عمون - نظم فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء مساء الثلاثاء أمسية أدبية للحديث عن رواية ( والبقية تأتي ) للكاتب عطية عبدالله عطية.

وقال القاص عمر الخواجا الذي قدم قراءة نقدية في الرواية، "ان الرواية تمثل في شخوصها واقعا معاصرا وطبقة وسطى تعيش حياتها بعيدا عن التطرف الاجتماعي والفكري والسياسي، فشخصيات الرواية واضحة المعالم ممكنة التصور ليست إشكاليّة أو شاذّة أو غريبة، فهي تُمثّل نموذج الطالب والموظف والأب والزوجة والابن وصاحب العمل، اذ تعيش واقعها في الدراسة والعمل والبيت، مما جعل من لغتها متقاربة في أكثر الأحيان".

وأوضح ان أحداث الرواية تتقاطع في تشابك مستمر بعيداً عن الإطالة والحشو، في سرد سلس وحوار مكثف يصل للحدث دون تشعب أو تداخل، حيث يستمر الكاتب في تصوير ضغوط الحياة العملية والبيتية ،والتي لا تترك مجالا للراحة أو الحلم أو الاسترخاء ، فيما يبقى الحدث الرئيس في الرواية ماثلاً بين سطورها بحيث يمكن متابعته ببساطة دون ارهاق.

ولفت الى ان الحوار يلعب دورا هاما في شرح الفكرة وتسلسل الأحداث، اذ رسم الكاتب حواراته بدقة وتقنين أدبيّ متقن، بحيث كان هدفه الوصول للفكرة مبتعدا عن الإطالة، حتى كادت بعض جمل الحوار ان تكون مقتضبة تحتوي بعض كلمات لا غير.

واشار الى ان الكاتب لم يتعمّد إقحام افكار اجتماعية أو فكرية على كلام شخوصه، بل تركها تعبر عن واقعها وترك للأفكار ان تبرز من خلال صراع الأحداث وتقلّب الأيام والأحوال، حيث اعتمد على اللغة العربية الفصحى، الأمر الذي يشكل انتصارا من جانب الكاتب لسلامة اللغة في مواجهة من يرى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار اللغة المتداولة والمستوى الثقافي والفكري للشخوص كي يبدو الحوار طبيعيا وواقعيا.

وقال " ان الروائي عطية يتستر خلف شخصية الراوي في تقنية سردية واضحة المعالم يقدم من خلالها البطل خالد رؤيته الذاتية للأحداث، اذ يؤكد عطية انّ الحكاية لم تنته هنا مما يعود بنا لمدلول العنوان من حيث استمرارية الأحداث وصيرورتها وتحرك الشخوص على مسرح الحياة، فهذه الخطوط المتشابكة المتسارعة ما بين مصادفات من الماضي ومفاجآت من الحاضر ، وشخصيات تظهر فجأة ثم تغيبها الأيام أو يواريها الموت هي مجرد بداية والبقية تأتي " .

وفي ختام الأمسية التي أدارها الكاتب محمود أبو عواد وحضرها الروائي عطية والشاعر جميل أبو صبيح وجمع من الكتاب والنقاد والمهتمين، جرى حوار ونقاش مع الروائي عطية حول مضمون الرواية والرسالة التي تحملها، حيث أجاب على أسئلة واستفسارات الحضور. بترا