كنت حريصاً خلال الفترة الماضية على عدم التطرق الى اتحاد الاعلام الرياضي، رغم ما شاب العملية الانتخابية العديد من الملاحظات ما دفع الزملاء بالرأي الى تجميد عضويتهم بالهيئة العامة .. فانا كنت في المجلس السابق اميناً للسر وناطقاً إعلامياً، واتخذت القرار المناسب بعدم الترشح للانتخابات الأخيرة استناداً الى قناعة ترسيخ سياسة التغيير من جهة والتحفظ على جسم اعلامي يعمل تحت مظلة تهدد خصوصيته وأحياناً تحد من حريته، من جهة اخرى.
ما دفعني للحديث اليوم، البيان الأخير الذي صدر عن المجلس الجديد، وتحديداً التقدم بطلب مقابلة الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم.. للوهلة الأولى أعتقدت أن مجلس ادارة الاعلام الرياضي سيطرح مبادرة ورؤية تخص دعم مسيرة اتحاد الكرة، وتحديداً المنتخب الوطني الذي تنتظره مواجهة -تاريخية- مع خامس أميركا الجنوبية للتأهل الى المونديال، خصوصاً وأن تحديات عديدة تواجه مسيرة الاعداد في ظل محدودية الدعم والأزمة المالية المتصاعدة.. لكن المفاجأة تمثلت بسابقة يسجلها اتحاد الاعلام الرياضي، فالغاية من المقابلة هي التقدم بشكوى بحق أحد زملاء الهيئة العامة لاتحاد الاعلام، وعضواً سابقاً في مجلس الادارة، لأكثر من دورة انتخابية!.
الغريب في الأمر أن مجلس اتحاد الاعلام اختزل كل مسيرة التطوير المنشود، الذي وعد به قبل الانتخابات الأخيرة، وبعدها عبر بيانات صحفية مكثفة، بمسألة واحدة فقط، الايفاد الاعلامي مع منتخبات كرة القدم.. والأغرب أن المجلس الحالي الذي يضم عدداً لا بأس به من اعضاء المجلس السابق، يعلم أن اتحاد كرة القدم تعاون مع الاعلام الرياضي على امتداد السنوات الخمس الماضية بصورة فاقت كل توقعات التفاؤل والطموح.. فالايفاد الاعلامي الذي وفره اتحاد الكرة -رغم الضائقة المالية- يفوق بأضعاف ما قدمته بقية الاتحادات الرياضية الأخرى.. وانا أتكلم هنا بحكم شهادتي على تلك الفترة من منطلق منصبي -انذاك-، أمينا للسر.
.. وهنا أطرح تساؤلاً للزملاء في مجلس ادارة اتحاد الاعلام الرياضي، ماذا عن الاتحادات الرياضية الأخرى، التي لا تتعاون نهائياً فيما يتعلق بمسألة الايفاد الاعلامي.. فهل هناك شكاوى على الطريق؟ .. وما رأيكم بغياب الموفد الاعلامي عن المشاركات الأخيرة للجنة الأولمبية؟.. وبمعنى آخر، ما هي الأسباب الحقيقية التي تدفع للكيل بمكيالين؟!.
.. هل يعقل أن يبدأ مجلس ادارة الاعلام الرياضي دورته الجديدة، بتقديم شكوى على دائرة اعلامية في اتحاد تضم زميلين في الهيئة العامة للاعلام الرياضي.. وفي نفس البيان الصحفي يتم الاشارة الى تشكيل لجنة حريات تعنى بالدفاع عن الزملاء؟.. في كل المقاييس، تعد تلك الخطوة سابقة خطيرة .. وهي بالطبع رسخت لدي شعور الندم على الوقت الذي أهدرته شخصياً خلال عضويتي للمجلس السابق.. لكن ماذا عن الهيئة العامة.. والشعارات والخطب والوعود والعهود؟.
(الرأي)