إستعادة أموال الأردن والأردنيين المهربة .. د. قاسم نعواشي
03-10-2013 10:17 AM
إستعادة أموال الأردن والأردنيين المهربة بمجموعها تصل إلى المليارات! تلك هي الأموال التي تم تهريبها من حسابات المتورطين في قضايا الفساد:
- بعضهم هرَبَ مع المال!
- بعضهم هرّب المال ولم يتمكن من الهروب!
- بعضهم هرّب المال وباع العقار ولا يملك في الأردن إلا البذلة الرسمية التي يلبسها!
- بعضهم هرّب المال واستقال (أو أقيل) ولم تجرؤ الحكومة على محاسبته!
- بعضهم هرّب المال ولم يترك في الأردن ما يكفي لدفع أقساط المدرسة لأولاده!
- بعضهم هرّب المال ورهن كل عقاراته باسم والده (ولم يقم بنقل ملكيتها لأن نقل الملكية يمكن ابطاله)!
- بعضهم هرّب كل شيء ولا يحتفظ إلا بفيزا سارية المفعول إلى دولة أجنبية لأنه على قناعة تامة بأن هذا البلد في طريقه إلى السقوط، بينما هو في طريق الصعود إلى منصب جديد.
الأسماء معروفة، وجاهزة كي نقدمها لأي لجنة متخصصة نأمل أن تقوم الحكومة بتشكيلها تكون مهمتها استرداد الأموال التي تم تهريبها خارج الأردن. ولا بد أن تستفيد هذه اللجنة من خبرات الدول الرائدة في هذا المجال وأن تضم في عضويتها مراقبين دوليين.
الأمثلة كثيرة وفاض الكيل، فمثلا من يتحمل مسؤولية هروب المتهم أسامة درويش الخليلي المطالب بمبالغ تزيد عن 200 مليون دينار. فبتاريخ 4 / 3 / 2012 وُجِّهت رسالة إلى رئيس المجلس القضائي لتذكيره بضرورة التعامل بحزم وجدية مع قضايا الفساد الكبرى وتسريع محاكمة الفاسدين، وعدم استمرار تجاهل المطالبات المتكررة لاتخاذ الإجراءات التحفظية اللازمة التي تحول دون هروب المتهمين.
وقد ذُكر المتهم أسامة الخليلي بالإسم. وللأسف لم يلق هذا النداء استجابة ولم يتخذ أي إجراء تحفظي يحمي حقوق آلاف المواطنين والمستثمرين. وللأسف بتاريخ 17/5/2012 هرب الخليلي. وهرب يونس القواسمي عن طريق عبارة في خليج العقبة... و(هرب) وليد الكردي، والحبل جرار.. وآخرون بالإنتظار.. فهل سيهرب فايز الفاعوري ومعتصم الفاعوري المتهمين بكبرى جرائم ؟
نأمل أن نرى في القريب العاجل إجراءات تصحيحية وآليات فعّالة تهدف إلى إعادة المتهمين الهاربين واستعادة الأموال التي هرّبوها وتسريع محاكمة بقية المتهمين في جرائم الفساد التي شغلت الرأي العام الأردني، كي يبقى حصن القضاء محل ثقة الأردنيين، وصمام الأمان الذي يحفظ الأمن والاستقرار في وطننا.
وغير ذلك ستبقى مشاريع الإصلاح وجهود هيئة مكافحة الفساد وجهود اللجان المختلفة مثل لجنة النزاهة الوطنية وغيرها كورش العمل الندوات التوعوية مجرد أدوات لزيادة الاحتقان لدى هذا الشعب الذي صبر وتحمل كثيرا.. ولكل شيء حدود.