عمون - (ا ف ب) - يوجه قطاع النشر الذي تغيرت فيه المعادلات إثر ازدهار الموزع الإلكتروني "أمازون"، أنظاره إلى الابتكارات الرقمية والشركات الناشئة في معرض فرانكفورت للكتاب الذي يطلق فعالياته الأربعاء.
وبغية مواجهة الأوزان الثقيلة لبيع الكتب على الانترنت، ينبغي لدور النشر أن "تتوسع"، على حد قول القيمين على هذا الحدث الذين لفتوا إلى عملية الدمج التي حصلت في تموز/يوليو بين دار "راندوم هاوس" الألمانية ودار "بنغوين" البريطانية.
لكن هذا القطاع "لا يزال ينبض بالحياة ويزخر بالأفكار الجديدة"، بحسب يورغن بوس مدير معرض فرانكفورت للكتاب الذي يعد أكبر تجمع عالمي لأهل قطاع النشر.
وقد بدأت شركات النشر الناشئة تغزو القارة الأوروبية بعد ازدهارها في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، محيية آمال اعتماد نماذج اقتصادية جديدة تتعايش في اطارها الكتب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والمطبوعات الورقية.
وأكد يورغن بوس أن "الحدود الفاصلة لم تعد بين الجديد والقديم ولا بين النسخ الورقية وتلك الرقمية .. بل بين الشغوفين بالمحتويات وسبل النفاذ إليها وهؤلاء الذين لا يأبهون بنسق مشترياتهم".
وفي ألمانيا يتجلى هذا الحس الابتكاري في مبادرات من قبيل جهاز "تولينو" اللوحي لقراءة الكتب الشبيه بجهاز "كيندل" من "أمازون" أو تلك التي يطلقها كل من دار نشر "بيرتلزمان" ومشغل الاتصالات "دويتشه تيليكوم" والمجلة الأدبية الإلكترونية "فليبيندو".
ومن المفترض أن توجه الأنظار أيضا إلى الموقع البرازيلي للكتابة التشاركية "ويدبوك" ومنصة الكتب الإلكترونية الجديدة "سوبوكس" التي أطلقها نجم المدونات الألماني ساشا لوبو.
ويستند ازدهار الشركات الناشئة الابتكارية إلى الاستخدام المتزايد للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، بحسب كاتيا بونيه إحدى الناطقين باسم المعرض.
وتضاف اليوم إلى الكتب الرقمية مجموعة من الخدمات الجديدة من قبيل النشر الذاتي والمنتجات التعليمية بالأبعاد الثلاثية ومنصات الشراء الجديدة على الانترنت ومواقع القراءة التفاعلية.
وشرحت كاتيا بونيه أن "حظوظ شراء الكتب من المكتبات التقليدية تنخفض بصورة مطردة ... في المقابل، تبتكر حلول جديدة لتوزيع الكتب على الانترنت في أنحاء العالم أجمع تقريبا".
ويعد معرض فرانكفورت للكتاب حدثا لا يفوت في قطاع النشر، مع حوالى 7100 جهة مشاركة من مئة بلد تقريبا تعرض أيضا أفلاما وألعاب فيديو وغيرها من المنتجات المشتقة. ومن المرتقب أن تستقطب فعالياته الممتدة على خمسة أيام 250 ألف زائر هذه السنة.
وستكون البرازيل ضيف الشرف في دورة العام 2013 من المعرض، مع 70 كاتبا وعدة فعاليات ثقافية. وحرص سلطات البلاد على الترويج للأدب البرازيلي، وهي اعتمدت منذ العام 2011 برنامجا بقيمة 900 ألف يورو لترجمة أفضل الاعمال البرازيلية.
وقطاع النشر هو في حالة جيدة، خصوصا بفضل دينامية قصص الأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى الكتب التعليمية، على ما فال يورغن بوس.
وستكون استمرارية مكتبات بيع الكتب التقليدية التي تضطر إلى الابتكار للمحافظة على زبائنها في وجه جهات فاعلة في القطاع مثل الموزع الإلكتروني "أمازون، موضعا مهما في المعرض.