أجواء حماسية تخيم على مهرجان السلام التراثي .. صور
30-09-2013 05:18 AM
عمون - دير البلح - شباب يهيئون أقدامهم استعدادا لإمتاع الجمهور بحركات متناسقة تعود للتراث القديم وآخرون يجهزون جمالهم وخيولهم ويكملون تثبيت السرج على ظهورها ,وهناك سيدة (تَرُقُ) 'العجين' بخفة بين يديها لتصنع منه خبزا ممزوجا برائحة النار وآخر يعد القهوة مخلوطة بالهبل والزنجبيل .
وليس ببعيد سيدة أخرى تنقش خلطة الحناء على يدي الفتيات، وآخرون يجلسون في بيت الشعر يلتقطون الصور ليعودوا للماضي في مشاهد متنوعة.
هذه المشاهد وغيرها جاءت ضمن مهرجان السلام التراثي الفلسطيني القديم والذي نظمته جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية (POD) في النادي البحري على شاطئ مدينه دير البلح وسط قطاع غزة ,بالتعاون مع المساعدات الشعبية النرويجية(NPA) والمهرجان برنامج من برامج مشروع على جناح السلام " On the Wing of Peace ".
بدأت فعاليات المهرجان بلوحة فنية من وحي الفلكلور الفلسطيني قدمها شاب بكلمات شعرية ترحيبا بالجمهور وتذكيرا بالشعر القديم ، تلتها لوحة فنية من الدبكة الشعبية ممزوجة بالدحية بمشركة شباب هاوي لهذا التراث.
وتحدث مروان جودة مدير مشروع على جناح السلام " On the Wing of Peace " أن الجمعية حريصة على إحياء التراث تأكيدا على تجذرنا بتراثنا الفلسطيني وتمسكنا بهويتنا وتاريخنا، في وجه سياسات الاحتلال الذي يسعى إلى نهب وسرقة التراث الفلسطيني".
وأضاف " كما أننا نهدف من الحفل تعزيز السلام والمحبة والتسامح وان هذا الحفل يستهدف أطفال المشروع وأهاليهم بالإضافة إلى باقي المجتمع لتحسين الظروف النفسية لهم من خلال المشاركة في التراث والعادات القديمة ومن خلال فقرات الحفل التي أخرجتهم من ضغوطات الحياة إلى الاستمتاع وتغير النمط الحياتي ".
ويؤكد جودة أنهم من خلال لمهرجان السلام للتراث الشعبي الفلسطيني يعملون على تعزيز التراث الشعبي الفلسطيني وترسيخ الهوية الفلسطينية من خلال فقرات الحفل التي تم تنفيذها في قلوب الأطفال والشباب من جميع الأعمار في ظل تزاحم الحياة التكنولوجية والظروف الاقتصادية الصعبة.
وحضر الجمهور بنوع من الفرح والتصفيق العروض المختلفة التي كانت ضمن برامج المهرجان التي زينت بعبق التاريخ وفاحت من جوانبها القهوة المرة والتي صنعت تحية للزوار.
بينما تتنقل أم محمد بين قطع 'العجين' التي وضعتها جانبا ولفتها بقطعة قماشية لتجنيبها الغبار , وقطعة حديد فوق حصى صغير تفصلها ,عن جمر 'الحطب',لتتناقل قطعة 'العجين' بخفية بين كفيها، لتتحول في طرفة عين لخبز جاهزا للأكل.
لتقول " ما أجمل صنع الخبز بهذه الطريقة فبها نحمي التراث وننقله لأبنائنا حيث أتلقي الكثير من الطلبات لعمل مثل هذا الخبز فاغلب النساء في هذا الجيل لا تستطيع أن تجلس أمام النار لصنعة لذلك يزيد الطلب عليه من قبل المجتمع "
برنامج المهرجان
ومن جانبها قالت بلسم الأطرش منسقة مشروع على جناح السلام بأن الاحتفال شمل العديد من البرامج منها بيت الشعر يحتوى على أثاث قديم وقطع تراثية ,وفقرات فنية العزف على العود ,وتقديم شعر تراثي ,والدبكة الشعبية ,والعرس الفلسطيني ,والدحية ,وعرض صور خاصة بالتراث والمهن القديمة.
ونوهت الأطرش إلى وجود سيدة لنقش الحناء فهي تعتبرها من الزينة القديمة المفتخر بها في المناسبات القديمة والتي كانت تزين بها الفتيات ,وكذلك شاركت سيدة بإنتاج بخبز الصاج بالطريقة الشعبية القديمة ترسيخا للتراث الشعبي الفلسطيني.
وأضافت " كما كان هناك عرض للعرس الفلسطيني بفرقة من أطفال مشروع على جناح السلام ,وبجانب أخر تواجد الجمال والخيول التي كانت وسيلة هامة في التاريخ الفلسطيني للنقل والسفر وتزين هذا لجمال بلباس وقطع قماشية أثرية قديمة".
وعبرت في نهاية المهرجان المواطنة أم محمد أسعد عن سعادتها بمشاركتها هي وأبنائها بهذا المهرجان الذي أعاد للذاكرة الكثير مما كان فيه, لتضيف " من الجميل أن يكون في المنطقة الوسطي مؤسسة تهتم بالتراث ,لذلك نشجع الجميع بضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالتراث الفلسطيني الذي يعتبر الماضي والحاضر لنا وهو ما سنورثه للجيل القادم ليبقى حي ولا ينتهي "
كما دعا الحاج أبو يوسف إلى زيادة الاهتمام بهذه المهرجانات ليقول " هذه المهرجانات هي أقوى وسيله للحفاظ على مكانة فلسطين وترسيخ العادات والتقاليد القديمة وتقريبها من الجيل الجديد الذي بعد كثيرا عنها ".
وقامت إدارة جمعية الهيئة الفلسطينية في ختام الاحتفال بالتقدم بالشكر لطاقم العمل في مشروع على جناح السلام والحضور وكل من ساعد وعمل على إنجاح هذا الاحتفال وتأمل الهيئة بوصول فكرة المهرجان لعدد كبير من المجتمع الفلسطيني ليكون لها أثر كبير في التمسك بتراثنا القديمة وتعزيزا صمود للقضية الفلسطينية.