أن تكون سفيرا للنوايا الحسنة، وأنت فاسد هذا إحساس مخيب للآمال، قاتل للعزيمة والهمة، طعمه مر كالعلقم مهما كان مصدره ومن أي موقع في أي مكان وكل زمان
الإحساس بالظلم ترجمه واقعية لحياه الكثير من الشرفاء والطيبين وأصحاب النوايا الحسنة في مجتمعنا، وأياً كان هذا الظلم فهو مخيب لآمالهم ايضا مثبط لعزائمهم، قاتل لهمتهم.
منذ سنوات، ونحن نسمع عن الفساد والمفسدين في دوائر الدولة، لكن لم نسمع أن مسئولا قُدم للقضاء وهو في وظيفته، حتى اختلط الحابل بالنابل، وأخذنا نشك بجميع المسئولين، كبارهم وصغارهم، ونتهمهم بالفساد المالي والإداري، فمن هو المتهم، ومن هو البريء يا ترى ؟
الحديث عن الفساد والمفسدين في دوائر الدولة أصبح حديثا متواترا، وبات محل اعتراف كبار المسئولين الاردنيين، ولكن إمسك جمل وخذ باجه ..
عندما ننظر لهؤلاء الذين نتهمهم بالفساد نجد أنهم بشر مثلنا تماما لم يسقطوا من المريخ أو ماشابه , عاشوا في وطننا وتعلموا في مدارسنا ونشأوا كأي مواطن أردني بل أن الكثير منهم وصل إلى أعلى المراتب العلمية بكل جد وأجتهاد، لكنهم أناس غلبت عليهم شقوتهم في استغلال السلطة العامة، وغرّتهم الأماني في غياب الشفافية والمسائلة،
أحد الخبراء الامريكيين في الاقتصاد سئل عن الدول المتقدمة والمتخلفة ؟
فكان جوابه أنه لايوجد شيء اسمه دول متقدمة أو متخلفة ..الأرض نفس الأرض والثروات نفس الثروات والعقول نفس العقول ...ولكن تكمن المشكلة في الإدارات فهناك إدراة ناجحة وأخرى فاشلة ...فلو أعطيت شخصين مبلغ من المال ...ستجد أحداهما رابح والآخر خاسر ....لأن الأول استطاع أن يتعامل بنجاح مع أمواله عكس الآخر بالرغم من تساوي المبلغ .
الفساد الإداري في الدول الديمقراطية أقل بكثير من الدول العربية, وأعتقد أن ذلك بسبب احترام الجميع للنظام, والرهبة من المساس بالمال العام, واختيار الرجال الأكفاء في مراكز القرار.
تطهير الأرض من المفسدين لا يتطلب أعداداً كبيرة من الباشوات وأصحاب الدولة والمعالي، بل يتطلب عقولاً كبيرة لديها قدرة عالية على التركيز وتحديد الهدف وتتبعه إلى النهاية حتى يتحقق التطهير، ربما عشرة أفراد أو أقل لديهم قدرة تركيز عالية يمكن أن يحدثوا تغييراً كبيراً، وقد تتخصص مجموعات عمل أو حركات في ملاحقة المفسدين بدون عنف، خاصة إن تسلحوا باليقين أنهم يملكون الحق، وأنه لا يوجد شخص أياً كان يستعصي على شعب يحمل رسالة عادلة، ويواجه الفساد والمفسدين.