عمون - احتفل أهالي حملة "بيوت آمنة" والمؤسسة العربية للتنمية المستدامة "رواد التنمية" يوم السبت 28 أيلول لعام 2013، بالقمة النهائية (قمة القمم) لحملة "بيوت آمنة" والتي حققت هدفها بوقف العنف الجسدي ضد الأطفال في 165 بيتاً، ووصلت لـ600 أسرة شاركت في حلقات التوعية والتثقيف لتأمين بيوتها من العنف الجسدي ضد الأطفال، حيث عمل أهل الحملة عبر 18 شهراً على تأمين البيوت ومن خلال 1009 ساعة تطوع.

ومن خلال لقاءات استماع مكثفة، بادرت منظمة الحملة سمر دودين بتحديد المشكلة التي تؤرق الأمهات والآباء، وحشدت الفريق المؤسس للحملة والذي ضم 9 أعضاء عملوا على تحديد الهدف والاستراتيجية لوقف العنف الجسدي ضد الأطفال من خلال التوسع في العمل مع 29 فريقاً منظماً وتطوير ممارسات تربوية آمنة وممارسة المساءلة والتدخل والعمل الجماعي. ووصل عدد الأفراد المنخرطين في الفرق لـ170 قائداً وقائدة مجتمعية عملوا على تأمين بيوتهم، ووصل عدد الأطفال المتأثرين بالحملة (دون سن 18 عاماً) 390 طفلاً وطفلة، فيما وصل عدد الأفراد في الأسر المنضمة للحملة 925 فرداً.

وكانت حملة البيوت الآمنة قد انطلقت بعد تكوين الفريق المؤسس في 26 آذار 2012، ومرت بمشوار تضمن عدّة قمم لتأمين الأهالي والأطفال من خلال نهج تنظيم المجتمع والمنهج التعليمي الذي أعدّته الدكتورة هالة حمّاد، مستشارة الطفولة المبكرة وخبيرة الحماية من العنف. وبدأت رحلة تكوين الفرق من خلال تدريب تنظيم المجتمع بالتعاون مع "أهل" للتنظيم المجتمعي، وتدريب الخبراء نسرين حاج أحمد وميس العرقسوسي وفريق ممكّني مؤسسة رواد التنمية في الفترة ما بين 29/4 و1/5/2012. وقد واكب مشوار الحملة منذ انطلاقته منهج تعلمي لتدريب الأهالي على أساليب التربية البديلة وتطوير ميثاق يلتزم من خلاله كافة أعضاء الفرق بوقف العنف الجسدي ضد الأطفال وممارسة أساليب تساعد الأهل على ضبط النفس وحماية الأطفال داخل البيوت ويتكون منهج التربية الوالدية البديلة من ست جلسات تعليمية للدكتورة هالة حمّاد، والتي تتطرق لعدة عناوين منها أنماط التربية الوالدية، وخصائص التطور والنمو، وخصائص التعامل مع اليافعين واليافعات، والشاهد والمُعنِف، وسمات البيت الآمن، والأطفال الناجون من العنف. وقد تم تدريب كافة أعضاء فرق الحملة على عملية تيسير "البوح" أثناء لقاءات الفريق مع الأستاذة ريم أبو كشك، خبيرة الإرشاد النفسي من خلال وسائط الفنون الإبداعية، إذ قامت الفرق بتطوير ميثاق "أين نقف من العنف" لتجديد الالتزام وتعديل السلوك.

وقد شارك في حلقات التوعية والتثقيف 29 فريق عمل ملتزماً ومبادراً من الأهالي في منطقتي جبل النظيف والمريخ .

تضمنت الحملة محطات كثيرة أهمها إطلاق قمة اسم وشعار الحملة في 14/7/2012، والمحاضرة الدينية في11/8/2012، والإعلان عن موقف الحملة "لا للعنف الجسدي ولكل أنواع العنف ضد الأطفال" في 29/9/2012، وقمة تأمين بيوت الفرق القيادية الأولى في 29/9/2012، والانطلاقة الإعلامية في 22/12/2012، بالإضافة إلى إطلاق محاضرات توعوية حول التدخل والمساءلة لأهل الحملة بالتعاون مع مركز "العدل للمساعدة القانونية" والتي تطرقت لمواضيع عدّة، تضمّنت دور إدارة حماية الأسرة التي ألقاها الأستاذ عبد السلام الرواحنة، ودور التنمية الاجتماعية والتي ألقتها الأستاذة رغدة العزة، والطب الشرعي التي ألقتها الدكتورة إسراء الطوالبة، والقوانين الأردنية والدولية التي تحكم العنف الواقع على الأطفال بالأردن والتي ألقتها الأستاذة بثينة فريحات. وقد استمر مشوار الحملة بحشد وتأمين الفرق القيادية الثانية في 13/4/2013، وحشد وتأمين الفرق القيادية الثالثة في 31/8 و21/9/2013. وقد نتج من تفعيل عمليات التدخل والمساءلة 583 عملية تدخل ناجحة في الشارع لوقف الضرب والعنف الجسدي ضد الأطفال.

ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة "روّاد التنمية" هي مؤسسة غير ربحية تسعى لتمكين المجتمعات المعنية بالتغلب على التهميش عن طريق تفعيل مشاركة الشباب والمشاركة المدنية في خدمة المجتمع والتعليم. تأسست "روّاد التنمية" بمبادرة رجل الأعمال الأردني فادي غندور ورواد أعمال أردنيين وعرب، وبدعم من شركة أرامكس وبنك القاهرة عمان ومجموعة أبراج. وتعمل روّاد التنمية على تكوين مراكز تمكين مجتمعية في المناطق الأقل رعاية، بحيث تكون قائمة على التبادل مع الشباب، إذ تقدم هذه المراكز منحاً تعليمية مقابل تطوع الشباب في ثلاثة برامج أساسية تعنى بالطفل والشباب والمجتمع. وقد توسع عمل مؤسسة روّاد التنمية ليشمل اليوم الأردن وفلسطين ولبنان ومصر.