عمان – دمشق .. *هارون شخاترة
mohammad
08-10-2013 05:30 PM
ليست مجرد كلمتين حتى الكلمات لا تستطيع وصف هاتين الكلمتين فهما ليست مجرد اسماء عاصمتين لدولتين لان الاردن وسوريا ما كانا يوما اجزاًء بغض النظر عن الحدود المرسومة بينهما ولن نقول انهما عينين في جسد الامه او ذراعين في هذا الجسد لان الجسد يمكن ان يستغني عن عين اوذراع . لكنة لا يستطيع العيش بدون قلب سواء كان عضو يضخ الدماء او كان مكانا للحب والضمير .
نعم الاردن وسوريا هما قلب واحد ,المواطن الاردني يذهب الى سوريا وكانه يزور احدى محافظات المملكة بل لن نبالغ اذا قلنا ان المسافة بين عمان و دمشق هي اقرب من عمان الى معان على سبيل المثال, لا يعرف العالم كيف هي العلاقة بين المواطن الاردني واخية المواطن السوري فعلى الصعيد الاجتماعي هنالك علاقات متشابكة بين العائلات الاردنية والعائلات السورية وهنالك عشائر متواجدة بين الاردن وسوريا وبا التالي لا يمكن رسم العلاقة بين البلدين من خلال السياسة التي تقوم على المصالح بل في هذه الحالة يجب ان يتم رسم السياسة لتعكس هذه العلاقة فالمواقف المتبادلة لا يمكن حصرها ونذكر منها عندما تعرض الاردن الى ضائقة مائية عندها لم يتأخر الاخ السوري عن اطفاء ظمأ اخية الاردني رغم حاجته مستشهداً بالقول المأثور " اسق اخاك النمري بدلا مني".
ان ما مرت به سوريا خلال الفترة الماضية من الظروف صعبة كان لابد من ان يقف جميع الاخوة مع الاخ السوري لان ما كان يحصل وما هو مخطط له اكبر من مجرد اصلاحات وحرية بل كان الهدف تدمير سوريا بطريقة ممنهجة (سوريا الحضارة والثقافة والشعب ).
ان المتضرر الوحيد بعد الشعب السوري هو الاردن ومنذ البداية كان الرهان على سقوط النظام خاسرا واليوم وبعد مرور اكثر من سنتين على الاحداث الدامية في سوريا ما زالت رواتب الموظفين تدفع ما يعني قدرة النظام السوري على الصمود وان للنظام قاعدة شعبية على الرغم من وجود معارضة له وبالتالي فأن الانتخابات هي من تحدد من هو الرئيس القادم .
ان الربيع العربي المزعوم قد اضعف دولا عربية كانت اعمدة راسخة في العمل العربي .اليوم اصبحت هذه الدول تحاول جاهدة الوقوف على قدميها ومعالجة الاوضاع الداخلية فقط وتخلت قسرا عن ادوارها الاقليمية واصبحت القضية الفلسطينية في مهب الريح تستخدم فقط لتسويق سياسات امريكا و اسرائيل عند الحاجة فبعد ازمة الخليج عام 1991 تم اثارة موضوع القضية الفلسطينية وبعد حرب الخليج الثالثة 2003 تم اعادة طرح الموضوع الفلسطيني واليوم يتم طرح الموضوع الفلسطيني مرة اخرى الى الواجهة مما يعني ان الربيع العربي هوربيع اسرائيلي لان المستفيد مما حصل والمخطط له ان يحصل هي اسرائيل .
على الاردن ان لا يتوانى وان لا يترك الاخ السوري في هذه الظروف لأنه بأمس الحاجة الى الشقيق الذي يضمد جراحة.