facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قصة الملابس المستعملة في الأردن


03-10-2013 03:56 PM

عمون - وحدها البالة (الملابس القديمة) استطاعت، ولو شكلاً، قهر التباين الطبقي في الأردن.

في الأسواق المتخصصة لبيعها، التي تتوسع رقعة انتشارها يومياً، يتزاحم الفقراء والأغنياء على السلعة المعروضة ذاتها، رغمن اختلاف الاهداف والدوافع.

وفيما بقيت البالة، بالنسبة للفقراء، ملاذاُ ينجيهم من غلاء الألبسة الجديدة، يلجأون اليها بحثاً عن ثياب رخيصة الثمن تستر اجسادهم من دون أن تتسبب في تعرية جيوبهم، أصبحت للأغنياء مقصداً يبحثون فيه عن الماركات العالمية، التي تضاعفت اسعار الجديد منها حتى أصبح يشكل شراؤها عبئاً لا يتمكن من مواجهته الا القليلون.

لم يكن الحال كذلك دوماً. في سنوات ماضية، كانت البالة حكراً على الفقراء، وانحسر انتشار أسواق بيعها في مناطقهم، وغالباً ما كانت البضاعة تعرض في المحال كيفما اتفق من دون عناية أو ترتيب، وكان يكفي لشراء القطعة أن يكون قياسها مناسباً وخالية من العيوب الظاهرة للعيان، أما السعر فلم يكن محل تفاوض، فهو غالباً ضمن الموازنة.

تغيرت الحال اليوم. تعددت مسميات البالة وأصبح يطلق عليها «الألبسة الأوروبية» حيناً و«التصفية» أحياناً، حتى لا تخدش مشاعر الأغنياء بعد أن انتشرت أسواق بيعها في مناطقهم. ولأن للأغنياء طقوساً، أصبحت البالة تعرض في منتهى الترتيب وتخضع قبل ذلك للغسيل والكي، وبدأت تعرف التفاوض على الأسعار بعد أن أصبح الباعة لا يترددون في طلب اسعار مرتفعة، إذ برعوا في معرفة ماركات الملابس وأسعارها في محال الجديد.

في الزمن الماضي

عرف الأردنيون البالة منتصف العام 1942. كانت الحرب العالمية الثانية على أشدها. كانت نيران المدافع بعيدة عن الأردن غير أن الآثار الاقتصادية للحرب طالت البلاد وضاق بها العباد بعد أن شحت السلع والأموال في آن واحد.

منتصف ذلك العام، وصلت أسواق عمّان اول شحنات البالة، ودهش الناس وتساءلوا، وهم الذين اعتادوا عدم التخلي عن ملابسهم إلا في حال تلفها المطلق، عن السر الذي يجعل تلك الملابس شبه الجديدة تباع بأسعار بخسة. آمنوا بداية الأمر بالرواية التي تحدثت عن أنها ملابس الموتى، أو الجنود في الحرب، أو نفايات المستشفيات، فخافوا وأحجموا عنها، وهي الرواية التي أسقطتها الحاجة والفقر فعادوا الى شرائها، رغم انهم حملوها مسؤولية الأمراض التي كانت تنتشر بينهم في ذلك الزمان.

وبعد أن كان استيراد البالة مغامرة يقبل عليها القليل من التجار، أستعر التنافس على استيرادها بينهم لجنيهم ارباحاً طائلة من تجارتها.

ساهمت البالة في تغيير ذائقة الأردنيين، وأنماط لبسهم. بداية الأمر، استهجنوا الألوان غير المألوفة للملابس التي تجود بها البالة، استثنوها من خيارات الشراء، كما استثنوا الملابس غريبة القصّات، ولم يكونوا يتورعون عن التندر ممن يغامرون ويقدمون على شراء تلك الملابس التي كانت تباع بثمن أقل، بل ويطلقون عليهم ألقاباً مسيئة. وهذا لم يصمد أيضاً.

تسللت الملابس بجميع قصاتها وألوانها، وأصبحت جزءاً من نمط اللباس الشائع. حتى أن محلات الملابس الجديدة والخياطين راحوا يحاكون ملابس البالة في صناعاتهم.

... وفي الزمن الحاضر

لم تسلم البالة من متوالية ارتفاعات الأسعار التي تعددت أسبابها، فجاءت متوافقة مع مبدأ العرض والطلب، فكلما تهافت الناس على محال البالة سعى الباعة إلى رفع أسعارها، وهي كانت حافظت لوقت طويل على فرق كبير في السعر بينها وبين الملابس الجديدة. الفجوة قلّت بعد أن دخل الأغنياء أخر معاقل الفقراء وتحولت البالة إلى هدف للباحثين عن الماركات، ما فتح اعين الباعة على أفق جديد يبررون به رفع الأسعار. كما لم تسلم البالة من الضرائب الحكومية على استيرادها، التي تنعكس على أثمان القطع.
واليوم يوجد أسواق للبالة محرّم على الفقراء دخولها، حيث تباع الملابس فيها بأسعار تفوق اسعار ملابسَ جديدة تُصنع محلياً.

قهرت البالة في عنوانها الفضفاض التباين الطبقي، لكنها في التفاصيل عززته. فللفقراء بالتهم وللأغنياء بالتهم، فيما يواصلون الالتقاء ليوم واحد في عطلة نهاية الأسبوع في الأسواق المخصصة لبيع البالة، ولكل منهم بضاعته.

( السفير - محمد فضيلات)





  • 1 صريح جدا 03-10-2013 | 04:28 PM

    ايش يعني هذا المقال ..تشجيع على ملابس البالة ...!!!! يعني يا شعب الأردن ..أنت تبقى محتاج للجميع ..المساعادت الخليجية ..وأموال اللاجئين واقتصاد الفلسطنيين ..وملابس الأروبيين ..حسبي الله ونعم الوكيل بس

  • 2 كساسبه - اربد 03-10-2013 | 04:33 PM

    معلومات جميله ... شكرا سعادة السفير.

  • 3 ابو الاصول 03-10-2013 | 05:25 PM

    لولا الفساد والفاسدين للبس كل اردني احسن الماركات العالمية الجديدة وللانقرضت اسواق الباله ولكن لا نقول الا حسبي الله ونعم الوكيل في اصحاب البطون التي لا تشبع

  • 4 ماركة 03-10-2013 | 05:26 PM

    المرحوم كان متكتك
    الله يرحمنا برحمته

  • 5 اليزيد 03-10-2013 | 05:39 PM

    المشكلة ايضا في قطع السيارات المستعملة التي تدخل البلد دون خضوعها لاي مواصفة تحت مسمى ( مستعملة)والضحية المواطن طبعا .

    لا اعتقد ان جاهزية هذه القطع وصلاحيتها لا تسبب ولو نسبة ضئيلة في نسبة وقوع الحوادث ونحن نعمل المستحيل في سبيل تخفيضها

  • 6 ابو بشير 03-10-2013 | 05:57 PM

    حتى على الباله - من زمان زاحمونا اصحاب المراكز - عليها ولست بصدد ان اذكر اسماء بل انلي صديق كان له زبائن من مدراء بنوك ومسؤولين كبار كبار يلبسهم من الباله وطبعا لانه مدير بنك ووزير او وكيل وزاره او .. او... مارح حد يصدق ؟ بينما لو لبس واحد مثلي ماركه new brand مش رايح يصدق حدا ذلك ... دنيا ؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :