العلاقة الاردنية المصرية لا يمكن ان تختزل كما يدعي البعض بقضية الغاز , ولا يمكن تقزيمها الى حدود المصالح الضيقة , فمصر لديها الغاز ومصلحتها بيعه ,ولها في الاردن ما يزيد عن 600 وافد مصري لا يمكن ان تضحي بهم , وبنفس الوقت مصر تحتاج وفي مثل هذا الظرف الى دعم سياسي ومواقف داخلية وعربية تثبت بهاخارطة الطريق المصرية , خاصة وان مصر تدرك ان المصلحة الاردنية المصرية اصبحت مشتركة فحيث كانت طبول الثورة الاخوانية في رابعة كانت لهاثات الناظرين للسلطة من الاخوان في الاردن تتلهف ليوم تجتمع فيه سلطة مصر والشام الاخوانية لتعزيز موقفهم في عمان .
مصلحة مصر حيث هبوط الجنية المصري الى ادنى درجاته وتراجع سوق البورصة الى مستويات خطيره , واستهلاك الاحتياطات من العملة الصعبة يعني الشيء الكثير بالنسبة لمصر وهي بذلك تبحث عن مخارج اقتصادية بنفس المقدار والحجم الذي تقرر الخروج من التوريطة السياسية التي كادت ان تنهي دور مصر العروبي ضمن مؤامرة دوليه لبناء الشرق الاوسط الجديد .
حكومة مصر الحالية تريد بيع الغاز وهي ترجو ذلك , لانها تريد العملة الصعبة ولا اعتقد ان محيطها (ليبيا, الجزائر , تونس ..الخ) يمكن ان ينافس الاردن على شراء الغاز كون هذه الدول مصدرة له , فمن الطبيعي اذا ان نفهم هذه المعادلة ونتعامل بها على هذا الاساس على عكس حكومة الاخوان التي استخدمته وسيلة للضغط على الاردن من خلال تثوير الناس جراء رفع الدعم, وهو بالتالي هدفا استراتيجيا يقوي المعارضة الداخلية ويعطي للاخوان في الداخل موضوعا شعبيا يطبلون له فترة طويلة ويشترون فيه تقارب الناس . فعمليات التفجير كانت مقصوده رغم كل التبريرات ولها غايتها واهدافها الخبيثة . فمن جانبه حشر الاردن اقتصاديا حيث فاتورة الكهرباء اثقلت كاهل الموازنة , وبنفس الوقت وضع مصر ايضا في حالة العجز والحاجة للدعم الخارجي الامريكي ؟ .
نعم لعبة الشرق الاوسط الجدي التي فشلت لوعي الشعب المصري وقياداته القومية وكذلك استيعاب عدد من القيادات العربية للمخطط الامريكي الذي كان يبشر بدولة اسلامية يقودها الاخوان المعتمدين في مصالحهم على الامريكان , فكانت اللعبة في مصر وسوريا وما تشكله من امتداد على الاردن ولبنان وبؤرة ساخنة في البحرين لتكون نواة التفجر في منطقة الخليج وتفكك مؤسساته التعاونية . وحتى يكون للوصاية فاعليتها الاكبر كان لتركيا وقطر دورا كبيرا في تحقيق حالة التغيير والفوضى فكانت تركيا وما زالت منطلقا للمقاتلين المتشددين ومن كل انحاء العالم وكانت قطر كريمة حد البذخ لازكاء روح الصراعات والفتنة بين ابناء الشعب لواحد؟
ادرك الاردن اللعبة , واستوعبت السعودية المخطط, وعرفت قيادات مصر الهدف الاستراتيجي من كل ما يجري , واكتشفت الامارات مؤامرة تقزيم الامة خاصة بعد محاكمتها لمجموعات ارهابية خططت لضرب المنشآت والمصالح الحيوية وشخصيات حاكمة . , . فوافق ملك البحرين على دخول قوات درع الخليج لانهاء عمليات التخريب انهاء مخطط الاجرام ونجح بذلك مجلس التعاون بتوحيد صفوفه بقيادة السعودية والامارات ,وثار الشعب المصري في ثورة 30 يليوا وانتصر له الجيش وبيادة الديسي الذي كان مطلعا على خيوط المؤامرة مع الاخوان في مصر بحكم عمله الاول . وكان للاردن الموقف الاكبر بزيارته لمصر ودعم ثورة الشعب والتنسيق مع السعودية والبحرين والامارات لؤد الفتنة في البحرين , و حماية ثورة مصر العربية الحقيقية وبنفس الوقت ايجاد حل سلمي للازمة السورية لحمايتها من التقسيم والتجزئة والتمزق كما هو بمخطط الشرق الاوسط الجديد.الذي تصنف اسرائيل فيه كالرابح الاكبر لتليها تركيا وقطر .
انقلب السحر على الساحر فثوار اكتوبر فوتوا المخطط بعد ان فشل الاخوان ادارة الحكم كما خطط لهم. ومجلس التعاون ابدى توحدا في الدفاع عن البحرين باعتبار ذلك دفاعا عن المجلس باسره واثبت السعودية بانها مؤهلة لان تقود المجلس لما هو صالح اعضائه مجتمعين .
اما الاردن فقد ظهر بموقف اكثر وضوحا عندما نشط الملك والدبلماسية الارنية في الحديث عن الحل السلمي للوضع السوري ووضع حدا لاي تسسل عبرحدوده وحاول التنسيق مع الاطراف الدولية لانهاء قضية الضربة العسكرية لما لها من اثار مدمرة على الواقع السوري والمناطق المجاورة وشرح ذلك للمجتمع الدولي . وتحمل ما يتحمل في سبيل نصرة لاخوة السوريين .
نعم فشلت الضربة , بموقف روسيا والصين ومجلس العموم البريطاني والكونغرس الامريكي واعضاء الشيوخ في فرنسا , وموقف الامم المتحدة الواضح والمتجه نحو الحل السلمي , حتى جاءت المبادرة الروسية الامريكية فكانت المخرج للجميع وكانت الفشل ايضا للمخطط الجديد غيرهم ؟ , وفشلت اخيرا محاولات اسيدة الاخوان على المنطقة , فالتراجع الامريكي الذي عبر عنه اباما بالامم المتحده كان واضحا بمدحه لثورة مصر والنظر لسوريا موحده بعيده عن اسلحة الدمار الشامل وعودةابناءها وايجاد حل للقضية الفلسطينية وامن واستقرار الخليج كل ذلك محطات تؤشر على تراجع الموقف الامريكي خاصة بعدما ادرك ان اللعبة انكشفت وانه في حالة خسارة للعديد من الدول المعتدلة في المنطقة وفي مقدمتها الاردن والسعودية ومصر والامارات ؟
المؤامرات تحاك وعناصر التغذية في المنطقة تحاول الاصطياد بالماء العكر, لكنها تفشل على الدوام كون الشعوب تدرك الصواب من الخطأ وتدرك ان الصهيونية هي التي تتحكم بقرارات دول صنع القرار في العالم . فلنبقى متيقضين ولا يغرينا حجم الصوت العالي او المليء بالعواطف ولا نوع الشعارات . فالمصالح تؤدي الى الخداع في كثير من الاحيان .