صبرا وأخواتها ) .. هوية عصرنا إلى الأبد .. !؟)
عودة عودة
26-09-2013 04:42 PM
عمون - قبل ايام قليلة مرت الذكرى الحادي والثلاثين لمذبحة صبرا وشاتيلا التي جرت ابان الاحتلال الاسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت في ايلول من عام 1982 ،حيث اقدمت قوات انعزالية لبنانية بحماية اسرائيلية وعلى مدار ثلاثة ايام بلياليها بقتل اكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني و بعد ايام قليلة من انسحاب قوات منظمة التحرير الفلسطينية بحماية دولية وعبر البحر المتوسط الى عدد من الدول العربية...
ومع ان مذبحة صبرا وشاتيلا (واحدة من 124 مذبحة حتى الآن) لم تكن الاولى والاخيرة التي قامت او ستقوم بها اسرائيل للشعب العربي الفلسطيني الا انها تركت جروحاً غائرة وعميقة لم ولن تندمل والى الابد.
لقد زرت هذا المخيم عام 1994 بعد اثني عشر عاماً من المذبحة اثناء وجودي في بيروت في مهمة صحفية، فوجدت دماء الفلسطينيين على جدران المنازل وحيطان الازقة، كما وجدت اهله يحتفظون بصور شهدائهم وهم في الغالب اطفال ونساء وشيوخ.
واجزم، انني لو زرت صبرا وشاتيلا في هذه الايام وبعد واحد وثلاثين عاما من المذبحة الكبيرة والشنيعة لوجدت نفس الاحزان والآلام على وجوه الناس ورغبتهم في الانتقام رغم الظروف الصعبة التي تعيشها الأمة العربية بشكل عام والشعب العربي الفلسطيني بشكل خاص.
حقاً.. ان اسرائيل و"أخواتها" تسعى الآن الى نسيان وتناسي ما اقترفته يداها في هذا المخيم والمتتبع لصحفها ووسائل اعلامها لا يجد أي ذكر لهذه المذبحة، وان سئلت اسرائيل عنها فانها تبعد مسؤولية الجيش الاسرائيلي عنها وتُلصق هذه المسؤولية لجهات أخرى لبنانية عميله لها تاريخياً. وهل ينسى العالم هذه المذبحة وهي قد شدت الجميع في تلك الايام فقد كانت صور شهدائها تتصدر غلاف مجلة التايم الاميركية المعروفة والعديد من اغلفة الصحف العربية و العالمية.
ذات يوم قال مناحيم بيغن رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق والذي وقعت مذبحة صبرا وشاتيلا في عهده :(الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت) ومعنى كلامه: (ان القبر هو الملاذ الأخير والوحيد للفلسطيني..،) وقبر الفلسطيني هنا: قد يكون زقاقاً في مخيم او عملا تافها في الغربة او دولة فلسطينية تشبه الى حد كبير وكأنها في جيب الكانغارو.. تحيط بها (اسرائيل) من الجهات الأربع، وهذا لن يكون ابداً ولم و لن يقبله الشعب العربي الفلسطيني؟.. فما ضاع حق ووراءه مُطالب..!!
صبرا.. تكاثرت فصارت صبروات والجزّار والغ في دمنا ولم نعد نميز بين الناقمين ، هل نبرأ ذات يوم من أيلول و صبرا و(أخواتها).. صبرا هوية عصرنا حتى الأبد..!!