التقاعس عن الحل تمادي في الفشل
سامي شريم
05-10-2013 06:04 PM
حتى لا تتفاقم مشكلة الجيل ، وحتى تبقى قضايانا ضمن السيطرة وحتى لا تضيع الفرص ونفقد الحلول فالذي يمكن حله اليوم قد يصبح من أعقد الأمور وأكثرها صعوبة غداً، ولأن التهاون في تناول آفات الأمة والتراخي في علاجها في الوقت المناسب يجعل من القضايا الصغيرة والمشاكل العابرة أمور جلل ومشاكل مستعصية اصبحنا نؤجل عمل اليوم إلى الغد وتراكمت علينا اعمال اليوم والغد ولم نعد نطمح إلا لمزيد من الراحة والدعة ، تركنا قضيانا تتفاقم وتكبر وتستعصي على الحل !!! وقد قيل لا يدرك النعيم بالنعيم فلا انجاز بلا مشقة ولا نجاح بلا معاناة ولا يستطاع العلم براجة الجسم (ولابد دون الشهد من ابر النحل) ما أراه أن الجميع ودون استثناء ينتظر النتائج أن تأتي إليه وهو في مجلس اللهو واللعب دون أن يُضحي أو يبذل جهداً، يا سادة .... نحن لسنا من دول النفط ولسنا من دول الشمال الغنية نحن من انهكتنا الادارات الفاشلة واستلبنا الفساد والترهل والبيروقراطية والروتين والعنجهية وسوء الادارة أهم انجازاتنا فقد فقدنا جُل مؤسساتنا الاستراتجية وافشلنا أهم مشاريعنا الصناعية والزراعية واتبعناها بمؤسساتنا التعليمية والصحية بعد أن تدني انتاجها نهجاً و كماً ونوعاً .
بعد أن كنا النموذج في العمل والانجاز اصبحنا النموذج في العوز والفاقة والبطالة والعجز ؟؟! بعد أن كنا المنارة والقادة في نقل تجاربنا وخبراتنا إلى دول الجوار اصبحنا نستجدي ونقترض لتأمين ضروريات الحياة ؟؟! قتلنا روح المبادرة والحماس في جيل الشباب الذي تعول عليه الأمم لمواصلة البناء وتأمين المستقبل تحولنا إلى جيل من العجزة والعاطلين جو اليأس والاحباط والفشل يخيم على مشاريعنا ومؤسساتنا وشركاتنا ويهددها بالاغلاق ، وأنا هنا أُشخص الحالة إذ يجب أن نتوقف هنا للتقييم و حتى لا نذهب لأبعد من هذا لأن ذكر السلبيات في الوقت المناسب والمكان المناسب والأسلوب المناسب بهدف الاصلاح والتغيير الإيجابي ورفع المعنويات وشحذ الهمم لا سيما وأننا لا زلنا قادرين على تجاوز الصعاب وتحقيق النجاح فلا زال لدينا الوقود اللازم لمبارزة الحياة ومغالبتها إيماناً بقدراتنا وبما لدينا من خبرات وامكانيات الاستمرار والعبور إلى طريق النجاح والأخذ بأسباب النصر والتمكين فلا يأس مع الشدائد بوجود النفوس العالية والهمم الشامخة فلا يفل الحديد إلا الحديد ولنتذكر دائماً تجارب الآخرين الناجحة ونتذكر كيف نهضت دول من الحضيض وكيف سجلت نجاحات أقرب إلى البطولات بفضل اشخاص أوفياء بسطاء استطاعوا تغيير الواقع وتسجيل معجزات لأن القدرة على الاستمرار هي من أعظم الصفات التي يتحلى بها المتميزون والقادرون على تحمل المسؤولية وأن من يعقد العزم على النجاح لا بد أن ينجح إذا اخذ بالأسباب وسلك طريق الصواب فكثيراً ما تكون الفرص في داخل الصعوبات والمشاكل التي يواجهها المجتمع كثيراً ما كانت حافزاً لنمو وتقدم ورقي هذه المجتمعات إن الحالة الأردنية المتمثلة في فشل مؤسسات الدولة في استشراف متطلبات المرحلة وتوظيف امكانيات الوطن توظيفاً أمثلاً ووقف هدر الموارد بوضع كل المعطيات المتاحة لخدمة الوطن والمواطن ضمن برامج وخطط بأهداف واضحة سهلة ممكنة التحقيق و القياس الدوري ضمن معاير لبيان مدى التقدم بإتجاه هذه الأهداف والمسارعة إلى تعديل المسار بما يتوائم ومصالح الوطن وما تم رصده من الأهداف والخُطط لتفادي الوصول إلى الطريق المسدود الذي اعتدناه في مشاريعنا وطموحاتنا التى تصتدم دائماً بسوء الإدارة وسوء التخطيط والحظ العاثر الذي يلازمنا دائماً .
ويجب أن يعلم الجميع أن الفرصة تضييق يوماً بعد يوم وأن اغتنام الوقت لاتخاذ القرار بالبدء بالاصلاح الفعلي والحقيقي الشامل في كافة المجالات وبدون استثناء اصبح أكثر من ضرورة ويجب أن لا نتوقف عند الاصلاح السياسي تاركيين كافة المجالات الأخرى بإعتبار أنه المفتاح الأساس لكل اشكال الاصلاح ، فهناك الاقتصاد والوضع المتردي للتعليم والصحة والزراعة والسياحة فما وصلت إليه الأحوال لا يسر صديقاً ولا يغيظ عدواً كما يقولون فالعجز اصبح السمة المميزة لأداء مؤسسات الدولة كبيرها وصغيرها ولفترة ليست بالبسيطة.
فقد امضيناها في الحوار بين مختلف التيارات السياسية والمدنية والاجتماعية وفي إقرار القوانين وإلغاءها وتعديلها وتجميدها وفي خطابات الثقة العرش والموازنة وكله صف حكي كما يقول المثل الشعبي فليس هناك حكومات التزمت بكتب التكليف ولا مجالس نواب حققت وعودها الانتخابية .
وقد امضيناها في تفصيل مؤسسات منقوصة الصلاحيات ومؤسسات للحصول على الايزو فُصلت لأفراد بعينهم ثم دمجها إعادة فصلها وإلغاءها وإعادة استحداثها مراهقة سياسية أوصلت البلاد والعباد إلى أعمق الحفر ولا من منقذ ، لقد آن الأوان لنعمل في الإطار المؤسسي للتنمية الشاملة في كافة المجالات والتعامل مع الاطار الاصلاحي على أنه ضرورة مُلحة من ضرورات المجتمع وأن التمادي في تجاهل عامل الزمن وتأجيل برامج وخطط وقوانيين الاصلاح في السياسة والاقتصاد والصحة والتعليم والشأن المجتمعي سيُوصل البلاد إلى طريق مسدود وسنندم حين لا ينفع الندم لا زلنا نعمل في الإطار المصلحي ونمارس الانحراف التشريعي والدستوري والإداري بما يخدم مصلحة المسؤول الشخصية بعيداً عن المصلحة العامة لمصلحة الوطن اخشى ما أخشاه أن تضيع فرص امكانية الحل بمرور الزمن واستمرار تجاهل ذوي الشأن إن مصلحة الوطن تقتضي التكاتف والتعاضد بين كافة أبناء الوطن للعمل من أجل رفعة الوطن وتحقيق أهدافه وكما قال هنري فورد الفشل ببساطة فرصة جديدة لكي تبدأ من جديد بأفكار جديدة وهمة جديدة وروح جديدة.