عن استيراد 600 الف رأس اغنام لعيد الأضحى، فيما أعلنت المؤسسة الاستهلاكية المدنية عدم دخولها في متاهة بيع الأضاحي هذه العام؛ وتشير مصادر من المؤسسة ان القرار جاء لطبيعة الظروف المادية التي يمر بها سوق الأغنام في المملكة، وتراجع البيع، بل ان أحدهم قال "نوسخ حالنا ومؤسستنا عشان نطلع بدون ولا قرش ربح".
في ذات السياق واجواء العيد الذي يعده أردنيون نكسة عليهم، أوضح نقيب أصحاب المطاعم والحلويات عمر عواد، ان "الحركة نائمة في محال الحلويات وان زياراته الميدانية تؤكد ذلك".
ويضيف لـ"عمون" ان هذا العيد عيد اللحم، لكنه بالمقارنة مع الأعوام الماضية فإن هذا العام الحركة في عيد الأضحى ضعيفة للغاية، متمنيا أن تتحسن الأحوال في الأيام القادمة.
الأوضاع الاقتصادية في الأردن تلقي بظلالها على أعياد الله، ما يدفع الأردنيين للضجر ومحاولة البحث عن بدائل للأعياد، وإقناع الأبناء ان ثمة أموراً أفضل من العيد، على أنهم يسترحمون على أيام العيد التي مرت في طفولتهم، فالعيد وإن كان للفرحة إلا أن المعتاز يجده غصة في قلبه.