( رحل عبد الناصر ) .. و بقيت الناصرية .. !!
عودة عودة
08-10-2013 12:32 PM
في حديقة صغيرة بجبل عمّان لا تتجاوز مساحتها خمسين متراً مربعاً ، كانت ذات يوم عندما كات الإتحاد السوفياتي سوفياتياً تابعة للمركز الثقافي السوفياتي .. التقى قبل أيام و بدعوة من منتدى الفكر الديمقراطي الأردني مئات من الناصريين شيوخاً و شباباً .. نساء و رجالاً .. و المناسبة كانت مرور 43 عاماً على رحيل الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر ، رئيس الجمهورية العربية المتحدة ، أول وحدة عربية في التاريخ العربي الحديث لمواجهة المشروع العربي الإستعماري المدعوم حينذاك و حتى الآن من واشنطن و ( أخواتها ) ضد المشروع النهضوي العربي .
فرسان هذه الأمسية العمانية كانوا الأسلتذة : عوني فرسخ و الدكتور عصام السعدي و رشاد أبو شاور و عبد الله حمودة و كمال خليل رئيس فرقة ( بلدنا ) الشهيرة .. استذكروا فيها اللحظات التاريخية في حياة الرئيس جمال عبد الناصر فيها : حصاره من قبل العصابات الصهيونية في ( الفالوجة ) بفلسطين العام 1948 .. ثم قيام الثورة المصرية العام 1952 .. و تأميم قناة السويس .. و العدوان الثلاثي على مصر العام 1956 لإجهاض هذه الثورة خاصة و أنها اعلنت أن لا صلح و لا استسلام امام اسرائيل .. ثم ميلاد دولة الوحدة العام 1958 بين مصر و سوريا في ( الجمهورية العربية المتحدة ) .. و التأميم و توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين الفقراء و إلغاء الأحزاب السياسية و قيام الإتحاد الإشتراكي و بناء السد العالي .. ثم هزيمة 1967 .. و حرب الإستنزاف المجيدة التي تلت هذه الهزيمة .. و أخيراً لحظة وفاته المفاجئة في 28 أيلول 1970 الذي كان يوم حزن كبير لا مثيل له للشعب العربي من المحيط الى الخليج .. و اتذكر أن الأعلام السوداء رفعت على البيوت في عمّان ..!!
و على الرغم من مرور 43 عاماً على رحيل جمال عبد الناصر ، فما يزال هذا القائد العربي يملك قلوب الملايين داخل الوطن العربي و العالم كله و تعتبره دول أمريكا اللاتينية ( بوليفار العرب ) و طالما وصفه الثائر الأممي ( شي غيفارا ) بأنه معلمه الأول ..!!
كما أحب العرب جمال عبد الناصر في انتصاراته .. و هزائمه ، الحب الأول كان عندما أعلن و في بدايات الثورة ( لا صلح و لا استسلام مع اسرائيل .. و ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) ... و أحبوه عندما أعلن تأميم قناة السويس قناة مصرية 100 % .. و أحبوه عندما وقف مع ثورة الجزائر و ثورة اليمن و الثورة الفلسطينية .. و أحبوه أكثر عندما أعلن الوحدة بين مصر و سوريا نكاية بحلف بغداد حيث كانت عين واشنطن على دمشق كما هي في هذه الأيام ..!! و أحبوه أكثر و أكثر بعد الهزيمة و رفضهم لتنحيه عن رئاسة مصر إثر هزيمة 1967 ، فقد نهض " جمال " و معه شعبه بشن حرب الإستنزاف .. و بشراسة على اسرائيل و كذلك استعداده التام عسكريا لتحرير سيناء كاملة وحده .. و أحبوه قبل ذلك لرفضه سفك الدم العربي إثر الإنفصال .. و تجلى هذا الحب الكبير لعبد الناصر عند وفاته فقد كانت جنازته أعظم جنازة في التاريخ العربي الحديث و على مستوى العالم كله و لم يجدوا في حسابه بالبنك إلا دنانير قليلة ..!!
لقد أحبه العرب لأنه أول رئيس عربي لمصر كان عربياً .. و تحديداً من الصعيد و أهله البسطاء و الفقراء و الشجعان أيضاً ، لقد كان " جمال " ابن لأب يعمل موظفاً بسيطاً في البريد و بقي كذلك بعد أن اصبح ابنه رئيساً للجمهورية ، و قد اشترى ( الأبن ) لأبيه سيارة صغيرة و من راتبه الشخصي ..!!
لم يترك جمال عبد الناصر منزله البسيط عندما كان ضابطاً صغيراً بعد أن اصبح رئيساً للجمهورية و كأي مواطن مصري عادي و مات فيه , لم يأخذ أولاده و بناته مقاعد المصريين في الجامعات المصرية ، و تعلموا داخل مصر و قبلوا كأي طالب مصري و حسب معدلاتهم في الدراسة الثانوية ... و مع كل هذا الوفاء و الإخلاص و التفاني في حبه لأمته و شعبه فقد ناصبه العداء ( الأخوان المسلمون ) و قيادات ( بعثية ) دعمت الإنفصال منهم : ميشيل عفلق و اكرم الحوراني و صلاح الدين البيطار و آخرون و ان كان كثير من البعثيين قد تركوا ( حزب البعث ) و نهائياً بعد الإنفصال .. لكن عبد الناصر أبقى اسم الجمهورية العربية المتحدة لمصر بعد الإنفصال العام 1961 ..!!
لقد كان عبد الناصر صديقاً لكثير من زعماء و قادة العالم الأحرار : جواهر لال نهرو و تيتيو و سوكارتو و سيكاتوري و لومبيا و كاسترو و جيفارا و خرتشوف و آخرين ..
حب العرب كبير لجمال عبد الناصر . فإسمه و صوره في كل بيت عربي من المحيط الى الخليج , و صورته مع صدام حسين هي الوحيدة التي رفعت في الثورات العربية في فلسطين و تونس و مصر و اليمن و غيرها ..
حقاً .. لقد مات جمال عبد الناصر .. لكن الناصرية باقية و مستمرة ..؟!