روى لي صديق قادم من السعودية بانه في احد المساجد قام امام خطبة الجمعة بالدعاء على ( السيسي ) فاعترض على ذلك بعض المواطنين المصريين الذي كانوا حاضرين لتلك الخطبة , مما جعل بعض المصلين الاخرين القيام بالتهجم عليهم و حدثت مشكلة بين الطرفين و من بعدها قامت الحكومة السعودية بمنع اي دعاء على او الى اي شخص باستثناء ان يكون الدعاء عاما و بدون ذكر اسماء .

و بعد ذلك قام احد الشيوخ و يحمل درجة الدكتوراه بالقاء خطبة جمعة حيث اشار الى نقطة هامة لجواب على سؤال سابق ساله اياه احد المصلين حول " ما السبب الذي جعل القران الكريم ينزل سورة ابو لهب و ما تضمنته من تهديد و وعيد بانه سيصلى نارا ذات لهب و بان زوجته ام لهب سيكون في جيدها حبل من مسد يوم القيامة ".

فما هو هذا العمل و الذنب الذي اقترفوه لينزل القران سوره خاصة بهم و يذكر اسمهم صراحة , و ماذا فعلوا ليستحقوا كل ذلك العذاب مع اننا نعلم ان هنالك اشخاص قاموا بتعذيب صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذلك الاعتداء على رسول الله صلى الله عليه و سلم اكثر بكثير مما قام به ابو لهب و زوجته من تعذيب و اشياء ظاهرة .

و في النهاية خلص الشيخ الدكتور الى ان ابي لهب و زوجته كانا قادة و رواد من رواد الحملة الاعلامية الهدامة ضد هذا الدين و ضد هذا الرسول صلى الله عليه و سلم فكان تاثيرهم اكثر بكثير من تعذيب اشخاص و افراد لان ذلك يصب في المجتمع بشكل عام و في هذا الدين ككل .

و لهذا كانت الجريمة الاعلامية اضعاف مضاعفة لاي عمل فردي و من هنا نفهم ان الاعلام المدمر سيكون عذابه شديدا لانه يغير الحقائق , فبالتالي يوجه المجتمع الى اتجاه معاكس و مخالف للعدل و للحق و للحقيقة و تكون فتنته اشد من القتل و كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام : إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يُلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يُلقي لها بالاً، يرفعه الله بها إلى الجنة

و من هنا نحن نواجه اليوم حملات اعلامية مدمرة و قاسية و نتائجها وخيمة على الجميع و لهذا اعجبتني هذه الخطبة لما فيها من دروس أتية من بداية عصر الاسلام بان الاعلام هو رسالة و هو السلاح الفاعل لنصرة الحق او لقلب الحقائق .