حتى والدتي في اجتماع مع الاموات ..
21-01-2008 02:00 AM
في هذه الاوقات الصعبة التي يعاني منها الشعب الاردني من غول الارتفاع المستمر في الاسعار ، وما يسمى بالتحديات التي عشنا عليها منذ زمن طويل ؛ ونحن لا نزال نسمع بهذه التحديات التي اصبحت جزء من حياتنا اليومية ؛ بالوقت الذي لا نعرف فيه السبب الصريح لهذه التحديات ؛ التي انهكت جسدنا وتفكيرنا وعقولنا ..الحمدلله الاردن ليس بلدا محاصرا من احد .. ويحظى باحترام العالم كله كما انه صديقا ودودا للولايات المتحدة الاميركية على اختلاف اداراتها ، والاردن صديقا للدول العظمى بما فيها دولة اسرائيل واكثر الدول العربية الغنية ،،، اذا السؤال المطروح ما هي التحديات .. فمع كل هذا نشعر ان السياسة الخارجية ضعيفة ومهمشة ودورها لا يغني ولا يسمن من جوع ؛ رغم كل هذه الصداقة للاخرين .. وحتى الان لم يشعر المواطن الاردني لا بخيرات السلام ولا يحزنون .. الا اذا استثنينا جهود جلالة الملك عبد الثاني الذي يوصل الليل بالنهار من اجلنا جميعا .
اما السياسة الداخلية ليست افضل حالا من السياسة الخارجية اذ انها مليئة بالتخبط المتراكم من حيث الاستقرار المعيشي والاقتصادي للمواطن الذي اصبح يعيش في دوامة الضغوط " الثقيلة " التي تدور حوله من كل صوب ..
نعم اننا نعيش في دوامة وخنق وضياع دون بصيص امل لمستقبل اولادنا ؛ واصبحت حياتنا مليئة بالذل والقهر والجلطات ... مع كل هذا الاردنيين في اجتماع دائم .. لا يملون من عقد الاجتماعات اليومية التي لا تثمر بالفائدة المرجوة ، وهذا حالها على مر السنين .. كذلك لا تخرج الا بوعود .. لا نلمس من ثمارها شيئ سوى ارتفاع الاسعار" واللدغات اللئيمة ما بعد كل اجتماع .. وان كان املنا كبير بالحكومة الجديدة .
بالأمس حدثني صديقي " عبد الباقي " وهو عاطل عن العمل ؛ علما انه يحمل شهادة الماجستير في المحاسبة ،، وقال لي انه قدم طلب للتوظيف من اربع سنوات للمؤسسات الحكومية والخاصة في العاصمة عمان ، ولن تبقى مؤسسة الا وقد ارتمى على ابوابها المغلقة لايجاد فرصة عمل .. ومع كل هذا لم ينجح بمقابلة مسئول او سكرتيرة وزير بحجة انهم جميعا في اجتماع دائم ...... فاينما ذهب المسكين يجدهم في اجتماع .. حينها ضحكت وقلت لصديقي عبد الباقي أن الحكومة والاردن دائما في اجتماع مستمر ؛ وعندما نقوم بالاتصال باي مؤسسة حكومية او غير حكومية للتحدث مع " خلقة " مسئول او سكرتير او مستشار تجده في اجتماع دائم شبيه باجتماع الاموات ..
من هنا يا عبد الباقي اقول لك بانني اسوة بهذه الاجتماعات ؛ قمت بزيارة بلدتي الطيبة في محافظة اربد ؛ لأقرا الفاتحة على روح والدتي رحمها الله .. ولكن هذه المرة كان الامر مختلفا _ فعندما كنت ازورها في السنوات السابقة كنت اشعرانها تسمعني وتحس بي وتدعو لي ،، اما هذه المرة فشعرت انها لم تسمعني ولم تحس بي .. وكأنها تترأس اجتماعا دامسا مع الاموات .. ... والفاتحة على روحها وارواحنا ونحن احياء ....!