خمسة أسئلة يطرحها جلعاد ابن الجنرال شارون على أوباما، لانه قال بأن الصراع العربي الاسرائيلي هو سبب عدم الاستقرار في المنطقة.
والحقيقة ان الاسئلة الخمسة هي سؤال واحد متكرر.. لأنه يقول بأن اسرائيل ليست سبباً في ما يحدث في مصر من صراع بين الجيش والاخوان، وما يحدث في سورية من حرب أهلية وما يجري في العراق من عمليات ارهابية وأخيراً ما يحدث في السودان بدءاً من التقسيم وليس انتهاء به!
قد لا تكون اسرائيل كما يقول ابن الجنرال مرئية بوضوح في كل هذه المشاهد لكنها القاسم المشترك الأعظم بينها، فما كان للارهاب في العراق مثلاً أن يبلغ هذا الحد لولا احتلاله، وفي احتلاق العراق كان لاسرائيل دور مشهود، بحيث كانت الاجندة الامريكية من مرات قلائل قد ألحقت بأحندة تل أبيب.
ان البحث عن بيت الداء في كل المشاهد التي تساءل عنها ابن الجنرال ليس متعذراً حتى على العميان، فاسرائيل صاحبة المصلحة الكبرى من كل ما يجري، وكأن العرب انفسهم بانتحارهم الاهلي ينوبون عنها، ويهب ابن الجنرال على طريقة فرخ البط العوام الى ما هو أبعد من هذا فيقول ان اسرائيل هي عامل الاستقرار الدائم والوحيد في المنطقة.. وكان يمكنه ان يضيف أيضا وفق هذا السياق المعكوس ان السماء تمطر في المنطقة من اجل اسرائيل فقط، وان الشمس تشرق من أجلها، ففي مثل هذه النوبات من جنون الأنانية والوهم العنصري يرى المصاب نفسه قديساً حتى لو كان وكراً للشياطين!
والمثل القائل ابحث عن المرأة في كل مشكلة خاطىء من أساسه وبه ظلم ذكوري فادح للنساء، ومن باب اولى القول ابحث عن اسرائيل في كل خراب أو طلل أو حريق في هذه المنطقة المنكوبة بها.
فإذا كان هناك مناطق تسمى منكوبة بسبب كوارث الطبيعة فان منطقتنا منكوبة باحدى كوارث التاريخ او ما سماه المؤرخ تويني الخطيئة التاريخية عندما أراد وصف اسرائيل.
من حق جلعاد وبقية السلالة ان تقول ما تشاء عن دور اسرائيل في الاستقرار وحتى الاستقلال ايضاً، ما دام هذا النمط من التفكير هو مجرد مونولوج يهذي به المتحدث مع نفسه ويطربه صدى صوته فلا يرى غير ما يريد!
وهو حين يتحدث عن السودان والعراق بالتحديد يتجاهل الأصابع الاسرائيلية التي طالما عزفت على وتر التقسيم والتي تحاول الاستمرار في هذا العزف كي يتحول الوطن العربي الى ثمانين دولة لا تزيد أي منها عن اسرائيل.
ان القارىء الاوروبي والامريكي قبل القارىء العربي سوف يضحك حتى البكاء وهو يقرأ ما يقوله ابن الجنرال، والذي يتلخص في تبرئة اسرائيل من أية فوضى أو خراب أو احتلال أو استيطان في هذه المنطقة.
(الدستور)