عدد السكان في الأزرق عشرة آلاف نسمة ، مطالبهم بسيطة ككلف ، غير معقدة ، تتعلق بتحسين أوضاع التعليم والصحة والخدمات والطرق ، فأين تكمن المشكلة ؟ .على سبيل المثال ، يخطف طريق الأزرق بين فترة وأخرى أرواحا كثيرة في حوادث تقع لمخاطرالطريق غير الآمن ، بينما يتعثر اصلاحه لأن هناك من لا يرى فيه أولوية تستدعي التعجيل بانجازه.
وفي مثال آخر ، تعاني المدارس في القضاء وضعا مترديا ونقصا في الكوادر المؤهلة وفي أدوات التعليم وفي الظروف الملائمة التي يحتاجها التعليم . وفي مثال ثالث يتعلق بالخدمات الصحية ، مع أن الحل فيها جاء شأنه دائما من عند الملك ، بتخصيصه في العام الماضي مستشفى عسكريا متنقلا لخدمة الناس والمسافرين ، الا أن الخطط والبرامج الهائلة عجزت عن بناء مركز صحي لخدمة الناس .
الملاحظات من الأزرق كثيرة ومتعددة ، ومنها اعادة تشغيل مصنع الملح كمصدر رئيس للرزق في الأزرق ومنها كذلك الشكوى المريرة من غياب المسؤولين عنها وعن متابعة حاجات الناس فيها ، واشراكهم في خطط تنمية وتطوير مجتمعهم المحلي ، ومتابعة تنفيذ مشروعات مع أنها صغيرة لكن أثرها كبير .
أمس استمع الملك عبدالله الثاني في الأزرق الى مطالب الناس ، وأمر بتنفيذ بعضها فورا ودراسة تنفيذ بعضها الآخر في أسرع وقت ممكن ، والأهم أن جلالته طلب اشراك الأهالي في الدراسات وفي تحديد الاحتياجات لأن الملك يعرف أن التنمية من دون شراكة الناس لن تؤتي أكلها وأن التخطيط يجب أن ينطلق من الواقع .
جلالة الملك كرس نهج العمل الميداني وهو ما يحب أن يراه في أسلوب عمل الحكومات ، وطالما شدد عليه جلالته وحرض عليه الوزراء ، فالميدان هو الطريق الوحيد لملامسة حاجات الناس ومتابعة النتائج والأثر، وتصويب الاختلالات وتجاوز الثغرات . ما على الوزراء سوى التقاط الإشارة والبدء فورا بالعمل الميداني فالمواطن يحب أن يرى المسؤول في جواره يستمع منه ويشكو له ، يقدم له حلا ناجعا على الأرض ، فالوزراء الأنجح هم الأقدر على خدمة المواطنين والأقل غرقا في التنظير فالناس هم روح القرارات .
qadmaniisam@yahoo.com